السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
الحقيقة مبدأ.. لمن يضحك الرئيس

الحقيقة مبدأ.. لمن يضحك الرئيس

قد يبدو للقارئ أن العنوان يحمل صيغة التساؤل، إلا أن ما جال فى خاطر الكاتبة هو إقرارٌ بما حدث فى صبيحة اليوم الأول لعيد الفطر حين التقى الرئيس السيسى بأسَر الشهداء وأطفالهم؛ فارتسمت الابتسامات على وجهه تباعًا ويتحدث مع الأطفال إلى أن احتضنته إحداهن من خلف ظهره وهو جالس مدفوعة ببراءتها وإحساسها الذى لا يحمل سوى الصدق والعفوية، قادتها العاطفة التى لا تحمل شبهةالزيف نحو أب أو جد لا نحو رئيس أو قائد، وهنا ضحك الأب من قلبه وارتسمت على وجهه كل علامات السعادة والراحة التى يفتقدها رئيس أكبر بلاد الشرق الأوسط والعالم الإسلامى..



 

وكأنه تخفف- ولو دقائق قليلة- من كل عبء وحمْل يشعر نحوه بمسئولية 105 ملايين مواطن فى الدولة التى ألقت عليه بكل أوزارها و300 مليون شقيق وعدهم بأن أمنهم فى عهدته.. وهنا تذكرتُ فاصلاً ليس بالقصير من حياتى؛ حيث تحملت مسئولية طفليَّ منفردة وبشكل كامل منذ كان الأكبر فى عمر الـ 3 أعوام وحتى تزوجتْ الصغرى، ومع أن ثلاثتنا لم يزد عليهم الأب نظرًا لأسباب سياسية آنذاك فإن النوم كان عزيزًا لا يقترب من عينَى إلا فيما نَدُر، فإن نمتُ هاجمتنى أحلام عدم القدرة بالوفاء بالتزاماتى وعدم سداد الأقساط ومصاريف المدارس.. إلخ، وكانت الأيام تمُر ثقيلة بطيئة بقدر ما أحمل على كاهلى من هموم الدنيا، وعندما تمُر الأيام ويأتى إلى دنيانا طفل جديد من أبناء العائلة كنت أسارع لحمله وملاطفته وهنا فقط اضحك ملء قلبى وأنا أتذكر مقولة أبى رحمه الله «اللى عنده هم كبير.. يحط على حِجْرِه صغير»،  وتستمر الضحكات لدقائق أو حتى سويعات لكن سرعان ما تعود المسئولية إلى البال وتطرق أبواب الخواطر؛ لأنه هكذا ضحك الرئيس وضحك الأب من قلبه بكل صدق مع الصغار الذين يعلم أنه لا مواربة فى شعورهم نحوه ولا مصلحة مرجوة من وراء احتضانه بقوة القلوب؛ وإن أراد القارئ تساؤلاً فأصبح لزامًا على الكاتبة أن تعطيه إياه!

 لماذا أكتب هذا الآن؟ 

قبل الإجابة سأستعيد معكم ذكريات عام 1966 والذى مَرّ على عائلتى أحلك مما كنا نتصور أن يمر علينا؛ فقد استشهد أخى الملازم أول صاعقة فى اليمن وهو لم يتم عامه الـ22 وانطلقت فى هذا العام سلاسل من التظاهرات ضد الحرب وقرارات الزعيم جمال عبدالناصر، ثم كانت النكسة فى 67 وخرج الطلبة فى تظاهرات واسعة وكنت من ضمْن المتظاهرات مملوءة بالحزن والغضب إلى أن مَرّ الزعيم أمامنا في طريقه لجامعة القاهرة عام 1968 - نفس العام الذى توفى فيه والدى- وهنا صمت كثيرٌ منّا ونحن نتطلع إليه، فلم يكن منّى سوى أن تركت دموعى تنساب دون توقف ليس فقط حزنًا على أبى وأخى الشهيد وإنما كنت أبحث عن أبى فى وجه «جمال»، وهنا فقط إيقنت أننى أحبه وأننى سأقف خلفه لا فى وجهه.. وهتفتُ باسمه، لم يكن هذا حالى فقط ولكن حال الآلاف الذين شكلوا فيما بعد الجيل الناصرى الأول.

هؤلاء الأطفال أحبوا الرئيس السيسى، وهناك شباب يؤمنون بحلمه الواسع الفضفاض الذى يتسع للجميع.. الرئيس يحلم ويَعد ويتعهد ولا يُخلف، لم تضبط موجات قلمى منذ عام 1972 حتى اللحظة على مدح أو مجاملة بحق أى من الرؤساء سوى «ناصر» وكان قد رحل عن دنيانا.. أمّا فى لحظات كتابة هذه السطور فلم يتمالك قلمى نفسه وانطلق محمولاً بحب الصغار الذين ضحك لهم ومعهم بل ولأجلهم يحلم الرئيس.