الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

د. مختار جمعة وزير الأوقاف لـ«روزاليوسف»: فتح المساجد والأضرحة.. انتصار لمعركة الوعى

شهدت الأيامُ القليلة الماضية خطوات عملية من قبَل وزارة الأوقاف لعودة المساجد إلى طبيعتها بالإضافة إلى فتح الأضرحة والمقامات والتى تمثل جانبًا روحانيًا مُهمًا لدى المصريين لما عُرف عنهم من حب آل البيت والأولياء والصالحين..



 

خطوات وزارة الأوقاف لإعادة كامل الدور للمساجد بدأت عقب انتهاء شهر رمضان حين أعلن د.محمد مختار جمعة وزير الأوقاف فى بيان له عن عودة المساجد إلى كامل عملها من إتاحة الدروس الدينية وعمل المقارئ.. وغيرهما من النشاطات التى كان يقوم بها المسجد قبل أزمة كورونا التى استمرت أكثر من سنتين بالإضافة إلى فتح الأضرحة والمقامات بداية الأحد الماضى.

القرار الذى أعلنه وزيرالأوقاف لم يكن نابعًا من ضغوط شعبية وإنما جاء تطبيقًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، وتنفيذًا لرؤية لجنة الأزمة التى يقودها د.مصطفى مدبولى رئيس الوزراء، والتى تصدر قراراتها فيما يتعلق بالأنشطة المتاحة خلال أزمة كورونا. قرار فتح المساجد والأضرحة اعتبره كثير من المراقبين انتصارًا لمعركة الوعى التى قادتها الدولة المصرية ونجح فيها الشعب المصرى.. وأدارتها وزارة الأوقاف بجدارة لترسيخ مفهوم المصلحة العامة، وهو نفس ما عبّر عنه وزير الأوقاف من أن تلك الخطوة جاءت نتيجة النجاح فى عبور معركة الوعى فى مواجهة أزمة كورونا التى تم نظر فيها إلى المصلحة العامة، فجاء القرار مشبعًا  لرغبة المصريين الفطرية المتعلقة ببيوت الله، ومساجد ومقامات آل البيت.

 هجوم وشائعات 

ورُغْمَ أن وزير الأوقاف تعرّض للعديد من الهجوم والشائعات التى تحاول إثارة الرأى العام ضده؛ فإنه أصر على المُضى فى تطبيق خطواته العملية نحو تطبيق قرارات لجنة الأزمة، والعمل على تحقيق المصلحة العامة من أجل عودة المساجد إلى كامل عملها ودورها بعيدًا عن أى ضغوط، واكتفى ردًا على ما تعرَّض له من كتابة تغريدة على تويتر قال فيها : «اللهم إنك تعلم أنى قد صبرت واحتسبت لأجلك وفى سبيل وطنى الذى أومن به، وأنا فى هذا السحر من جوف الليل أسجد لك شكرًا أن وفقتنى وهيأت الأسباب لعودة المساجد إلى طبيعتها ورسالتها، وأشكر كل من أجريت الأمر على يديه السيد رئيس الجمهورية والسيد رئيس الوزراء وكل من أسهم فى ذلك بجهد أو رأى».

ولقد حمل قرار عودة المساجد لطبيعتها، وفتحها وعمارتها بدروس العلم العديد من الاستفسارات حول سر توقيت قرار عودة المساجد إلى طبيعتها قبل الغلق، لماذا الآن؟ وهو ما أجاب عنه وزير الأوقاف بقوله: «إن اتخاذ أى قرار إنما يُبنَى على تقدير متخذ أو متخذى القرار للمصلحة، فعندما وجّه سيادة الرئيس بتكثيف العمل بمسجد الإمام الحسين ليكون افتتاحه فى أول يوم من أيام الشهر الفضيل وكان ذلك يتطلب غلق المسجد غلقًا كاملاً فترة إنهاء الأعمال بالمسجد حتى تتمكن فرق العمل المكثف من إنجاز المهام فى الوقت المحدد. قيل: وهل هذا هو التوقيت المناسب لمثل هذا القرار وكيف يغلق مسجد الإمام الحسين فى هذا الشهر الفضيل، دون أن يدرك من تحدث أن ذلك إنما كان لإعداد المسجد على أفضل صورة قبل بداية الشهر الفضيل، وهو ما تم بفضل الله تعالى وأقيمت الصلاة فيه طوال الشهر الفضيل، وقد اعتدنا أن نعلن الإنجازات حين افتتاحها وليس عند تدشينها تحقيقًا لأعلى درجات المصداقية والتحول من الوعود إلى الإنجازات».

وأضاف إنه فيما يتصل بفتح المساجد فتحًا كليًّا فى هذا التوقيت فإن اللجنة المختصة بإدارة أزمة الأوبئة والجوائح الصحية كانت ترى التريث حتى نهاية الشهر الفضيل ومرور أيام العيد بخير؛ نظرًا لما يصاحب هذه المواسم والأعياد الدينية عادة من مزيد اختلاط، وقالت اللجنة فى حينه سننظر الأمر وتطوراته خلال شهر رمضان وأيام العيد؛ فإن مَرّ الأمْرُ بخير سنتجه نحو فتح الحياة العامة بما فيها كل الأمور المتصلة بدُور العبادة، وهو ما تم بفضل الله (عز وجل) فصبرنا قليلاً من الوقت لنعبر بفضل الله بالأمر إلى بر الأمان وهو ما تم بفضل الله وعونه.

