كواليس حياة أغنى رجل فى العالم: الوجه الآخر لـ«إيلون ماسك»

دائما ما يكون الحديث عن «إيلون ماسك» مثيرًا للجدل وللحسد فى نفس الوقت، فالرجل البالغ من العمر 50 عامًا هو الأغنى فى العالم إذ تبلغ القيمة الصافية لثروته حوالى 300 مليار دولار، وفقًا لتصنيف فوربس لأثـرياء العـالـم، ما يعـنـــى أن الـرئيـــس التنفيـــــــــــــــــــذى لشــــــــــركتــــــــــى Tesla وSpaceX يتفوق بأكثر من 100 مليار دولار على جيف بيزوس، مؤسس أمازون ومالك شركة Blue Origin المنافسة لماسك فى الفضاء.

 

زاد الجدل خلال الفترة الأخيرة بعد الحديث عن استحواذ ماسك على منصة التواصل الاجتماعى «تويتر».. لكن وسط كل هذا الحديث عن المال والأسهم فى حياة أغنى رجل فى العالم.. يبدو أن ذلك الوجه اللامع يخفى وجها آخر للمليادير العالمى.

 الملياردير.. والمرض النفسى

 فى مايو 2021 كشف الملياردير الأمريكى إيلون ماسك، أنه يعانى متلازمة «أسبرجر».

وقال «ماسك»، خلال تحدثه كمقدم لبرنامج :Saturday Night Live: أنا أول مقدم لهذا البرنامج يكون مصابًا بمتلازمة أسبرجر. وأضاف «ماسك»، خلال حلوله ضيفًا على برنامج «SNL»: «إن لم أكن أنا أول مقدم لهذا البرنامج يعانى متلازمة أسبرجر، فأنا متأكد أنى الأول الذى يعترف بذلك على الهواء».

وأثارت التصريحات التى أدلى بها ماسك،  وقتها جدلًا على نطاق واسع حول العالم. فيما أشار البعض إلى احتمالية أن يكون ما صرح به «ماسك» غير حقيقى، ولا يتعدى كونه مزحة نظرًا لطبيعة برنامج Saturday Night Live، الذى يصنف كبرنامج كوميدى.

يُذكر أن متلازمة «أسبرجر» هى أحد اضطرابات طيف التوحد، ويُظهر المصابون بهذه المتلازمة صعوبات كبيرة فى تفاعلهم الاجتماعى مع الآخرين، وهذه المتلازمة تترافق بوجود ضعف المهارات الحركية.

 خداع إيلون ماسك.. متابعون وهميون على تويتر

يقدم ماسك نفسه دائما على أنه صاحب أحد أكثر الحسابات متابعة على تويتر، لكن ربما ستفاجأ بما نشرته صحيفة «الإندبندنت» البريطانية فى تقرير لها عن متابعى الملياردير الأمريكى إيلون ماسك على «تويتر»، مؤكدة أن %53.3 من أتباع ماسك هم «متابعون وهميون» وفق ما كشفت أرقام أداة التدقيق «SparkToro»، ما يعنى أنهم إما حسابات بريد عشوائي، أو روبوتات.

ويمتلك ماسك ما يقرب من 90 مليون متابع على «تويتر»، ما يجعل حسابه ثامن أكثر حساب متابعة على المنصة.

وبحسب تقرير الصحيفة، «يحلل هذا التدقيق عينة من ألفى حساب عشوائى من أحدث 100 ألف حساب تتبع ماسك، ثم يبحث فى أكثر من 25 عاملاً مرتبطاً بالحسابات المزيفة، الروبوتية، منخفضة الجودة».

 السخرية من الموظفين

وسط نجاحات ماسك وأزماته كان «تويتر»، إذ كان عادة ما يكتب 12 تغريدة أو أكثر فى اليوم الواحد، إلى متابعيه، لكن ما أثار حفيظة العاملين معه أنه خصص الكثير من تلك التغريدات لتوجيه انتقادات لاذعة لموظفى مبيعات «تسلا»، ومشاركة صور ساخرة منهم.

وفى تصرف غير مفهوم أيضا، ألغى ماسك قسم الاتصالات بشركة تسلا فى عام 2020،  قائلا إنه يستطيع التواصل مباشرة مع معجبيه وعملائه عبر «تويتر»، حسبما ذكر 3 موظفين سابقين فى «تسلا».

 موظفون أم أتباع؟!

غالباً ما تسببت قرارات ماسك القائمة على قناعاته الشخصية والارتجال فى إثارة حفيظة موظفيه.

ففى سبتمبر 2016، سافر ماسك إلى جوادالاجارا، فى المكسيك، ليعلن خلال المؤتمر الدولى للملاحة الفضائية عن خطة شركته «سبيس إكس» (SpaceX) لنقل البشر إلى المريخ. لكن حتى قبل أن يصعد المنصة لم يكن لدى مسؤوليه التنفيذيين، الذين يتوجب عليهم إطلاع «ناسا» وشركاء آخرين على خطط ماسك، أى فكرة بشأن ما كان يعتزم قوله، حسبما ذكر مسؤول كبير.

