الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
أحلف بسماها.. هل قامت الدنيا ولن تقعد؟!

أحلف بسماها.. هل قامت الدنيا ولن تقعد؟!

كشّرَت الطبيعة عن أنيابها ليس عن قوة وإنما كأسَد جريح ينشب أظافره ويلتهم بأنيابه كل ما حوله قبل أن يَلقى مصرعه.. كلنا نحاول أن نكون متفائلين لكن هيهات هيهات، فقد أصبحت وتيرة تدهور الطبيعة أسرع كثيرًا من محاولة إسعافها أو إسعافنا نحن من نقص الغذاء والمياه والتخبط فى استخدام الوقود الأحفورى؛ حيث لم تسد الطاقة المتجددة حاجة البَشر فى ظل صيف شديد الحرارة أو شتاء قارس.. حرائق الغابات فى أوروبا تزايدت وانتشرت، الأنهار والمناطق الخصبة فى الصين وأوروبا أصابها الجفاف بما يؤثر على المحاصيل الزراعية والمراعى والثروة الحيوانية.. مناطق أخرى مثل اليمن والسودان وباكستان أصابتها الفيضانات والسيول، مناطق القطبين الشمالى والجنوبى ذابت فيها الجليد لتزداد كميات المحيطات والبحار وتصبح مناطق ساحلية متعددة مهددة بالغرق، المنطقة العربية تزايدت مساحات الجفاف والتصحر فى أراضيها مع زيادة درجات الحرارة.. انعكاس تلك الظواهر على الشعوب هى الهجرة والنزوح خوفًا من المجاعات وبحثًا عن الغذاء والمياه، وذلك لا بُدّ أن يؤدى إلى نزاعات داخلية أو إقليمية.. ندرة الغذاء أدت إلى ارتفاع أسعارها لتتزايد الأزمة الاقتصادية.



ماذا نحن فاعلون؟! ألم يحن الوقت لكى تفيق الدول الغنية من غفلتها المتعمدة عمّا سببته لكوكب الأرض وللشعوب الفقيرة أو النامية التى دفعت فاتورة ثراء تلك الدول وتَقدُّمها.. الدول الغنية ظلمت العالمَ مرتين؛ الأولى عندما استعمرت واحتلت البلاد ونهبت ثرواتها، والثانية عندما تقدمت صناعيًا فلوثت الهواء والأرض والمياه وتسببت انبعاثات مصانعها وأسلحتها فى انتشار الاحتباس الحرارى فى سماء الكوكب ورفع درجة حرارة الأرض ليختل التوازن الطبيعى والبيولوچى وتستغيث الكائنات لنفاجأ ببدء انقراض بعضها.. ألم ترَ تلك الدول الغنية أن السّحر انقلب على الساحر وأن كل ساق ستسقى بما سقى وهو ما يحدث الآن، فمن أضرت الأرض تنال نصيبًا من الضرر.. ولكن ما ذنب الأبرياء فى تلك الدول!.. أين الضمير الإنسانى لقادة الغرب؟! لم يعد يكفى أن تنقذ الدول المتقدمة نفسها أو أراضيها فقط لأن الضرر أصاب الكوكب كله.. لم يعد يكفى أن نعرض تقارير فنية تضم تحليل الظواهر ونسب الانبعاثات أو الحرارة أو الندرة.. فالأمر أصبح واضحًا للبسطاء من المزارعين والعمال والصيادين والنساء والأطفال فى كل انحاء العالم.

الفرصة سانحة لممثلى الشعوب المضارة من تغير المناخ من منظمات المجتمع المدنى التى تشارك فى مؤتمر المناخ بشرم الشيخ لكى تطالب الدول الغنية بدفع فاتورة ما تسببت به من أضرار عانت وتعانى بسببها الشعوب.>