الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
الحقيقة مبدأ.. الجنة البائسة

الحقيقة مبدأ.. الجنة البائسة

أكثر من 41 عامًا مرت على الكاتبة وهى تلاحق قضية الصراع العربى الصهيونى بين حوارات مع قادة المقاومة وتغطيات صحفية من كل بقاع الأرض وحتى احتمالات الأسر والاعتقال أثناء حصار طرابلس، بل التعرض للقصف أحيانًا لأجل الفهم أولاً وإبراز الحقيقة المجردة مهما كان الثمن.. كانت شيرين أبوعاقلة وكان محمد الدرة وكانت إيمان حجو.. كان وكن عشرات أو مئات أو آلافًا.



 عزيزى القارئ لا ينبغى لك أو للكاتبة أن ننشغل بالعدد فلا شىء فى هذا الإحصاء يهم أو يجد من يهتم.. الكل علق الآمال ونسج حلمه بالجنة.. لا مجرد أرض موعودة زيفاً ولا جنة مملوكة لشعبها فى شتات لا ينتهى وبدأت المأساة منذ 124 سنة مضت على توطين الحالمين بوطن لا يضطهد فيه الإنسان لمجرد أنه على شريعة موسى دون النظر إلى أنه حلم دامٍ يبنى على الجسد الفلسطينى، ضرب العالم عرض الحائط بكل معانى التعايش السلمى فى سبيل التخلص من اليهود ولأجل السيطرة على الثروات العربية، قالوا إن ضمير العالم مات ونسوا أنه عالم بلا ضمير بالأساس، جيشت العصابات الصهيونية واصطفت شركات الملاحة لنقل المهاجرين وتدفقت دماء فلسطين كأنهار نبيذ تقدم مع قرابين الآلهة، آلهة المال والسياسة والمتاجرة فى دكاكين الحريات والإنسانية.. هذا أبيض لا يباع ولا يُشترى وهذا عربى ولا مانع من ذبحه علناً.. بل لا انشغال بتقديم أى تبرير أو حجة، ترى كم مرة قامت الدنيا ولم تقعد لأجل يهود أوروبا على يد النازى أو من أجل انفصال جمهوريات عن الاتحاد السوفيتى أو لحرب چورجيا وأوسيتيا الجنوبية وأخيرًا أوكرانيا فتعقد جلسات مجلس الأمن ويتكاتف الغرب وتعلو الأصوات منادية بحماية الإنسانية التى تُهدر كل قيمها خلال الحرب.

وكما جرت العادة يجب أن يثور السؤال ويشتعل داخل العقول ولماذا لا يحدث ذلك لأجل فلسطين وسأزيد على ذلك بتساؤل آخر هل ذلك المهاجر الذى جاء من وطنه الأُم حصل على ما جاء لأجله من مستقبل مشرق وآمن!

أو قد يكون الطرح من وجهة النظر العربية وعادت فلسطين لشعبها.. قد يكون حل الدولتين حلاً قابلاً للتطبيق فى المرحلة الراهنة وكانت أوسلو حلما وذهب أبوعمار وبددت وديعة رابين وانتهى حلم أوسلو بفواجع الخلاف بين الفصائل الفلسطينية وبجرائم المستوطنين تجاه الفلسطينيين وماذا بعد! ماذا عن حق العودة وماذا عن استعادة الأملاك المحفوظة بالعقد والقانون؟! والأهم ما الذى سيقدمه العرب من حل نهائى يرضى جميع الأطراف.

هل سنكتفى بحل الدولتين على حدود 1967 وأن تكون القدس الشرقية عاصمة؟! أم هى متطلبات المرحلة الحالية فى ظل المعطيات المنطقية القائمة؟!

وماذا عن حل الدولة الواحدة القائمة على أساس الحقوق والواجبات المتساوية لجميع الأطراف المتصارعة والمتنازعة؟! ماذا عن مجلس نواب متوازن قد تميل كفته العربية نتيجة الثقل السكانى فى حال العودة الكاملة؟!

لعله لا أحد فى دائرة القرار الفلسطينى يريد حلاً ولا أحد فى دائرة القرار الصهيونى قد يسمح بحل!

الكل يحلم بالجنة ويُكثر من الصلوات إلى أن يستحيل الحلم لجنة بائسة تقف عند حدودها الصلوات ومطرودة من كل الرحمات.