الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
أحلف بسماها  ثلاثية المناخ والحرب والتضخم  مع ثنائية الجهل والسكان

أحلف بسماها ثلاثية المناخ والحرب والتضخم مع ثنائية الجهل والسكان

 «العالم على حافة الهاوية ونحن مقبلين على أزمة غذاء عالمية تكاد تصل إلى المجاعات بسبب النقص الشديد فى الغذاء».. إنذار شديد اللهجة أطلقه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش خلال اجتماع الأمن الغذائى لمجموعة السبع فى برلين متشائمًا ومًحذرًا ثم مؤكدًا بأن الأسوأ لم يأتِ بَعد وأن العام المقبل ربما يسفر عنه إعلان مجاعات متعددة وأن 50 مليون إنسان معرضون للوقوع فى براثن الجوع نتيجة تداعيات الحرب «الروسية- الأوكرانية».. لكن فى رأيى أن شبح الجوع بسبب أزمات التغيُّر المناخى كان آتيًا لا مَحالة لكن للأسف تداعيات جائحة كورونا ثم الحرب «الروسية- الأوكرانية» عجّلت بوقوع كارثة نقص الغذاء.



جوتيريش عَلق فى تصريح آخر أن الجوع يدق أبواب العالم بَعد تداعيات المناخ وكورونا والحرب الأخيرة، وأن 34 دولة على شفا المجاعة منهم مئات الآلاف فى الصومال وجنوب السودان واليمن يتعرضون حاليًا لظروف المجاعة.

تلك مقدمة لما يحدث فى مصر من ارتفاع أسعار السلع الغذائية.. فرُغْمَ شُحّ الإنتاج الغذائى العالمى فنحن لم نشعر كثيرًا بنقص الغذاء ولكن المعاناة فى ارتفاع الأسعار وعدم توافر القدرة الشرائية لشراء كل السلع.. لكنها فى النهاية متوافرة عكس بلدان كثيرة تختفى منها أنواع مهمة من المنتجات الغذائية.. المشكلة فى مصر أننا نعانى من كارثتين تزيدان معاناة مشاكل الغذاء أو بمعنى آخر تزيدان الطين بلة.. الكارثة الأولى هى الجهل بما يحدث عالميًا من أزمة غذاء، والجهل بتلك الأزمة منتشر حتى بين المتعلمين؛ فمعظم الناس تضج بالشكوَى من ارتفاع كل أنواع الغذاء ويلقون باللوم على الحكومة أنها لا تحكم السيطرة على أسعار السلع وتترك المواطنين لقمة سائغة فى يد التجار الجشعين.. بالطبع هناك تجار مُستغِلون لكن المشكلة أصبحت أكبر من ذلك بكثير، فالمعروض الغذائى أقل فى الكم والنوع مما يفرض زيادة الأسعار ناهيك عن قلة استيراد الغذاء من الخارج بسبب أزمات المناخ والحرب والتضخم.. لكن الناس لا تريد أن تعرف الأسباب فنحن تعوّدنا على الشكوى دون تغيير نمط حياتنا وتعوّدنا على تجاهل أو الجهل بما يحدث فى العالم.

أمّا الكارثة الثانية وهى الأخطر فهى زيادة عدد السكان، وهى أيضًا مترتبة على الجهل وعدم الوعى؛ فقد بلغ عدد السكان 104 ملايين نسمة بزيادة أكثر من نصف مليون نسمة خلال الأشهر الأربعة الماضية بواقع مولود كل 14 ثانية.. بالله عليكم فى ظل أزمة الغذاء العالمى والمَحلى بأى حال سنكفى أفواه الزيادة المتضاعفة؟! سيخرج من يقول إن سكان الصين والهند بالمليارات وحققوا تنمية وتقدمًا.. يا سادة مساحات الأراضى الزراعية والأنهار موجودة بوفرة والناس هناك تقدّس العمل الدؤوب وتعمل على رفع التنمية ومع ذلك بلد مثل الصين استطاعت التحكم فى المواليد بما يتلاءم مع سياستها الاقتصادية.

«يا ناس إحنا داخلين على مجاعات رشّدوا طعامكم.. تناولوا الأكل بحساب.. ساعدوا قيادتكم على اجتياز المحنة لأن القادم أسوأ».