الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
الحقيقة مبدأ.. ليبيا البحث عن مصير

الحقيقة مبدأ.. ليبيا البحث عن مصير

لكل الأيام مصائر تُقدر بحسب الظروف والمصادفات القدرية وأحيانًا بتدخلات الفرد أو الجماعة وهى أن صَدَفت أصابت أو خابت، فالأمور هنا باتت مرهونة بتراكم الخبرات وحُسن النوايا.. فكما هناك ولى أمْر يجسّد الأريحية المطلقة يوجد آخر لا يمثل سوى النفعية وهى تكاد تكون لحمًا ودمًا!



 

يفترض للأوطان مصائر محتومة تسير إليها، أمّا ليبيا فلا مصير يحدده المنطق لها بناء على معطيات واضحة أو حتى يغلفها بعض من الغموض! فى الدولة الوحيدة التى تحمل سلمًا لا يصعد ولا يهبط فهو سلم غير رأسى.. ليبيا تحمل سلمًا أفقيًا لم يسبق له وجود.. ليبيا تحمل السلم بالعرض! لا تتقدم ولا تتأخر، لا تجد حلًا ولا تُعقِد مشكلةً ولا حتى تقف مكانها بلا حراك لأنها اختارت استسلام اليائسين التاركين أنفسهم لعبث الأقدار، ليبيا فى حيرة البحث عن مصير. 

البحث عن المصير الليبى هو انعكاس للمتغيرات فى الديناميكيات الإقليمية المتنافسة والقائمة على تعزيز قنوات الاتصال الدبلوماسى مع تعزيز التعاون الاقتصادى والأمنى والتى من شأنها التقليل من خطر حدوث تصعيد عسكرى شامل، ومع ذلك فإن الصراعات بين القوَى الداخلية التى ترتكز على تاريخ من التنافس القبلى والتنافس بين مجموعات قوَى جغرافية (الشرق ضد الغرب)، والصراع الأيديولوچى الدينى (الإسلام السياسى / الإسلام المؤسَّساتى) قد يجر البلاد إلى مزيد من التصعيد حتى لو تعارَض هذا مع مصالح القوى الإقليمية والدولية.

من ركود إلى انسداد آفاق السياسة فى ليبيا وتفاقم الاستقطاب بين الخصوم السياسيين والمصالح القبلية والصراع على السُّلطة بين الميليشيات المسلحة اندلع صراع عنيف (22 يوليو) أودى بحياة نحو 13 ضحية وعشرات الجرحى، وأثار المخاوف من الانزلاق إلى فصل آخر من الحرب الأهلية الدموية فى البلاد. هنا نتذكر الخط الأحمر الذى حدده الرئيس المصرى فى يونيو  2020 وصولًا لشهر أكتوبر 2020؛ حيث تم التوقيع على وقف شامل لإطلاق النار بين حكومة الاتحاد الوطنى وقوات الجيش الوطنى تحت ضغط مصرى وإقليمى ودولى تقرر فيه سحب جميع القوات الأجنبية من ليبيا، وتشكيل حكومة وحدة مؤقتة تقود إلى انتخابات رئاسية. هذه الخطوة التى حظيت بدعم الأمم المتحدة والمجتمع الدولى والولايات المتحدة كان من المفترض أن تساعد فى استقرار البلاد، والسماح بإقامة نظام سياسى مقبول على جميع عناصر القوة فى البلاد، وتم تعيين عبدالحميد الدبيبة رئيسًا مؤقتًا للوزراء فى طرابلس، وكان من المفترض أن يقود البلاد إلى الانتخابات فى ديسمبر 2021.

فى رحلة ليبيا للبحث عن المصير.. تاهت بلا بوصلة تساعدها وتحت سماء مليئة بالغيوم فلا نجوم ترشدها وتم تأجيل الانتخابات بسبب سلسلة من الخلافات الجوهرية بين المتنافسين، ولكن يرجع ذلك أساسًا إلى عدم استعداد أى حزب لقبول خسارة محتملة فى الانتخابات وافتعال حالة تفضيلية قانعة بالحفاظ على الوضع الراهن على خطر الانحدار إلى العنف. وردًا على تأجيل الانتخابات دعا مجلس النواب فى طبرق إلى حل «المجلس الرئاسى» فى طرابلس وعين وزير الداخلية الأسبق فتحى باشاغا فى منصب رئيس الوزراء الجديد.. ومع ذلك رفض رئيس الوزراء بالإنابة فى طرابلس الدبيبة، قبول قرار البرلمان بتعيين حكومة انتقالية مؤقتة والاستقالة علمًا بأنه لا يزال يُنظر إلى دبيبة على أنه رئيس الوزراء الشرعى لليبيا من قِبَل الأمم المتحدة والمجتمع الدولى، ولكن ليس من قِبَل حكومة باشاغا! 

