الأحد 11 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
حقك.. الحضارة الغربية رافد للتقدم.. وليس للانسحاق (4-1) اغتيال الشرق هل قرر تيار العولمة الغربى تصفية معارضيه وتثبيت أركان نظامه العالمى الجديد بالدم؟

حقك.. الحضارة الغربية رافد للتقدم.. وليس للانسحاق (4-1) اغتيال الشرق هل قرر تيار العولمة الغربى تصفية معارضيه وتثبيت أركان نظامه العالمى الجديد بالدم؟

 طرح تطور الصراع الروسى الغربى على الأراضى الأوكرانية أسئلة عديدة أبعد من فكرة السيطرة على الأراضى أو مقاومة الغزو العسكرى المرفوض، وبعيدًا عن حجج وأسانيد كل طرف، ومن يلعب دور المعتدى ومن يلعب دور الضحية، فنحن أمام صراع أكبر قديم جديد بين الشرق والغرب أو بشكل أدق نظام عالمى يسعى لفرض نفسه وتثبيت أركانه، وقوى أخرى تقاومه وترفض ما يحمله ذلك النظام من أفكار ومشروعات تحمل فى طياتها اغتيالًا لقيم الشرق وإرثه التاريخى.



 

الغريب أن الأسس الذى يقوم عليها النظام الغربى الجديد ومن بينها حقوق الإنسان، وتبنيها باعتبارها محددًا من محددات سياستها الخارجية وصورة إنسانية براقة لديها معجبون حول العالم.

لكنك تستطيع اكتشاف التناقض بين حديث الغرب عن حقوق الإنسان وسياسة الكيل بمكيالين من خلال متابعة تصرف المؤسسات الحقوقية الدولية مثل العفو وهيومن رايتس ووتش وغيرهما حيال حادث اغتيال الصحفية داريا دوجين ابنة الفيلسوف والمُنظر السياسى الروسى ألكسندر دوجين الملقب بفيلسوف الرئيس الروسى فلاديمير بوتين؛ حيث لم تصدر أى مؤسسة حقوقية أو معنية بالصحفيين أى بيان لإدانة الحادث وتجاهلت تمامًا حادث الاغتيال رغم أنه عملية قتل متعمدة ضد صحفية كانت جريمتها استخدام حقها فى الرأى والتعبير ونقد سياسات الغرب ودعم سياسة بلادها.

السكوت المتوقع من جانب مؤسسات حقوق الإنسان الدولية تجاه حادث قتل داريا دوجين يتطابق مع موقفهم السابق من إغلاق الغرب للمؤسسات الإعلامية الروسية وإغلاق حساباتهم على مواقع التواصل وتجاهلهم إلى أن ذلك الإجراء فيه تعسف ضد حرية الرأى والتعبير ومحاولة للسيطرة وصياغة رأى عام عالمى واحد ومنع الروس من التأثير عليه بأى طريقة، أو للأدق إسكات أى صوت مخالف لصوت وسائل الإعلام الغربية.

السرد السابق ليس هدفه الدفاع بأى شكل عن الموقف الروسى ولا يمكن تبرير أى غزو عسكرى تقوم به دولة ضد دولة أخرى، ولا يمكن قبول أى جريمة تقع ضد المدنيين فى سياق المعارك القائمة بين الجانبين، لكن سكوت الغرب على اغتيال صحفية بهذا الشكل لمجرد أنها روسية ولديها آراء مخالفة يضع مصداقية كل ما يقوله الغرب عن اعتزازه بحقوق الإنسان على المحك ويؤكد أن الحديث عن حقوق الإنسان مسيَّس ويحكمه توجهات سياسية معينة وأنها أداة للضغط وليس لحماية حقوق الإنسان فى المطلق.  

بالتأكيد تحمل الصورة الأكبر للحادث شعورًا مرعبًا بأن النظام العالمى الغربى الجديد قرر تصفية خصومه من أصحاب الفكر المختلف بطريقة دموية، فداريا ووالدها لم يفعلا سوى وضع أفكارهما عن روسيا الكبيرة على الورق وهو أمر مشروع، فعلى الناحية الأخرى يقوم منظرو السياسات الخارجية الأمريكية بوضع تصور امبراطورى لحركة أمريكا فى العالم ضمن سيطرة العالم الغربى الحر على العالم من خلال تحركاتها العسكرية بتوسيع حلف الناتو والصراع التجارى مع الصين ودعم أوكرانيا فى مواجهة روسيا. 

فى المقابل تتحرك الصين لتأمين نفسها ضد تلك التحركات، فيما صنعت الهند لنفسها موقفًا مختلفًا عن التوجه الغربى بينما تخوض روسيا صراعًا ضد ما تسميه تحرش الناتو بحدودها وهو ما يعنى العالم يعيش حالة من حالات الحرب «الهجينة» بين الساخن والبارد وتقوم كل الأطراف بوضع حساباتها بدقة حتى لا ينزلق العالم لحرب فناء تستخدم فيها الأسلحة النووية.

ووصلت بالتاكيد نذر تلك الحرب إلى منطقتنا العربية، فتأثيرها الاقتصادى الفادح كان له تأثير سلبى للغاية على الاقتصاديات الناشئة وتسببت فى أزمات اقتصادية وصل تأثيرها العنيف إلى كل الطبقات وأدى إلى خلل شديد الوطأة فى الإنفاق الشهرى للأسر نتيجة للتضخم وارتفاع للأسعار وبالتالى ضغط شديد على حكومات تدفع فاتورة باهظة بلا ذنب.

