أحلف بسماها .. القرش المفترَى عليه

حَبا الله مصرَ هبات وثروات طبيعية تتميز عن بقية بلاد العالم، تتمثل فى الشمس الساطعة والشواطئ الرائعة والطبيعة الخلابة، تركزت أكثر على سواحل البحر الأحمر التى أصبحت أكثر المناطق جذبًا للسياحة الترفيهية.. وتعمل الدولة بكل ما لديها من وسائل لزيادة أفواج السائحين من خلال دعم الفنادق والبرامج السياحية.. لكن أحيانًا تأتى الرياحُ بما لا تشتهى السُّفن بأحداث تؤثر سلبًا فى السياحة، منها ما هو خارج عن إرادتنا مثل الأحوال الاقتصادية عالميًا أو نزاعات عسكرية أو جائحة الكورونا، ومنها ما نجنيه بأيدينا بالسلوكيات الخاطئة التى يمكن تمحو جهود الحكومة والقطاع الخاص لمضاعفة وتنشيط السياحة الشاطئية التى يتمتع السائحون من خلالها بممارسة السباحة والغوص والسهرات الليلية وسط الجبال.

طوال عهدنا ومعرفتنا بأسماك القرش فى البحر الأحمر أنها غير مؤذية ولم نسمع نهائيًا عن حوادث إصابة أو التهام القرش لأى شخص يسبح فى البحر الأحمر.. لكن منذ سنوات قريبة بدأت تحدث سلوكيات خاطئة لبعض الجهلاء الذين لا يعلمون شيئًا عن جسامة ما يقترفونه لتحقيق مكاسب سريعة والمصاحبين لمجموعات السائحين فى المَراكب السياحية أو الأنشطة البحرية من سباحة وغوص وصيد ويقومون بإلقاء فضلات الأكل أو الجيفة لجذب أسماك القرش لتظهر أمام المَراكب ويشاهدها السائحون ويقومون بتصويرها أو التصوير بالقرب منها.. تلك السلوكيات أدت إلى تغيُّر عادات سمك القرش فى غذائه وسلوكه.. فالمعروف من خلال رأى علماء البحار أن مياه البحر الأحمر بها 40 نوعًا من أسماك القرش، منها خمسة أنواع من الأحجام الكبيرة، وهى القرش النمرى والحوتى والديبة والمحيطى وأبو مطرقة، وهى ليست عدوّة للإنسان ولا تستسيغ لحمه.. والمشكلة أن حوادث الإصابة الشديدة التى عادة ما تؤدى إلى الوفاة أصبحت تتكرر كل عام تقريبًا ومع ذلك لم يتم اتخاذ إجراءات مشددة لمنع المخالفات التى يمكن تدمر السياحة الشاطئية فى مصر.. والدليل على ذلك ما حدث مؤخرًا من وفاة سائحتين بسبب هجوم القرش وأدى ذلك إلى غلق معظم شواطئ البحر الأحمر.. مما قد يؤدى إلى إلغاء رحلات سياحية أو انتشار حالة تذمر من الأفواج السياحية الموجودة لعدم استمتاعها بالبرامج السياحية المتفق عليها.

حوادث إصابة أو وفاة أشخاص بسبب هجوم القرش تحدث فى معظم المحيطات والبحار فى كل البلاد الساحلية.. وهناك المئات يتعرضون لذلك سنويًا بسبب طبيعة القرش، فلسنا البلد الوحيد الذى نتعرض فيه لحوادث سمك القرش؛ لكن لأن كل من يمارس الأنشطة البحرية فى البحر الأحمر هم من السائحين ومجرد حادثة واحدة قد توقف السياحة موسمًا كاملاً، ولأن السبب بشرى وليس طبيعيًا؛ فلا بُدّ من وقفة حازمة حتى لا يضيع كل ما بذلته الدولة والمنشآت السياحية لعودة ومضاعفة الأفواج السياحية إلى مصر بسبب تصرفات فردية كارثية.