لا أحقية لأحد فى العرش.. فلا يوجد عرش بالأساس ليصعد إليه الأقوى أو الأجدر وفى ليبيا ما بعد القذافى  تتغير الولاءات حسب المصالح، وتلك هى قواعد اللعبة الجديدة التى أهدتها لهم هيلارى كلينتون «فتحى باشاغا» الذى كان وزيرًا للداخلية فى حكومة طرابلس ولعب دورًا كبيرًا فى كبح الهجوم الذى قاده خليفة «حفتر» فى 2019 لاحتلال المدينة يدعمه حاليًا نفس اللواء حفتر وقواته فى مطالبته باستبدال الدبيبة.

الكل (السياسيون) مشغولون بليلاهم ولا أحد يلتفت للشعب الليبى الغاضب المنتظر بنفاد صبر إن لم يكن مرتقبًا فسيكون هو المفاجأة الكبرى ويتزايد الخوف من انزلاق البلاد مرة أخرى إلى الحرب الأهلية التى اندلعت فى 2014-2020 فى ضوء الوضع الاقتصادى الصعب الذى يثير احتجاجًا عامّا عنيفًا ضد القيادة السياسية (كل من الدبيبة وباشاغا). فرُغم حقيقة أن ليبيا من الدول الغنية بالنفط والموارد الطبيعية فى المنطقة؛ فإن الركود والفساد من عهد نظام القذافى والدمار الواسع النطاق الذى سببته الحرب الأهلية أدى إلى أزمة اقتصادية عميقة وهى تشتد فى ظل الأزمة العالمية والانسدادات السياسية التى تحول دون أى تقدم، وفى سياق مُتصل نزلت حشود فى مطلع شهر يوليو الماضى إلى شوارع طبرق وأضرمت النار فى مجلس النواب، وفى الوقت نفسه خرج الآلاف فى طرابلس احتجاجًا ضد الميليشيات المسلحة وضد ارتفاع أسعار السلع الأساسية وانقطاع التيار الكهربائى الطويل فى الصيف الحار والبطالة والفقر وعدم وجود أفق سياسى يمكن أن يُقدم مَخرجًا من الوضع الصعب.

لن تجد ستيفانى وليامز المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة مصيرًا محتومًا لليبيا ولن تستطيع- حتى- أن تضع أشباه الحلول مَهما حاولت مع الأطراف الغربية خَلق بعض المتغيرات؛ لأنه وببساطة لا أحد فى ليبيا يريد الحل سوى الشعب الليبى، ولا تريد أى من الأطراف الإقليمية أو الدولية من ليبيا سوى تحويلها إلى بلد يفيض لبنًا وعسلًا ينهلون منه كل صباح باستثناء  لا انحياز فيه، وهى   لأنها وببساطة الرابح الأكبر من جراء الاستقرار الليبى الذى ينعكس عليها إيجابيًا من الناحية الأمنية ويهيئ مناخًا مواتيًا للمزيد من الاستثمارات فى منطقة شرق المتوسط وهو غاية مصرية بامتياز.

لا حل سوى وضع وثيقة دستورية تصبح ضمانة للشعب الليبى للحيلولة دون التلاعب به فيقود الدستور العملية السياسية آتيًا بالمنتخبين على أسُس ومعايير واضحة وسليمة وصولًا إلى حكومة تجسّد شيئًا من الحلم وتحقق بعضًا من الطموح وتجلب نذيرًا من أمل.

 

مسافة السكة.. السيسى يأمر بإرسال طائرة عسكرية لإخلاء مصابى حادث انفجار شاحنة الوقود الليبية

 

بناءً على توجيهات السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى وتضامُنًا مع شعب ليبيا الشقيق؛ أقلعت طائرة نقل عسكرية مصرية من طراز (سى 130) مجهزة طبيًا من قاعدة شرق القاهرة الجوية متجهة إلى قاعدة بنينا العسكرية بمدينة بنغازى الليبية لنقل العَشرات من المصابين بحالات حروق مختلفة إثر حادث انفجار شاحنة وقود بمدينة (بنت بيه)؛ وذلك لتلقى العلاج بمستشفى القوات المسلحة بالحلمية للعظام والتكميل.

وعلى الفور قامت إدارة الخدمات الطبية برفع  حالة الاستعداد القصوَى للمستشفى ودفع الأطقم الطبية بالأدوات والمستلزمات الطبية اللازمة على متن الطائرة، وتم نقل المصابين من قاعدة شرق القاهرة الجوية إلى المستشفى من خلال عدد من عربات الإسعاف المجهزة طبيًا، هذا وتقدم القيادة العامة للقوات المسلحة خالص تمنياتها للمصابين بالشفاء العاجل.