الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
أحلف بسماها .. حراك ما قبل «Cop27»

أحلف بسماها .. حراك ما قبل «Cop27»

لم تشهد أعوامُ قمم المناخ الست والعشرون السابقة حراكًا وأحداثًا مصيرية كالتى وقعت هذا العام الذى ينعقد فى نهايته مؤتمر المناخ cop27 بشرم الشيخ نوفمبر المقبل، والذى شهد فى بدايته الحرب «الروسية- الأوكرانية» فى وقت تحاول فيه البلاد التعافى صحيًا واقتصاديًا من تبعات جائحة الكورونا التى بدأت منذ سنتين، ولم تكد الدول تفيق من الكوفيد حتى أشبعت ضربات ولكمات من جراء أزمة الغذاء العالمى؛ خصوصًا القمح ونقص الطاقة بسبب توقف إمدادات الغاز الروسى عبر الأراضى الأوكرانية.. تلك الحرب التى أحدثت خللاً كبيرًا فى اتفاقيات المناخ بالتحول إلى استخدام الطاقة الجديدة والنظيفة، لكن نقص الغاز جن جنوب الغرب وأصبح الملاذ فى الوقود الأحفورى ومنه الفحم الأكثر ضررًا بالبيئة.



لذلك انعقدت قمة جدة للأمن والتنمية فى محاولة للولايات المتحدة للتقرب للدول العربية وعلى رأسها السعودية ومصر لضمان تعويض نقص إمدادات الغاز وكسب تأييد الشرق الأوسط للغرب ضد روسيا والصين.. لكن ما أثلج صدور شعوب الدول العربية أن يشاهدوا قادتهم وقد اتفقوا جميعًا على قرارات تغلب مصالح أوطانهم على الولاء التام للغرب والذى لم تنل بسببها منطقة الشرق الأوسط إلا الصراعات الداخلية وانتشار الإرهاب الدينى.. وبالفعل بدأ بساط الولاء فى الانحسار إلى الشراكات السياسية والاقتصادية مع مختلف القوى سواء المعسكر الشرقى أو المعسكر الغربى من دون إملاءات أو ضغوط.

رُغْمَ الأسباب العسكرية والاقتصادية لقمة جدة للأمن والتنمية؛ فإن أزمة المناخ قد فرضت نفسها على طاولة الاجتماعات؛ فقد طالب الرئيس عبدالفتاح السيسى بتعزيز التعاون والتضامن الدوليَّيْن لرفع قدرات منطقة الشرق الأوسط فى التصدى للأزمات العالمية الكبرى والناشئة كقضايا نقص إمدادات الغذاء والاضطرابات فى أسواق الطاقة والأمن المائى وتغيُّر المناخ، كما أشار الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولى العهد السعودى فى كلمته إلى أن العالم يواجه تحديات كبيرة أبرزها التغيُّر المناخى الذى يقتضى التعامل معه بواقعية ومسئولية لتحقيق التنمية المستدامة من خلال تبنّى نهج متوازن بالانتقال نحو مصادر طاقة جديدة ومتجددة، وجاء البيان الختامى لقمة جدة متضمنًا تجديد القادة عزمهم على التعاون الإقليمى بين الدول بما يسهم فى تحقيق التنمية المستدامة والتصدى لتحديات المناخ بتعزيز المشروعات التى تهدف إلى خفض الانبعاثات وإزالة الكربون.. وتلا قمة جدة انطلاق «حوار بطرسبرج للمناخ» الذى تنظمه برلين ومصر تمهيدًا لـcop27؛ حيث أكد الخبراء أن أزمة المناخ تمثل أكبر مشكلة لجميع سكان الأرض.

بقى أن نعرف أن ألمانيا اضطرت إلى استخدام الفحم كاحتياطى طارئ بسبب الحرب الروسية، ولا يزال هناك حراك مستمر حتى انعقاد قمة المناخ بمصر.