الأربعاء 1 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

أكد أن دعم مهرجان القاهرة السينمائى ضرورى وحتمى حسين فهمى: أؤمن بنظرية المؤامرة!

فى العادة، تتأثر نجومية أى فنان صعودًا وهبوطًا وفقًا لأدواره ومواقفه، وتواجده على الساحة الفنية، لكن لنجومية «حسين فهمى» وهجًا لا يخفت، وبريقًا لا يغيب، فعلى مدى نصف قرن احتفظ بمكانة لم ينازعه فيها أحد، وخلال مشواره الفنى الطويل وصفه الجمهور بأوصاف عدة، ومنحه ألقابًا كثيرة، فهو الـ«جان»، والـ«دون جوان»، وهو «برنس السينما المصرية»، و«الواد التقيل»، و«فتى أحلام الفتيات»، وجميع تلك الألقاب امتدحت صفات شكلية هى من صنع الله، لكن لـ«حسين فهمى» صفات أخرى اكتسبها بدراسته وواسع اطلاعه، وصقل من خلالها شخصيته وموهبته فأصبح فنانًا مثقفًا، ولبقًا وصاحب حضور طاغٍ.



 

وفى حوارنا معه سألناه عن مشاريعه الفنية وخطواته المقبلة، وعرفنا رؤيته فى سبل النهوض بالسينما المصرية، ورغم أن الحوار قد تم إجراؤه قبل أيام من صدور قرار وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبدالدايم بتوليه رئاسة الدورة 44 من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى خلفا للمنتج محمد حفظى إلا أننا سألناه فى الحوار عن التحديات التى تواجه المهرجان وعن رأيه فى الدورات الماضية منه، لما له من خبرة فى هذا المجال، حيث تولى رئاسة مهرجان القاهرة السينمائى من قبل لمدة 4 دورات فى الفترة من 1998 - 2001 والتى صنفت من أفضل الدورات التى مرت فى تاريخ المهرجان وإلى نص الحوار.

 ترأست مهرجان القاهرة لسنوات، فما تقييمك للدورات الأخيرة منه، وفى رأيك ما أبرز التحديات التى تواجهه؟

- أتابع المهرجان وأحضره لأنى جزء من الحركة السينمائية، وفى نظرى، فإن دعم مهرجان القاهرة السينمائى أمر ضرورى وحتمى، لأنه مهرجان بلدنا، وبالطبع لا أستطيع تحديد التحديات بدقة التى واجهت فريق المهرجان فى سنواته الأخيرة، لأنى كنت بعيدًا عن المطبخ، لكننى أعتقد أن التحديات ستكون لها علاقة بقلة التمويل، وهو التحدى الذى واجهنى فترة رئاستى للمهرجان، فكثير من المهرجانات المصرية التى تقام حاليًا لديها طاقات مذهلة لإقامة دورات مهمة، لكن ينقصها التمويل الذى حتمًا سيحدث فرقًا فى شكل المهرجان ومستواه.

فى فيلمك الأخير (الكاهن) والمعروض حاليًا بالسينمات، والذى يعتمد فى فكرته على نظرية المؤامرة، ووجود مجلس سرى يحكم العالم.. ما الذى جذبك للمشاركة فى الفيلم؟ وهل تؤمن فى الواقع بفكرته؟

الفيلم مختلف جدًا، ويتناول موضوعًا غاية فى الأهمية، حيث يشير إلى أن هناك جهات تتآمر علينا سياسيًا واقتصاديًا، واجتماعيًا، وفى رأيى أن نظرية المؤامرة واقع لا بد من الاعتراف به، وما يحدث فى فلسطين منذ أيام وعد بلفور، وما حدث فى العراق وسوريا قبل سنوات، وغيرها من الأمور التى شاهدناها فى عالمنا العربى ليست وليدة الصدفة،  فالعالم كله يتآمر على بعضه البعض منذ قديم الأزل، حتى إن اختلفت الوسائل والطرق الآن، وما تفعله بنا وسائل التواصل الاجتماعى، وما تحاول بعض المنصات بثه من أفكار عن طريق محتواها كلها مؤامرات يجب علينا التصدى لها، وأنا شخصيًا مؤمن جدًا بنظرية المؤامرة، وأرى أن التصدى فنيًا لتلك المؤامرات سيأتى عن طريق تقوية الفن وتناول قضايا تزيد من وعى الجمهور ولا تغيبه.

