الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

استفتاء.. غاز.. نووى «روسيا- أوكرانيا» حرب تهدد العالم

دخلت الحرب «الروسية- الأوكرانية» مَرحلة جديدة من تكسير العظام وفرض السيطرة بين الجانبين بَعد التقدم الذى حققته أوكرانيا خلال الفترة الماضية لتحرير أراضيها لتعلن روسيا عن إجراء استفتاء لضم الأراضى، نفس سيناريو شبه جزيرة القرم عام 2014 وإعلان النتائج بأن أكثر من 90 % من سكان المناطق الأربع التى جرى فيها الاستفتاء تريد أن تنضم إلى مظلة العَلم الروسى، ثم تفجير خط غاز «نورد ستريم» المغزى لأوروبا، ثم التلويح مرة أخرى بالسلاح النووى، الأمر الذى يؤكد أن التوتر الذى تشهده أوروبا وروسيا لن يتم الدفع به إلى طاولة المفاوضات؛ بل يتجه إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير.. فربما الحرب العالمية الثالثة هذه المرّة لن يعرف مدى عقبها؛ خصوصًا بَعد التلويح باستخدام السلاح النووى أصبح هو التهديد الأكبر بين الجانبين.



 حرب الاستفتاء

أعلنت السُّلطات الموالية لموسكو فى منطقتى زابوريجيا وخيرسون جنوبى أوكرانيا، وفى لوهانسك شرق البلاد فوز الأصوات المؤيدة للانضمام إلى روسيا، فى استفتاءات نددت بها كييف ودول غربية ووصفتها بأنها غير شرعية.

أكدت المفوضية الانتخابية فى منطقة زابوريجيا أن 93.11 % من الناخبين صوّتوا لصالح الارتباط بروسيا، بَعد فرز 100 % من الأصوات، مشيرة إلى أن هذه النتيجة لا تزال أولية.

أمّا إدارة منطقة خيرسون الموالية لروسيا؛ فقد أعلنت أن 87.05 % من الناخبين صوّتوا مع الانضمام إلى روسيا، بَعد فرز 100 % كذلك من الأصوات.

وأتت النتيجة مماثلة فى لوهانسك شرقى أوكرانيا، وفقًا للسُّلطات الانتخابية الموالية لموسكو التى أكدت أن الأغلبية أيدت الانضمام إلى روسيا بنسبة 98.42 % من الناخبين صوّتوا لصالح الانضمام لروسيا، بَعد فرز 100 % من الأصوات.

أمّا فى دونيتسك، فى شرق أوكرانيا أيضًا؛ فكانت النتيجة 94.75 % من الأصوات لصالح الضم بَعد فرز 56.85 % من الأصوات، وفقًا للجنة الانتخابية الإقليمية.

وفى أول رد فعل له بعد صدور نتائج الاستفتاءات فى المناطق الأربع قال الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى، فى تسجيل مصور بث عبر تطبيق تليجرام: «سنتحرك للدفاع عن شعبنا: فى آن معًا فى منطقة خيرسون، وفى منطقة زابوريجيا، وفى دونباس وأيضًا فى الأراضى المحتلّة حاليًا فى منطقة خاركيف وفى القرم».

وأضاف: «لن يُغَير أى عمل إجرامى من قِبَل روسيا أى شىء بالنسبة لأوكرانيا».

 تحذير عالمى

وكانت ردود الفعل العالمية إزاء الاستفتاء الروسى، واسعة النطاق، بين التنديد والتهديد بتصعيد الحرب للدفاع عن أوكرانيا ووحدة أراضيه، وأن سيناريو «القرم» لن يتكرر.

وكانت روسيا قد أجرت استفتاءً عام 2014 بضم شبه جزيرة القرم إلى السُّلطات الروسية، ومنذ ذلك الوقت لم يتم طرح القضية مرّة أخرى سوى بعد شن قوات كييف بعض الهجمات على القرم فى ظل تصعيدها للحرب الروسية، وقال الرئيس الأوكرانى حينها: «الحرب بدأت من القرم وستنتهى فى القرم».

