أحلف بسماها.. المناخ وحرب المياه فى المنطقة العربية

كما أشرت فى عدد من مقالاتى السابقة أن مصر تشهد حراكًا فاعلاً استعدادًا لمؤتمر المناخ cop27 الذى يقام فى شرم الشيخ نوفمبر القادم.. أهم ملامح هذا الحراك اهتمام القيادة السياسية بكل التفاصيل سواء بالتشاور مع قادة الدول والمسئولين فى الأمم المتحدة أو الاطلاع على كل المستجدات لقمة المناخ.. ثم أداء الحكومة المصرية بتولى الدكتور مصطفى مدبولى رئاسة اللجنة العليا المعنية بالتحضير لاستضافة مصر للمؤتمر، حيث تتابع اللجنة كل ما يؤدى إلى تحقيق نجاح متميز لقمة الـ27 سواء المشاورات السياسية والملفات والمبادرات المطروحة والجوانب الخاصة بالتمويل أو التنسيق بين الوزارات التى تقدم كل منها الدعم الفنى واللوچيستى الخاص بتغير المناخ.. شمل الحراك نشاطًا غير مسبوق لمنظمات المجتمع المدنى المعنية بالبيئة وما طرحته من مشروعات متوسطة وصغيرة أو برامج توعوية، وكلمة حق أن الفضل يعود إلى المنظمات «المكتب العربى للشباب والبيئة والشبكة العربية للبيئة والتنمية (رائد) والمنتدى المصرى للتنمية المستدامة وبرنامج المنح الصغيرة: مجتمعة برئاسة الدكتور عماد الدين عدلى فى إطلاق مبادرة «بلدنا تستضيف قمة المناخ» تم من خلالها تجميع جهود أكثر من 500 جمعية أهلية أحدثت حراكًا واسعًا لتكون تلك المنظمات درة المنطقة الخضراء فى قمة المناخ.. هذا بخلاف الإعلام الذى نجح بشكل كبير فى نشر الوعى وإيصال المعلومات الخاصة بالمناخ لأبسط الفئات.

كل ذلك جيد، لكن الأهم هو حراك ما بعد مؤتمرالمناخ هل ستنطفئ شعلة الحماس ويترك الأمر للدولة تتحمل عبء تداعيات تغير المناخ؟.. أتمنى أن يستغل المعنيون بالبيئة هذا الزخم لإطلاق أفكار خارج الصندوق فى كل مناحى الحياة، فلماذا لا يبدأ من الآن نشر النماذج الخضراء فى كل مجتمع بدءًا من المدينة الخضراء فى كل محافظة أسوة بمدينة شرم الشيخ وكذلك القرية الخضراء التى تعتمد على البيوجاز والطاقة الشمسية وإدارة رشيدة لتدوير المخلفات وتقوم بتلك المشروعات شركات خاصة تقدم لها الدولة جميع التسهيلات.. وتتسع التمنيات لانتشار النموذج الأخضر فى المجتمعات الصغيرة قبل الكبيرة مثل الحى والهيئة والمصلحة الحكومية والشركة الخاصة والمدرسة كلها خضراء.. أتمنى أن يتولى كل مسئول سواء على مستوى الحكومة أو القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدنى أو المنشآت الصغيرة إطلاق مبادرة «اتحضر للأخضر» والهدف هو تغيير نمط الحياة السائد واتجاه المجتمع بمختلف طبقاته لممارسة سلوكيات رشيدة لحماية البيئة فى بلادنا.