السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
أحلف بسماها .. قراءة فى توقعات البيئة العالمية للأمم المتحدة

أحلف بسماها .. قراءة فى توقعات البيئة العالمية للأمم المتحدة

كثرت أعدادُ أجراس الإنذار للتدهور المتلاحق الذى أصاب الحياة الطبيعية على كوكب الأرض وسماءَه وكائناته بكل أنواعها نتيجة تغيُّر المناخ، وآخر تلك الأجراس التقرير السادس من توقعات البيئة العالمية الذى أصدره برنامج الأمم المتحدة للبيئة وتم إعداده بناءً على مَصادر سليمة قائمة على الأدلة والمعلومات البيئية من أجل مساعدة مقررى السياسات والمجتمع كله على تحقيق البعد البيئى لخطة 2030 للتنمية المستدامة.. وجاء التقرير تحت عنوان «كوكب سليم وأناس أصحاء» - فى رأيى كنوع من التمنى.



الغريب أنه منذ إصدار برنامج الأمم المتحدة أول تقرير لتوقعات البيئة عام 1997 وتوالت التقارير بهدف بيان حال البيئة ومحاولة تحسينها، إلا أن الحالة العامة للبيئة العالمية استمرت فى التدهور، وجاء التقرير السادس لينذر بخطورة الأنشطة البشرية غير المستدامة على الصعيد العالمى والتى تسببت فى تدهور النظم الإيكولوچية لكوكب الأرض مما أصبح لزامًا بل حتمًا اتخاذ إجراءات عاجلة على نطاق واسع لإيقاف هذا الوضع المتردى بوضع سياسات أكثر فاعلية تشمل الاستهلاك والإنتاج المستدامين.

أشكال الخطر- كما جاء فى التقرير السادس لبرنامج الأمم المتحدة- أن تلوث الهواء كان العامل الرئيسى فى زيادة عدد الوفيات المبكرة من 6-7 ملايين وفاة سنويًا وأن كبار السن والأطفال الصغار والفقراء هم الأكثر تعرضًا لتلوث الهواء وبالتالى الوفاة.

زيادة انبعاثات غاز الاحتباس الحرارى نتيجة النمو السكانى والاقتصادى أدى إلى ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق؛ حيث شهد العقد الماضى الأعلى حرارة فى التاريخ المسجل، وإذا ظلت الانبعاثات على حالها ستستمر متوسطات الحرارة العالمية فى التزايد متجاوزة الحد المتفق عليه فى اتفاق باريس.. وهو ما يحدث حاليًا فى البلاد الأوروبية.. كما أن فقدان التنوع البيولوچى والممارسات الزراعية غير المستدامة وانتشار البلاستيك فى التربة وفى مياه البحار والمحيطات قد أثر كثيرًا على الكائنات الحية الكبيرة والدقيقة مما أحدث خللاً فى دورة الحياة الطبيعية.. هذا بخلاف تزايُد تدهور الأراضى واتساع رقعات التصحر؛ حيث وصلت البؤر الساخنة لتدهور الأراضى 29 ٪ من الأراضى العالمية.. علمًا بأن التصحر من أهم مَظاهر تغيُّر المناخ فى مصر.

الاستغلال غير المستدام لمساحات الأراضى الرطبة التى تُخَزّن الكربون لاستمرار وجود الغابات أدى إلى نشوب حرائق تلك الغابات، وهو ما يحدث بشكل مستمر حاليًا.

التقرير السادس أكد أن الجهود المبذولة حاليًا لا تزال غير كافية حتى اليوم محذرًا من أن تزايُد الانبعاثات ونضوب الموارد لن يمكن تداركه إذا لم تتخذ إجراءات فاعلة وسريعة بإعادة تشكيل النظم والهياكل الاجتماعية والإنتاجية الأساسية؛ لأن الأنماط الحالية للاستهلاك مع تزايُد السكان وزيادة الطلب على الموارد الطبيعية والغذائية من الممكن أن يؤدى إلى حدوث مجاعات فى كثير من الدول.

بالنسبة لنا أرَى أن مصر تبذل كل الجهود للحفاظ على المَصادر الطبيعية داخل حدودها لكن للأسف الزيادة السكانية تعرقل تلك الجهود الجبارة، وهو ما يستلزم إجراءات حازمة لوقف تلك الزيادة الهادمة لأى إنجاز.