الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

عزة فخرى: الفن التشكيلى فى مواجهة ظاهرة زواج القاصرات

يلعب الفنُّ التشكيلىُّ دورًا  كبيرًا فى معالجة العديد من قضايا المجتمع والاهتمام بها،  وهذا كان واضحًا من خلال زيارتنا لمَعرض «رحايا» للفنانة التشكيلية عزة فخرى الذى أقيم بدار الأوبرا.



ناقش المَعرض قضية زواج القاصرات وما يشكله من خطورة على حياة الفتيات ويعمل على ضياع حقوقهن، فشغلت قضية زواج القاصرات الفنانة عزة فخرى حتى صمّمت على المساعدة فى التوعية بخطورة هذه القضية من خلال فنّها.

«روزاليوسف» قامت بجولة داخل مَعرض «رحايا» والتقت بالفنانة التشكيلية عزة فخرى؛ حيث حكت لنا عشقها للفن منذ طفولتها، فتقول: كانت والدتى وجدتى مولعتين بالرسم، ووالدتى تقوم بأعمال يدوية وترسم أشكالاً على القماش فأحببت الرسم من خلالهما، وبدأت من خلال حصص الرسم بالمدرسة وشجعتنى مُدرسة الرسم بالمَدرسة على تنمية موهبتى، واشتركت فى مسابقات عديدة بالمَدرسة كانت تنال إعجاب العديد من الطلبة والمدرسين، مما كان يدفعنى إلى عمل مزيد من الرسومات، وحين كنت أسافر بصحبة أسرتى إلى المنيا كنت أنجذب إلى المناظر الطبيعية ومناظر الزراعة وتعلق بذاكرتى فأرسمها، ثم بعد ذلك صقلت هذه الموهبة بالدراسة.

 مصممة جرافيك

وأضافت: تخرجت فى كلية التربية الفنية جامعة حلوان فى 1991 ثم عملت مصممة جرافيك وقمت بالعديد من الدراسات فى الفن وعلم النفس، فحصلت على الماچستير عن التوافق النفسى والاجتماعى للأطفال ذوى الإعاقة البصرية وطبقت الرسالة على طلاب المرحلة الإعدادية بمدرسة النور والأمل للكفيفات، ثم حصلت على الدكتوراه فى دعم مهارات الحياة للأطفال ذوى الإعاقة البصرية وطبقت ذلك على طلاب المرحلة الابتدائية بمدرسة النور والأمل أيضًا، استخدمت الفن كأداة لتعديل السلوك وتحسين المهارات؛ خصوصًا السّن الصغيرة، وذلك يساعد الكثيرين سواء الأشخاص من ذوى الإعاقة أو غيرهم، كما قمت بدراسة الشخصية عن طريق الرسم وهى دراسة معتمدة من أمريكا، وعملت دراسات لمشكلة التعلق للأطفال مع المؤسّسة الكندية بالتعاون مع مستشفى أبوالعزائم للطب النفسى، كما قمت بالعديد من الدراسات الحُرة فى الجامعة الأمريكية وبعض الجامعات الأخرى خارج مصر.

«أيقونة حياة»

وقالت: شاركت فى العديد من المَعارض، وكان مَعرض «أيقونة حياة» أول مَعرض أشارك فيه بمصر بمتحف طه حسين بالهرم، وتناول المَعرض الكثير من مظاهر الحياة بمصر والمناظر الطبيعية وبعض صور البورتريه للفتيات، مَعرض تنوعت فيه الموضوعات، وبعد ذلك اشتركت بمَعرض فى المركز الثقافى الروسى وفى الهناجر ودار الأوبرا وقاعة صلاح طاهر وقاعة الباب واشتركت بمَعارض بالجامعة الأمريكية ومَعارض بلندن، ويوجد لدىّ مقتنيات بمستشفى 57 ومقتنيات بالمتحف الحربى قدمت لوحة «أم الشهيد»، وأيضًا تبرعت بلوحتين بمقتنيات متحف هيئة قناة السويس وهو تحت الإنشاء، منهما لوحة افتتاح قناة السويس الجديدة ولوحة لنقل الحاويات وصور للطائرات والأعلام وتم تكريمى على هذه اللوحات.