بخلاف ذلك تظهر معالم اختراقات ثقافية تتخطى فكرة الاستفادة من الحضارة الغربية وتقدمها فى المجالات المختلفة لتصل إلى حد الرغبة فى صناعة مسوخ تنسحق أمام التجربة الغربية وتستنسخها بشكل لا يلائم المجتمعات الشرقية، وصولا لحد اغتيال الشرق وأفكاره وثوابت ثقافته بداية من مركزية الأديان بتصدير موجات الإلحاد المتلاحقة وصولًا إلى تغيير نمط الأسرة الفطرى بفرض قبول الشواذ جنسيًا وكلها أفكار تتخفى وتخترق المجتمعات الشرقية تحت عباءة حقوق الإنسان.

ومع الأسف نجح الغرب خلال فترة الاستعمار فى تجذير روابط التبعية الثقافية ودفع المجتمعات الشرقية إلى الاقتداء بالنماذج الغربية للتحديث باعتبارها التجارب الناجحة لتطوير المجتمعات. 

الانسحاق أمام الحضارة الغربية أدى إلى تشوهات عديدة أصابت الهويات الوطنية والانخراط فى موجات من التقليد الأعمى للقيم والسلوكيات والأخلاقيات الغربية التى وصلت إلى ذروتها فى ظل تطور الرأسمالية الغربية إلى رأسمالية متوحشة فى ظل وجود تيار ما يمكن أن نطلق تيار العولمة الرأسمالية وهو تيار يتحكم فى شركات التقنية والمعلومات ومواقع التواصل الاجتماعى وصانعة أفكار الحياة فى واقع افتراضى، وهو ما أدى إلى انزواء الثقافات الشرقية والسعى لكسر التيارات الوطنية.

يحتفظ تيار العولمة الرأسمالى بعلاقة خاصة مع الإخوان ولوبى الشواذ والمتحولين جنسيًا فى الولايات المتحدة وأوروبا والمتحكم فى القوة الناعمة لتيار العولمة الرأسمالى وهى شبكة نتفليكس التى لا تضع على منصتها ‏سوى أعمال درامية من بطولة شواذ أو متحولين جنسيًا وتفرض ‏على ‏المنتجين ‏ذلك فى معايير العرض على منصتها التى كانت أكثر الرابحين ‏من إجراءات ‏العزل المنزلى عقب اجتياح فيروس كورونا ‏للعالم مع بداية ‏عام 2020.‏ ‏

ثم فوجئ كل المهتمين بالسينما بقرار من لجنة أوسكار أنها لن تقبل ‏فى ‏المنافسات على الجائزة أعمالًا فنية لا تقدم تلك النماذج سواء ‏فى ‏القصة ‏الدرامية أو مشاركين فى فريق عمل الفيلم، وهو أمر يتنافى مع فكرة ‏الإبداع ‏التى لا تحدها شروط أو قواعد أو رقابة ‏مسبقة من جانب أكبر ‏جائزة فنية ‏فى العالم ثم الهجوم على الأجيال الجديدة عبر منصات تدعم الشذوذ الجنسى مثل نتفليكس وديزنى.

فى المقابل قدم تيار العولمة الرأسمالى دعمه الكامل للإخوان، فكانت الصحف الأمريكية والمنظمات الحقوقية الدولية ‏منحازة ‏للجماعة ‏الإرهابية فى مواجهة الدولة المصرية  ودول الرباعى العربى‏، وجند  جيف ‏بيزوس امبراطور أمازون وأحد أقطاب تيار ‏العولمة ‏الرأسمالى ومالك ‏صحيفة واشنطن بوست الصحيفة لخدمة الإخوان. 

 وكذلك تعيين الإخوانية توكل كرمان فى مجلس للإشراف على ‏المحتوى ‏داخل منصة فيسبوك كإعلان واضح عن أن الإخوان ‏جزء ‏أصيل من ‏التيار وأن دعم الفيسبوك للإخوان سيتخطى كل الحدود، ‏بمراجعة مهام ‏مجلس الحكماء نكتشف أنه صاحب القرار ‏فى اتخاذ ‏القرارات النهائية ‏حول المنشورات التى يتم الإشعار بشأنها، سواء من إدارة ‏فيسبوك أو من ‏المستخدمين، وتكون ذات جدل ‏واسع فيما يتعلّق بمدى ‏احترامها ‏لقوانين النشر على هذه المنصة وذلك بمجموع رواتب للجنة ‏تبلغ 130 ‏مليون دولار‎‏.‏

ويشمل هذا المجلس 20 اسما من دول الولايات المتحدة ‏والكاميرون ‏وإسرائيل والمملكة المتحدة وهنغاريا  وغانا ‏وإندونيسيا ‏وكولومبيا وتايوان ‏وباكستان وكينيا والهند والبرازيل وأستراليا ‏ والدنمارك. ومن الشخصيات ‏المختارة هناك رئيسة الوزراء ‏الدنماركية ‏السابقة هيل تورنينغ شميت، ‏ورئيس التحرير السابق لصحيفة الغارديان ‏ألان روسبريدغر وهم من كبار ‏مؤيدى التيار ‏وممثليه فى أوروبا كما ‏سنكتشف بعد ذلك.‏

غالبية قادة منظمات حقوق الإنسان الدولية مثل العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش وغيرهم يتلقون دعمًا من جانب التيار عبر أعضاء فى الكونجرس وأبرزهم توم مالينوفسكى ‏العضو الديمقراطى البارز، ‏والداعم ‏الأبرز للإخوان داخل الكونجرس.‏

بدعم تقدمه هذه الشركات لمكونات تيار العولمة ومنها الإخوان ‏ومنظمات حقوق الإنسان.

وللحديث بقية