أما 2018 فقد كان عاماً حاسماً بالنسبة لماسك، إذ عاد عليه أسلوبه الفردى المتهور، حيث ضغط من أجل تكثيف تصنيع السيارة موديل 3. ولأنه كان يعتقد أنه الوحيد الذى يمكنه إنجاز المهمة، فقد فصل ماسك المدير التنفيذى المسؤول عن التصنيع، وقرر تجديد خط تجميع مصنع الشركة فى فريمونت، بولاية كاليفورنيا بنفسه. وفى كثير من الأحيان، كان ينام فى إحدى قاعات المؤتمرات بالمصنع.

 أغنى رجل فى العالم مندفع فى قراراته!

ربما من الطبيعى أن نرى السمة الأساسية التى جعلت ماسك الأغنى فى العالم أنه يخطط لحياته جيدا، لكن يبدو أن الحقيقة عكس ذلك تماما فهو رأسمالى مغامر بمجرد أن يحدد المشروع الرئيسى لكل شركة، أو ما يسميه بـ «المسار الحرج»، يتولى المسؤولية لضمان تحقيق رؤيته، ويتحكم فى أصغر الجوانب المتعلقة بكيفية إنشاء التقنيات واستخدامها. وقد أفرز تألقه شركة صناعة السيارات الأكثر قيمة فى العالم وشركة صواريخ مبتكرة، واكتسب احترام مهندسيه، وخوفهم أيضاً.

وأدى اعتماد ماسك على طاقمه الصغير فقط بقاءه أسير تفكيره الخاص.

وفى مؤتمر يعود لعام 2018، أوضح ماسك أنه كان يتصرف على أساس الاندفاع. وقال إن ذلك كان درساً تعلمه منذ أكثر من 25 عاماً بعد تأسيس أول شركة ناشئة له، وهى (Zip2).

وقال: «أنا حقاً لا أملك خطة عمل.. كان لدى خطة عمل فى الماضي، أيام (Zip2)، لكن هذه الأمور دائماً ما تكون خاطئة، لذلك لم أزعج نفسى بخطط العمل بعد ذلك».

الجانب السيئ

بحلول عام 2016، توسعت إمبراطورية ماسك التجارية. وفى المواقف التى تعرض فيها لضغوط شديدة، أظهر الملياردير فى بعض الأحيان جانباً سيئاً من أسلوب إدارته. 

ففى يونيو 2016، كانت «تسلا» تواجه حادث التصادم المميت الذى تعرّض له جوشوا براون، الذى كان يستخدم تقنية القيادة الآلية، عندما اصطدمت سيارته بشاحنة عملاقة كانت تعبر الطريق السريع.

 وفى مكالمة هاتفية جرت بين «تسلا» والإدارة الوطنية للسلامة المرورية على الطرق السريعة فى هذا الشهر، أوضح بول هيمرسباو، الذى كان يشغل آنذاك منصب المستشار العام للإدارة، أن إدارته فتحت تحقيقاً رسمياً بشأن تقنية القيادة الآلية.

ولدى علمه بالأمر، انفجر ماسك غاضباً، وصرخ فى الهاتف مهدداً بمقاضاة الإدارة الحكومية فى حال واصلت تحقيقها. وفى اليوم التالى، تراجع ماسك، ومضت الإدارة قدماً فى التحقيق، كما ذكر 4 أشخاص لديهم معرفة بهذه الواقعة.

 لا يملك بيتا!

أوفى الرئيس التنفيذى لشركة «تسلا» الأمريكية، الملياردير إيلون ماسك بوعد قطعه على نفسه فى 2020 بألا يعود مالكا لأى منزل وباع قصره الذى يملكه قرب سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا الأمريكية، نهاية العام الماضى، مقابل 30 مليون دولار، بحسب شبكة فوكس نيوز.

وجاء هذا الثمن أقل بـ7 ملايين من الثمن الذى عرضه الملياردير الأميركى فى يونيو الماضي، إذ عرض حينها القصر لقاء 37.5 مليون دولار، لكنه ربح فى صفقة البيع 7 ملايين دولار، إذ كان قد اشترى القصر بنحو 23 مليون دولار فى 2017.  وكان إيلون ماسك أعلن فى وقت سابق أن هذا العقار، الذى تبلغ مساحته نحو 47 فدانا، هو آخر منزل له فى كاليفورنيا بعد بيع كلم ممتلكاته فى الولاية.

قال وقتها إنه سيقضى حياته متنقلا بين الفنادق ومنازل أصدقائه، وحتى الآن لا يملك منازل رسمية مسجلة فى الوثائق الحكومية.