الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
أحلف بسماها .. قراءة فى الاستراتيچية الوطنية للمناخ (1)

أحلف بسماها .. قراءة فى الاستراتيچية الوطنية للمناخ (1)

فى خمس وخمسين صفحة طرحت الاستراتيچية الوطنية لتغيُّر المناخ فى مصر 2050، وتم إطلاقها فى حضور السيد رئيس الوزراء ووزيرة البيئة وكوكبة من الوزارء.. وقد شملت الاستراتيچية خمسة أهداف رئيسية أود أن نتعرّض لها بما يحدث وسيحدث على أرض الواقع.. فقد صرّحت الدكتورة ياسمين فؤاد فى الاحتفالية أن الاستراتيچية الوطنية قد بنيت على الفرص التى ظهرت فى تحليل نقاط القوة والضعف للمشهد الحالى لتغيُّر المناخ، بل إنها جاءت لتعالج نقاط الضعف الملموسة على أرض الواقع.



الهدف الرئيسى الأول هو أهم الأهداف الذى تكمن فيه التفاصيل؛ حيث يشير إلى تحقيق نمو اقتصادى مستدام وتنمية تقوم على خفض الانبعاثات فى مختلف القطاعات، وبقراءة واقعية لهذا البند أجد أن خفض انبعاثات الطاقة الأحفورية؛ خصوصًا النفط هو الأجدر بالتفعيل لوجود إيجابيات وسلبيات.. الإيجابيات الملموسة ما حققته الدولة بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى تغيير بنية النقل والطرُق التى أصبحت مستدامة من خلال تأسيس شبكات القطار الكهربائى والمونوريل والتوسع فى خطوط مترو الأنفاق فى القاهرة الكبرى ورفع كفاءة شبكة السكك الحديدية سواء خطوط السير أو القاطرات الجديدة، أيضًا تم التوسع فى الأتوبيسات صديقة البيئة التى تعمل بالغاز الطبيعى، ذلك التحول الكبير فى وسائل النقل الذى أصبح مستدامًا وينقل مئات الآلاف يوميًا داخل وخارج المحافظات قد أثر إيجابيًا فى تقليل الانبعاثات بشكل ملحوظ، أضف إلى ذلك مشروعات الطرُق والكبارى المنتشرة فى أنحاء الجمهورية التى أزالت الاختناقات المرورية وكانت تتسبب فى كميات هائلة من الانبعاثات نتيجة توقف السيارات وزيادة العوادم.

رُغْمَ جهود الدولة فى التوسع فى محطات الطاقة الجديدة والمتجددة أهمها إقامة مجمع بنبان للطاقة الشمسية بإجمالى تصل 1465 ميجاوات دخلت منها حتى الآن 17 محطة بقدرات 830 ميجاوات، هذا بخلاف مزارع الرياح المنتشرة على سواحل البحر الأحمر؛ فإنه لم تتم الاستفادة القصوى بما حباه الله لمصر من شمس ساطعة طوال العام، وأذكر كيف أقيمت السخانات الشمسية فوق أسطح مبانى القرى السياحية التى تم بناؤها فى بداية تعمير الساحل الشمالى ولم يتم تشغيلها وأهدرت آلاف الجنيهات فى بداية الثمانينيات.. ولا أدرى لماذا لم تنجح خطة نشر السخانات الشمسية فى المنازل المصرية حتى الآن؟! هل بسبب الإجراءات التى اتخذت ضد الشركات الاستثمارية المصنعة أو المستوردة للسخانات أو لعدم القدرة على تمويل مشروعات التسخين الشمسى.. أيضًا عدم نجاح أو عدم استمرار مشروعات كثيرة مثل حفر الآبار وضخ المياه الجوفية وتحلية المياه بالطاقة الشمسية وهى مشروعات نحن فى أمَسّ الحاجة إليها وجديرة بالاهتمام بها ودعمها فنيًا وماليًا.

أذكر فى حوارى منذ أكثر من 15 عامًا مع المهندس الكبير إبراهيم سمك الذى بخبرته أضاء المبانى الحكومية والبرلمان الألمانى بالطاقة الشمسية مطالبته الدولة بتعميم الطاقة الشمسية فى جميع المجالات مَهما تكلفنا فالعائد كبير للدولة والمواطن والأهم البيئة.. وللحديث فى قراءة الاستراتيچية الوطنية للمناخ بقية.