السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

سيدتان تجسدان معنى الشرف والكرامة والاستغناء الست نعيمة والست رشا سامى العدل

هما نموذجان يجسدان معنى كلمة استغناء، سيدتان رغم اختلاف جميع الظروف بينهما إلا أن ما جمعهما هو الإحساس بالعزة والكرامة والعمل بجهد فى هذه الحياة التى لم تكن سهلة على أى منهما فكانت لكل منهما قصة رصدت بمحض الصدفة لم تبحث عن بروباجندا أو تصفيق الجمهور لأن لكل واحدة منهما ببساطة حكاية صادقة عادلة قصة حياة التقطها الناس للحديث عنها وتداولها المجتمع بين كل قصص النساء المحترمات فى هذه الدنيا.



كلتاهما أم وجدة ورغم ذلك لم تبخلا على نفسيهما من الحلم مجرد الحلم بأن الدنيا ستكون غدا أفضل وأن القدر وأن رضيا به لكنه سيبتسم لهما ذات يوم!

هن المستغنيات العفيفات صاحبات غنى النفس اللاتى يستحققن كل تقدير واحترام وما هى إلا نقطة بسيطة بين سيدات وبنات مصر اللاتى يضربن مثلا كل يوم فى العفة والكرامة والرضا بعيدا عن الصحافة ومواقع التواصل الاجتماعى.

وليس من قبيل الصدفة أن يكون يوم الشهيد فى مارس شهر المرأة، أليس كل بطل دفع دمه فداء للوطن ومن أجل عزة وكرامة وشرف نساء هذا الوطن.

قصتى الأولى عن الست نعيمة التى شاء القدر أن تجدها عيون الكاميرا أمام منزلها وهى تقوم برص أرغفة الخبز كما اعتادت أمام المنزل حتى يجدها الجعان فيشبع.

كل يوم تخرج الست نعيمة منذ الصباح الباكر فى عز برد قارس أو حر مزمهر ليست مشكلة بالنسبة للسيدة ذات الثمانين سنة لتأخذ بيدى ابنها (مينا) الذى جعلته الحياه الابن الأخرس الأعمى،  كل يوم توصله إلى عمله ثم تعود تتذكر أرغفة الخبز التى ترصها على صندوق صغير أمام منزلها تلتقطها سيدة جائعة أو طفل جائع!

عندما سألتها لماذا ترص العيش للفقراء أجابتنى لأنى شاهدت ناس غلابة كانت تبحث عن لقمة عيش من القمامة فقررت بينى وبين الله أن أعطيهم الخبز النظيف الصابح كل يوم ورغم أن حصتى من التموين لا تتعدى خمس أرغفة إلا أننى أشترى العيش وآخذ ما يكفينى والباقى لربنا !

وتكمل الست نعيمة: أنا لو أقدر أساعد بأكتر من كده مش هتأخر.

الست نعيمة إذا شاهدت منزلها والحى البسيط المتواضع الذى تسكن فيه بالجيزة لن تصدق أن هذه السيدة التى شاء القدر أن تلتقطها عدسة برنامج يعرض عليها ثلاثة آلاف جنيه لتسأله السيدة نعيمة هو مش فيه ناس غلابة أكتر منى محتاجين الفلوس دى!

ليرد المذيع ولكن إحنا عاوزين نديكى الفلوس دى 

ترد الست نعيمة لكن أنا عندى معاشى ومكفينى! (تقصد هنا معاشها من زوجها المتوفى الذى كان يعمل فى الشرقية للدخان) وفى النهاية الست نعيمة ترفض الفلوس وتقول للمذيع شوف حد غلبان إديله الثلاث آلاف جنيه!

تخيل ست مستورة ترفض الفلوس وأنت تتخيل تذكر كم غنى غناء فاحشا وممكن جدا يسرق ماليس له من الناس مستحلا أموالهم!

انتظرت الست نعيمة 12 سنة حتى أنجبت ابنها مرقص وبعده مينا الذى بالنسبة إليها هو معجزة من السماء تثبت كل يوم مع صبرها وخدمته له معنى الرضا بالقضاء والقدر أيا كان! تظل الست نعيمة تكافح فى الحياة راضية بما قسمه الله لها لديها خمس أحفاد فى سنوات التعليم المختلفة تعلمهم جميعا معنى تقديم الخير والعطاء والصبر والعزة والكرامة وعيش الحياة بشرف ورضا.

