الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
أحلف بسماها .. قراءة فى الاستراتيچية الوطنية للمناخ (2)

أحلف بسماها .. قراءة فى الاستراتيچية الوطنية للمناخ (2)

استكمالاً للمقال السابق حول تحليل مناطق القوة والضعف فى مخرجات استراتيچية المناخ على الواقع؛ فإن الهدفَ الثانى «بناء المرونة والقدرة على التكيف مع تغيُّر المناخ» والنقاط الإيجابية فى هذا البند سَعْىُ الدولة لتقليل الخسائر والأضرار التى يمكن أن تحدث للأصول الإيكولوچية والحفاظ عليها من تأثير المناخ.. ففى مجال الصحة لمسنا بوضوح كيف وضعت الدولة جميع الإمكانيات لاستعادة كفاءة القطاع الصحى والقضاء على الأمراض المستوطنة وتقليل نسبة الأمراض المزمنة ومواجهة جائحة «كورونا» التى ثبت علميًا أنها ضمن الفيروسات الكامنة وظهرت مع التغيرات المناخية.



أمّا بالنسبة للزراعة؛ فقد بدأت الحكومة باستنباط أصناف وهجين المحاصيل الاستراتيچية عالية الإنتاج متكاملة الظروف المناخية مثل الحرارة العالية والملوحة والجفاف وقليلة استهلاك المياه، والتأكد من إدراج تأثير تغيُّر المناخ فى مشروعات الصُّوَب الزراعية والدلتا الجديدة.. وبالنسبة للمياه فقد بدأت مشروعات تبطين الترع وتطهيرها للحفاظ على المياه وأيضًا تحسين أنظمة المياه والصرف الصحى؛ لا سيما فى المناطق الساخنة أو المحرومة والأكثر عرضة لتأثيرات تغيُّر المناخ.

بينما نجد البند الفرعى للهدف الثانى ينص على ضرورة الحفاظ على المساحات الخضراء والأشجار لتقليل الانبعاثات وتقليل الوطأة الحرارية.. علاوة على أن قانون الرَّى الجديد يُجَرّم قطعَ أو إتلاف شجرة أو نخلة بالحبس أو الغرامة 50 ألف جنيه.. ومع ذلك فإن المحليات هى أول من يخالف القوانين وخطط التنمية.. نحن بالتأكيد مع التوسع فى الطرُق والكبارى لكن ليس على حساب الأشجار المُعمرة أو المنزرعة حديثًا، فى الخارج من الممكن أن يُغيروا طريقًا أو محورًا كاملاً من أجل شجرة واحدة.. لكننا نُفاجَأ وفى عدة مناطق بمذابح الأشجار دون دراسة مسبقة والخطأ أن تترك مسئولية الأشجار للمحليات التى لا تعرف فوائد التشجير ولا مَخاطر تغيُّر المناخ، ورُغْمَ اعتراض المواطنين والجمعيات الأهلية؛ فإنه لا يُؤخذ بآرائهم ويكفى أن نعرف أن أعلى نسبة لنصيب الفرد من التشجير 10136 شجرة فى كندا وأقلها فى بريطانيا؛ حيث نصيب الفرد 47 شجرة فقط.. لكن انظر لنصيب المواطن المصرى أقل من شجرة واحدة وذلك يضرب بهدف مهم فى استراتيچية المناخ عرض الحائط.. فنحن فى انتظار تنفيذ ولو جزء من البند الخاص بالتشجير الذى نص على زيادة رقعة المساحات الخضراء والتشجير فى جميع المدن الجديدة والمناطق كثيفة السكان والمناطق المرتفعة الحرارة.. ونتمنى ذلك حتى نعوّض إزالة مئات الأشجار فى المدن القديمة التى لن تعوضها أشجارٌ جديدة إلا بعد سنوات ليست قليلة!