الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
أحلف بسماها.. كوارث التغيرات المناخية وأنظمة الإنذار المبكر

أحلف بسماها.. كوارث التغيرات المناخية وأنظمة الإنذار المبكر

لم يعد فى استطاعة العالم أن يلاحق التقلبات الطبيعية التى تحدث نتيجة للتغيرات المناخية وهيمنت على الكوكب كله نتيجة الاستغلال الأسوأ والمفرط من البشر ضد الطبيعة.. المسألة لم تصبح فقط تناقص أو تزايد درجات الحرارة، أو تأثر الإنتاج الزراعى والحيوانى أو تزايد الأمراض أو زيادة مساحات التصحر.. وإنما تعدتها بسبب تسارع وتيرة الكوارث فى مختلف بقاع الأرض وفى أوقات متقاربة سواء فيضانات وأعاصير وحرائق غابات وأوبئة.



الأمر الذى يزيد الكوارث دمارًا أوسع وخسائر أكثر هو عدم وجود أجهزة إنذار مبكر لتنبيه سكان المناطق المهددة بالخطر مسبقًا.. ولو علمنا أنه مجرد إطلاق الإنذار قبل الحدث ب 24 ساعة ممكن أن يقلل 30 ٪ من آثار الكارثة.

فى تقرير صادر عن المنظمة الدولية للأرصاد الجوية، تبين أن نصف دول العالم تفتقد أجهزة إنذار والدول التى لديها أجهزة إنذار ضعيفة تسجل عدد 8 أضعاف الوفيات فى الدول التى لديها أنظمة متقدمة.. وكلنا نذكر التسونامى الكبير الذى وقع بالمحيط الهندى عام 2004 وتسبب فى وفاة 230 ألف شخص ولو كان هناك أى إنذار لتمكن السكان من الهروب إلى أماكن مرتفعة.

فى اليوم العالمى للحد من من مخاطر الكوارث والذى يوافق 13 أكتوبر بمناسبة توقيع «إطار سنداى» من 2015 - 2030 الذى يحدد آليات المواجهة، حيث إن هذا العام الحالى يركز على أنظمة الإنذار المبكر.. وقد أكد أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة أن الظواهر المناخية الحادة ستحدث، لكن يجب ألا تتحول الى كوارث مميتة ويجب أن تتعامل الدول معها بجهازية أكبر.. لأن الدول النامية والأكثر فقرًا هى التى ستتأثر بشكل أكبر لعدم وجود أنظمة الإنذار أو الاستعدادات لما بعد الحدث، فمثلاً 60 ٪ من المناطق الأفريقية لا يوجد بها أى أنظمة للإنذار المبكر.. لذلك دعا جوتيريش أنه من المهم بحلول 2030 - كما تضمن إطار سنداى- أن تتزود جميع البلدان بتلك الأنظمة؟ ومن المنتظر أن توضع خطة عمل وتناقش خلال cop27.. ولأن الدول الفقيرة ليس لديها الإمكانيات المادية أو التقنية لأنظمة الإنذار المبكر فيجب على الدول الصناعية المتقدمة أن تمد تلك الدول بكل المساعدات للمواجهة قبل وبعد حدوث الكارثة.

المؤسف أن منطقة الشرق الأوسط من أولى المناطق المعرضة للظواهر المناخية الحادة من موجات الحر وارتفاع درجات الحرارة وزيادة التصحر والعواصف الرملية وأيضًا على العكس تزداد السيول فى بعض المناطق رغم الجفاف الغالب على المنطقة مثلما حدث فى مصر بأسوان ومحافظات الصعيد وسيناء والإسكندرية.. فالمفترض حتى فى وجود أجهزة إنذار غير متقدمة يجب على الحكومات أن تضع السيناريوهات فى حالة الخطر بتجهيز بنية تحتية مناسبة وتوعية المواطنين بالتصرف السريع والصحيح مثل إحاطة البيوت بالكاوتشوك فى حالة الفيضان وتجهيز بدائل السكن فى حالة النزوح، ويأتى دور الإعلام الذى يجب ألا يغطى الحدث فقط، لكن من الضرورى تواجد إعلام متدرب دارس أوضاع المناطق بحيث يمكنه استباق الحدث وتوعية المواطنين لتقليل خسائر الكوارث إلى حد ما.