وأكد الاتحاد الأوروبى أنه سيتم فرض مزيد من العقوبات الاقتصادية على روسيا حال استمرارها فى عملية الاستفتاء، موضحًا أن الاستفتاءات التى نظمتها موسكو لضم مناطق أوكرانية «غير قانونية» كما انضمت بريطانيا لخطاب الاتحاد متوعدة بفرض مزيد من العقوبات على موسكو.

من جانبه قال الرئيس الأمريكى چو بايدن: «لن نعترف أبدًا بضم روسيا للأراضى الأوكرانية»، متعهدًا برد «سريع وحازم» فى حال استمرار موسكو فى إجراءاتها للضم، وأن روسيا بهذا قد انتهكت القانون الدولى.

أمّا مجموعة السبع G7 فقد أدانت عملية الاستفتاء، مؤكدة أن هذا التصويت «صورى» ولن يتم الاعتراف به عالميًا.

أمّا حلف الشمال الأطلسى (الناتو) فقد أصدر بيانًا أكد فيه أن الاستفتاء الروسى يُعتبر «تصعيدًا إضافيًا» للحرب. ووصف الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون الاستفتاء الروسى بـ«المهزلة»، كما وصفه المستشار الألمانى أولاف شولتس بأنه عملية «وهمية» و«غير مقبولة».

 خطوات روسيا الحاسمة

أفادت وكالتا أنباء «تاس» و«ريا نوفوستى» نقلًا عن مَصادر برلمانية، أن مشروع قانون فى هذا الاتجاه (ضم الأراضى تحت مظلة العَلم الروسى) قد يحال إلى مجلس الدوما (مجلس النواب الروسى)، قبل تبنّيه فى اليوم التالى خلال جلسة خاصة.

وأكد رئيس مجلس الدوما، فياتشيسلاف فولودين، الجمعة الماضية، أنه «سيَدعَم» ضم الأراضى التى يسيطر عليها الموالون لروسيا بَعد الاستفتاء.

ويفترض أن يحال النص بعد ذلك إلى مجلس الاتحاد (مجلس الشيوخ الروسى). وقالت الوكالتان الروسيتان إن هذا إجراء شكلى.

وفى أعقاب الآلية البرلمانية، سيلقى الرئيس الروسى، فلاديمير بوتين، خطابًا يعلن فيه رسميًا ضم المناطق الأوكرانية الأربع.

وتتحدث بعض وسائل الإعلام عن إلقاء بوتين خطابًا أمام البرلمانيين الذين سيجتمعون فى الكرملين، فيما تفيد أخرى عن خطاب يلقيه أمام أحد مجلسَى البرلمان.

ولفتت وكالة تاس الروسية إلى أنه طُلب من أعضاء مجلس الاتحاد إجراء ثلاثة فحوص للكشف عن كورونا تحسبًا لـ«حدث مهم»، الجمعة، فى تدبير صحى صارم ينبغى أن يخضع له الأشخاص الذين يلتقون الرئيس فى الكرملين.

يُذكر أن فى 2014، كان بوتين قد وقّع معاهدة ضم القرم إلى روسيا بعد يومين بالكاد من إجراء الاستفتاء الذى نظمته السُّلطات الروسية فى شبه الجزيرة، وذلك خلال مراسم فى الكرملين حتى قبل تصويت البرلمان الروسى عليها.

 تفجير «الغاز»

أثار تسرب الغاز من خطى أنابيب «نورد ستريم» علامات استفهام كثيرة بشأن مَن يقف وراء عملية التخريب، التى يُعتقد أنها «متعمدة»، فيما دعت دول أوروبية إلى إجراء تحقيق شامل وشفاف لكشف خلفيات ما حدث.