السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
كارثة الكرة المصرية ودرس الدوم

كارثة الكرة المصرية ودرس الدوم

بعد نجاح برنامج «الدوم» التليفزيونى ونجاح الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بمشاركة وزير الشباب ووزيرة الثقافة فى تجميع مواهب كثيرة من كل أنحاء الجمهورية.



وكيف مَثل البرنامج كل محافظات مصر ومدنها وقراها ونجوعها، فلقد أوضح هذا البرنامج فشل اتحاد الكرة المصرية والأندية فى اختيار فريق يمثل الجمهورية من شمالها إلى جنوبها ومن غربها إلى شرقها وعدم قدرته على اكتشاف مواهب الشباب المصرى فى كرة القدم. 

ففريقنا القومى أو أغلب اللاعبين النجوم ليسوا إلا مجموعة مُنتقاة من فرق القمة مثل الأهلى والزمالك والإسماعيلى وبعض فرق الوجه البحرى، ونجد هذا البلد الذى تعداده أكثر من مائة مليون نسمة يمثلها مجموعة من اللاعبين من مناطق لا يزيد عددها على أقل من عِدَة ملايين نسمة.

ومن الواضح أننا نجد الفريق القومى ليس به أى من مواطنى المناطق النائية مثل النوبة والعريش والواحات والصعيد، وبالطبع لا نجد أى من هؤلاء اللاعبين من المسيحيين فى أى من الفرق، وواضح أن الشباب المسيحى لا يتم اختيارهم من البداية فى النوادى الرياضية التى فى القاهرة مثل الأهلى والزمالك، طبعًا صعب جدًا إننا نثبت أن الأسمر النوبى يتجنبون اختياره رغم أن عددا كبيرا من اللاعبين السمر يتم اختيارهم للاحتراف لدينا من وسط إفريقيا ولكن من السهل جدًا إثبات أن المسيحيين يتجنب اختيارهم بسبب اختفاء أسمائهم من كل القوائم بالرغم من أنهم كانوا يتواجدون فى الفريق القومى المصرى من قبل منذ عشر سنوات تقريبًا، مثل كابتن (هانى رمزى) بطل الدفاع المصرى الذى كان من أوائل من مروا بتجربة الاحتراف فى أوروبا بفرق أوروبا مثل سويسرا وألمانيا ولعب مع أقوى الفرق الأوروبية و(أشرف يوسف) للزمالك و(ناصر فاروق) للمحلة و(فريد شوقى) حارس مرمى طلائع الجيش و(محسن عبدالمسيح) للإسماعيلى الذى أطلق عليه النقاد الرياضيون لقب أنطونيو كارت الإيطالى، ولا يجب أن أتكلم عن المسيحيين من ناحية اضطهادهم بل من أهم مقياس لإثبات التحيز ضد فئات كثيرة أخرى، وهذا إثبات أنه هنالك طوائف كثيرة أخرى يتم تجنب اختيارهم وتكون محصلة السيناريو البغيض هو بكل أسف (الكوسة والمعارف والتوريث من الآباء لأبنائهم والمحسوبية).

ونجد فى برنامج (الدوم) لأول مرة من مدة طويلة تسمع عن أسماء مثل ( الفونس) و(ماريا) و( راغب) وغيرهم، وكيف أنه يوجد هناك التمثيل الحقيقى مثبتًا فى تواجد اثنين من الخمسة الأوائل من هذه الأسماء، إن تواجدهم هذا يثبت أن الاختيار حدث بين كل ممثلى الشعب المصرى من المراكز والقرى، وعندما تكبر القاعدة نرى المواهب وكفاءتها مثلما رأينا فى الدوم.

وهنا ماذا يجب أن نفعل حتى يكون لعب الكرة بمصر رياضة محترمة وقوية ويكون أغلب اللاعبين بكفاءة ( محمد صلاح).

 يجب أن نعرف أن إدارة المستشفيات بكل بلاد العالم تدار بكوادر متخصصة فى إدارة الأعمال وليس بكوادر من الأطباء. وبالتالى فمن الأفضل أن اتحاد الكرة يجب أن يُدار بكوادر من المتخصصين بإدارة الأعمال، ويكون دور اللاعبين المعتزلين والقدامى هو التدريب والإشراف على التدريب فقط بالملاعب.

 كما حدث فى الدوم يجب أن يتم اختيار اللاعبين الأشبال من منتخبات القرى والنجوع والأندية الصغيرة ومراكز الثقافة وملاعب الشباب بالكنائس والمواهب الصاعدة من كل أنحاء الجمهورية وأما أبناء المصريين بالخارج، فكم من ناشئ من أبناء المصريين بالخارج أعرفهم شخصيًا تتنافس الجامعات الأمريكية بإعطائهم منحا دراسية مجانية لانضماههم للجامعة ليلعبوا باسم الجامعة كرة قدم أوسلة أو أى رياضة أخرى.

 مهم جدًا لتغير قانون تجنيد اللاعبين الجدد للأندية هو الاختيار بالقرعة بين الأربع فرق فى القاعدة حتى نساعد فرق المدن الصغيرة لتكون قوية وقادرة على منافسة فرق القمة مثل الأهلى والزمالك.

 يجب على كل أندية الدرجة الأولى أن يكون لها حد أقصى لمجموع مرتبات اللاعبين والمدربين ويكون نظام الغرامة لكل نادٍ يدفع أكثر من الحد الأقصى وهذه الغرامة تُصرف لمساعدة الفرق الضعيفة.

 إلى السيد الرئيس والمحافظين للمدن الجديدة يجب أن كل المدارس الثانوية تضم ملاعب كرة القدم وكرة السلة وألعاب القوى والألعاب الأخرى وملاعب أصغر للابتدائى والإعدادى وأن كل كمباوند أو مدينة جديدة يُطلب من الشركة البانية إنشاء مدارس ثانوية وإعدادى فيها ألعاب كاملة ويجب أن نأخذ أمثلة فيما فعله أجدادنا فى بناء المدارس كمبانى مدارس السعيدية والتوفيقية التى فيها ملاعب كرة سلة وحمامات سباحة وألعاب القوى.

 يجب أن نوسع الاختيار لشباب المصريين بالخارج لأن لدينا الآن أكثر من عشرة ملايين مصرى بالخارج، فيجب أن نعطيهم الفرصة والاهتمام ليكون لهم دور ملموس لتمثيل وطنه الأم (مصر) يومًا ما، كما حدث فى إنتاج برنامج ممر الكباش.

إننا نتذكر التجربة فى إنتاج ممر الكباش عندما ذهب المنتج إلى الولايات المتحدة تم اكتشاف موهبة (لارا إسكندر) فى لوس أنجلوس والتى أبدعت بالغناء بالإنجليزية والفرنسية وفرعونى ووصلت إلى (نوت) لم يصل له إلا العظماء مثل أم كلثوم وبرافاتى.

جمهورية مصر الجديدة لها مبادئ نحن الآن نتابعها العدالة والتمثيل الشامل للجميع هو من أهم مبادئها، كان الله فى عون الشعب المصرى العاشق لرياضة كرة القدم لأنه سيتحتم عليه الا٫نتظار كثيرًا للأجيال الجديدة القادمة ليرى قفزة حقيقية فى فن كرة القدم المصرية.