 زواج القاصرات

وقالت: شغلتنى قضية زواج القاصرات حين تقابلت مع فتاة لا تتعدى العشرين لديها طفلان وحامل بطفل ثالث ورأيت على وجهها المعاناة والألم، كيف حرمت من أن تعيش طفولتها وحرمت من حقها فى استكمال تعليمها وحرمت من الكثير من حقوقها لتدخل معترك الحياة وتصبح أمًّا مُعيلة تتحمل مسئولية تربية أطفال ومسئولية أسرة بأكملها، فشعرت بالمسئولية تجاه كل فتاة وضرورة توعيتها بمَخاطر ذلك، والفن هو الأداة التى أستخدمها لمكافحة زواج القاصرات.

 «الرحايا»

أمّا عن سبب تسمية المَعرض بهذا الاسم «الرحايا» فتقول عزة: فهو لأن الرحايا هى آلة موروثة فى صعيد مصر منذ القِدَم، واستخدمها المصريون القدماء، فهى كتلتان من الحَجَر على شكل دائرى بينهما فراغ يحوى الغلال لطحنها، وفى هذا المَعرض أجدها أدق صورة مجازية تُعَبر عن زواج القاصرات، ومدى المعاناة والألم فى مطحنة الحياة، والتى تطالعنا به هذه الوجوه البريئة الشاخصة إلينا فى حزن، تأمَل فى النجاة من شُقَى الرحى.

 الفن أداة لتذوق الجمال

وأشارت عزة: إن الفن هو أداة نستخدمها لتحسين الأوضاع وتذوق الجَمال والإحساس بالعالم المحيط سواء حدائق أو بحار أو طرُق أو أشخاص، أثناء طفولتى كان لدينا حصص للرسم والموسيقى والزراعة والتدبير المنزلى والتربية الرياضية، وهو ما يعمل على تنمية التذوق الجَمالى واكتشاف المواهب لدينا بعكس الآن لا توجد هذه الأنشطة بالمدارس، لذا لا بُد من العودة إلى المدارس مرة أخرى، فتنمية الرؤية الموسيقية والفنية تبدأ منذ الصغر.

وأنهت حوارها معنا بأن قضية زواج القاصرات سأستمر فى العمل بها لأننى أشعر أن لى رسالة يجب تأديتها نحو هؤلاء الفتيات، كما أن الدولة تهتم كثيرًا بهذا الأمر، وأيضًا سوف أعمل على قضايا أخرى مهمة فى المجتمع مثل قضايا الأطفال ذوى الإعاقة والإعاقة البصرية وبرامج التأهيل النفسى والعلاج بالفن التشكيلى، اهتمامى بالمرأة بصفة عامة، وأتمنى أن يهتم الآباء والأمهات بتعليم أبنائهم الموسيقى والرسم والرياضة والفن إلى جانب الاهتمام بالمواد العلمية؛ لأن دراسة هذه المواد تؤدى للتوازن فى الأفكار فيشعر الطالب بالسعادة والحب والرغبة فى التعلم.

وأضافت عزة: نحن شعب له حضارة، فالاهتمام بالإرث الحضارى شىء مهم للغاية، فعندما زرت متحف الحضارة وجدت بعض الشباب والأطفال بالمتحف فشعرت بالسعادة لأن هذه الزيارات تؤثر فى شخصيتهم وحياتهم.

فزيارة المتاحف والآثار شىء مهم ولا بُد أن تحرص كل أسرة على اصطحاب أطفالها لزيارة هذه الأماكن التى تشكل وجدانهم وتترك أثرًا إيجابيًا داخلهم، كما تنظم بعض المتاحف ورش عمل للأطفال، مما يعمل على اكتشاف وتنمية مهاراتهم والتعبير عن أنفسهم من خلال الفن.