كما أشار وزير الأوقاف إلى أن هذه القرارات التى تم اتخاذها قبيل شهر رمضان وأثناءه وصولًا إلى قرار الفتح، ليست قرارات عشوائية بل قرارات مدروسة بعناية، وهذا الأمر واضح لكل متتبع منصف، ومن هذه القرارات: استمرار الدروس بعد رمضان من دروس العصر والعشاء، كما أعلنا سابقًا عن فتح المراكز الثقافية (35) مركزًا ثقافيًّا، و(69) مركزًا لإعداد محفظى ومحفظات القرآن الكريم، كما تم تخفيض مصاريف الالتحاق من 800 جنيه إلى 400 جنيه تسهيلاً على الراغبين فى الالتحاق، هذا بالإضافة إلى إمكانية دفع هذا المبلغ على قسطين، وكذلك تم تخفيض مصاريف مراكز إعداد محفظى ومحفظات القرآن الكريم من 500 جنيه إلى 400 جنيه.

وأوضح أن عودة مقارئ القرآن الكريم إلى العمل ستكون عبر تنظيم آلية عودتها، وأنه فى الأصل كانت المقارئ للأئمة وأعضاء المقارئ الذين يحفظون القرآن الكريم، وقد كانت يومًا واحدًا فى الأسبوع مع مقارئ مفتوحة للجمهور لمن أراد الانضمام وستكون أيضًا بتسجيل مسبق مع الإمام، بشرط توافر إمام معتمد، كما ستكون هناك مقارئ للسيدات بإشراف الواعظات والمحفظات المعتمدات؛ لنعود بالمسجد إلى رسالته أفضل مما كان.

 فتحٌ بلا ضغوط

وكان لـ«روزاليوسف» لقاء مع وزير الأوقاف يوضح عددًا من النقاط فى قرار فتح المساجد والأضرحة؛ حيث كانت النقطة الأولى متعلقة بما يتردد من أن فتح المساجد والأضرحة بسبب ضغوط؛ حيث قال وزير الأوقاف: «إننا منذ بداية رمضان أخذنا بسياسة التوسع وأخذنا قرارًا بعودة دروس العصر والعشاء وفتح مصليات السيدات، ولذلك أعلنا أننا سنترقب لما سيحدث ما بعد رمضان؛ حيث إنه بعد رمضان غالبًا ما ترتفع حالات الإصابة، وعندما وجدنا أن الأمور تسير جيدًا أخذنا قرار الفتح للمساجد والأضرحة وقلنا إن الدروس ستستمر، وسنفتح مراكز الثقافة الإسلامية ومقارئ القرآن.

وقال د.مختار جمعة: «إننا نسير باتجاه فتح الحياة العامة والحياة الدينية أمام الناس، ونشرف أننا ننتمى لهذا الشعب المصرى العظيم الذى هو متدين بطبيعته وفطرته، ونحن فى خدمته».

أضاف إن فتح الأضرحة يكون بتنظيم وتحديد وقت زيارة للسيدات ووقت للرجال وفى غير أوقات الصلاة حتى لا يكون هناك تدافع. لافتًا إلى أن هناك بعض الأضرحة لها خصوصية مثل ضريح مسجد الحسين، وهذا سيكون له وقت أطول فى إتاحة للجمهور إلى ما بعد صلاة العشاء.

ولفت إلى أنه تم الحرص على وضع آلية ميسرة على الناس فى زيارة المقامات، وعدم وجود صيغة موحدة فى زيارة الأضرحة، لا سيما أن هناك بعض المقامات لا يحدث فيها تدافع فهذه لن يطبق عليها قضية الأوقات، لا سيما أن العدد الذى يقوم بالزيارة قليل، ولكن التنظيم الوقتى سيكون خاصًا بالمقامات والأضرحة التى يصل عدد زوارها بالآلاف. موضحًا أنه بالتجربة يتم تعديل أى أمور يتم طرحها.

وحول الإجراءات الاحترازية بالمساجد، ووقت خطبة الجمعة قال وزير الأوقاف: سيتم الحفاظ على الكمامات والتباعد وفقًا لقرارات الدولة، وأنه بالنسبة لخطبة الجمعة لن يتم تعديل الوقت الخاص بها «عشر دقائق»؛ حيث إن التخفيف مطلوب، وهو ما يتفق مع الشرع؛ خصوصًا أن أطول خطبة وصلتنا لسيدنا النبى هى خطبة حجة الوداع وهى لا تزيد على عشر دقائق، كما أن فى الخطبة أناسًا أصحاب أعذار وأصحاب الحاجات وهو ما يتم مراعاته فى خطبة الجمعة؛ حيث إن المصلى لن يستطيع ترك الخطبة إلى أن تنتهى وإن كانت وراءه حاجة أو عذر، لا سيما أن هناك دروسًا أخرى ستتاح فى المساجد يقوم بها الإمام.

وعن دروس العصر والعشاء فى المساجد قال د.محمد مختار جمعة: لم نتخذ قرارات مسبقة حول الدروس، وحتى التعليمات التى سنصدرها ستكون قابلة للتطوير والتغيير؛ لأنه إذا توافر صدق النية لدى الجميع سنصل للنجاح.

وبالنسبة لمصليات السيدات قال وزير الأوقاف: لن يشترط فى فتح تلك المصليات وجود واعظة، وسنتوسع فى دروس السيدات ومقارئ القرآن ولدينا مبادرتان تستهدفان السيدات مبادرة سكن ومودة ومبادرة حق الطفل والدراسة الصيفية فى ملحقات المساجد.