القصة الثانية التى أقصها هى قصة رشا سامى العدل ابنة الفنان الراحل سامى العدل والتى أرادت أن تكسر كل طوق عن نظرة الناس لها وكيف أنها ابنة ممثل مشهور ومن عائلة فنية كبيرة تخرج عن مألوف العائلة لتتجه إلى صنع المأكولات والحلويات فى منزلها وتقوم ببيعها من خلال مطاعم وكافيتريات أصدقاء لها إلا أن ما فعلته رشا وجد ردود فعل متباينة فى المجتمع وعلى مواقع التواصل الاجتماعى ظنا من البعض أن رشا لديها ظروف مالية صعبة اضطرت معها للعمل فى بيع الطعام!

تحكى لى رشا سامى العدل وتقول: صعب قوى أن الناس تربط أن علشان بابا فنان كبير وأنا بأشتغل فى بيع المأكولات يبقى محتاجة فلوس! ده مش شرط والشغل مش عيب وأصبح العمل والإنتاج المهنى هو توجه من الدولة ومن الرئيس أن الناس تحاول تنتج علشان كده فكرت أن أشتغل حاجة بحبها مثل ستات كتير جدا النهاردة، أنا فى الأصل خريجة إدارة أعمال وقبل كده كنت باشتغل على خيم رمضان وأبيعها يعنى أنا أصلا فى لاين البيزنس من زمان!

لا أعرف لماذا يهاجموننى علشان أنا من عائلة العدل مبدئيا أنا مستورة وأنا مش غنية ومش طبيعى أن أنتظر أن حد يصرف على وعلى فكرة وحتى بابا موجود وحى أنا طول عمرى معتمدة على نفسى وبأصرف على عيلتى وأربى أولادى وأتعود أهلى على أن أعرف أقف على رجلى فى الدنيا وأكون قوية بمجهودى وشغلى.

أنا بأعمل أكل من البيت ورحت عند ناس أصحابى فى دهب فى كافيه طلبوا منى أجيب حلوياتى وأكلى علشان الناس تجرب والحمدلله الناس عجبها الأكل.

أنا من فترة كنت باشتغل فى الأكل البيتى وأضفت للموضوع حلويات خفيفة وحطيتها فى علب بلاستيك وقلت أوزعهم على أصحابى وأنا ماشية فى الطريق صادفت حد من أصحابى على موتوسكل وطلعت لايف معه وجرب الحلويات اللى بأعملها وكنت مبسوطة بنفسى، من انزعجوا هم متخيلين أنى عويلة ولازم حد يشغلنى، كان هناك هجوم جامد جدا على وقلت لهم ياجماعة أنا عندى نقابة المهن التمثيلية من يريد أن يسمع كلام الحق يقول لى نقابتى ليه مش بتشغلنى مش أهلى!

الطبيعى أن النقابة مسئولة عنى وتشغلنى وللأسف بقى موجود الشللية والصحوبية فى كل حتة وممكن جدا حد يدخل لغريب علشان يشتغل وحد مايدخلشى للقريب!

وهقول الحق مفيش حد من أهلى لما حصلت الضجة دى حولى إلا واتصل بى وجدت كل أهلى كلمونى وعرضوا على المساعدة لكن أنا فعلا فرحانة بنفسى وفخورة بكل اللى بأعمله وعلى فكرة ابنى بيشتغل مع آل العدل ومفيش أى مشكلة خالص، سأستمر فى عملى الذى أحبه وأشتغل بكرامتى وفيه ناس كتير بتشتغل من بيوتها فى الأكل وأون لاين وفى الشارع فيه بنات وستات بتيبع الأكل وكل حاجة سواء ملابس ومشروبات وخضروات.

حاليا أنا أعمل على مشروع مهم جدا هيوفر المساعدة لكل من يريد فتح مشروع صغير وسأقف بجانب كل من يحتاجنى وهو جدير بذلك وصادق فيما يريد حتى يقف على رجليه.

أنا أم لمحمد وحبيبة ولدى حفيد واحد حمزة عنده ثلاث سنين ومحمد مساعد مخرج حاليا فى مسلسل من إنتاج ال العدل.

أنا عاوزة أعتمد على نفسى وأشتغل حاجة بحبها وأمنية من أمنيات حياتى أن أساعد الناس كلها وأوفر فرص عمل لمن يريدها والفترة الجاية أنا هشجع كل من تخاف أو يخاف من الناس ومنظره أمامهم ويشعر بالخجل أنه لو اشتغل أى شغل بسيط أن من حوله هينظروا له نظرة دونية!

أنا عاوزة أقول لكل واحدة مكسوفة ومحتاجة للشغل انزلى اشتغلى والشغل طول ما هو بالحلال والشرف مفيش حاجة فيه تخجلك ومصر تحتاج النهاردة لكل يد تبنى وتنتج وتشتغل ولا يخجل الإنسان من نفسه إلا لو كان عالة على غيره أو عالة على المجتمع.