على ذكر الفن القوى، تحدثت من قبل عن العوامل التى أدت إلى الاقتطاع من جماهيرية الفيلم المصرى، فى رأيك كيف نعيد للفيلم المصرى جماهيريته وتأثيره؟

ـ الفيلم المصرى كان له فى وقت من الأوقات جماهيرية غير مسبوقة، وكانت السينما المصرية تنتج 60 فيلمًا فى السنة جميعها يتم توزيعها فى كل الدول العربية من المغرب حتى العراق والشام، لكن مع الأسف نوعية الأفلام تغيرت وتغير معها الجمهور، وأصبحت القضايا التى نناقشها فى أفلامنا محلية أكثر من اللازم، ولم تعد تتحدث عن الإنسان، وبالتالى انحسرت الجماهيرية، ولذلك لا بد أن تتغير الأفكار، ولا بد أن نحرص على ترجمة الفيلم إلى لغات أخرى أو دبلجته، ومن المؤسف أن ترصد الحكومة التركية ميزانية لدبلجة أعمالها الفنية وتوزيعها على العالم، بينما نضع نحن فى المقابل قيودًا على تصوير الأفلام الأجنبية داخل بلادنا، عن طريق البيروقراطية التى تسببت فى تأخرنا كثيرًا.

خطوتك المقبلة ستكون من خلال فيلم (الملحد) الذى قوبل بعاصفة من الانتقادات بمجرد انتشار خبر تصويره، ما الذى جذبك للفيلم؟ وفى رأيك فى سبب الهجوم عليه؟

ـ الفيلم يناقش قصة حية وموجودة فى المجتمع، وفى رأيى أن من يهاجمون الفيلم دون مشاهدته مثلهم مثل الذين يدفنون رءوسهم فى الرمال، فالإلحاد ظاهرة موجودة فى المجتمع، والنقاش حول أى عمل فنى يتم بعد عرضه ومشاهدته لا بمجرد معرفة اسمه.

وماذا عن السيناريو الذى كتبه الكاتب الصحفى الكبير «إبراهيم عيسى»؟ فهى المرة الأولى التى تتعاونان فيها سويًا فى عمل فنى؟

 ـ «إبراهيم عيسى» كاتب واعٍ وله تاريخه الطويل، كما أنه قارئ نهم ولديه ثقافة موسوعية، بالإضافة إلى أنى أستمتع بكتاباته وبرامجه ومتابع جيد لها، وعندما عرض السيناريو علىَّ اقتنعت جدًا بطريقة تناوله للأحداث وتحمست للقيام بدورى فى الفيلم.

 تشارك أيضا فى فيلم آخر يحمل عنوان (فارس) من بطولة الفنان «أحمد زاهر»، والبعض يرى أن هناك أفلامًا تشارك فيها من قبيل الدعم والمساندة لأبطالها فى خطواتهم الأولى، هل هذه المقولة حقيقية؟ وهل ينتمى (فارس) إلى تلك النوعية؟

ـ من المؤكد أن بطولة صديقى العزيز «أحمد زاهر» للفيلم شجعتنى كثيرًا على المشاركة فيه، فقد عملت معه من قبل فى أكثر من مسلسل مثل (حق مشروع) و(أصحاب المقام الرفيع) وتربطنى به علاقة جيدة جدًا ويهمنى نجاحه، ولا أرى غضاضة فى ذلك، ففى شبابى وقف بجانبى « فريد شوقى، ومحمود المليجى، ورشدى أباظة، وعماد حمدى» وأرى من واجبى أن أدعم الشباب، لكن على الجانب الآخر فقد استهوتنى الشخصية التى أقوم بها فى الفيلم، كما أعجبتنى الطريقة التى تناول بها السيناريو العلاقة بين الشاب ووالده فى الفيلم.

 لديك تجارب تليفزيونية عديدة ومهمة، لكنها تظل قليلة، لماذا لم تفكر أن يكون لك مسلسلك السنوى فى موسم رمضان مثلما فعل عدد من النجوم؟

ـ اتجهت للتليفزيون لأواكب العصر، بعد ما قدمت أفلامًا سينمائية وعروضًا مسرحية على خشبة المسرح، لكن تظل خطواتى محسوبة جدًا، وأرى أننى قدمت عددًا من الأعمال لا بأس بها مثل (يا رجال العالم اتحدوا، وكالة عطية، الشارد) وغيرها من الأعمال، ولكنى اعتذرت كثيرًا عن أعمال لم أجد أنها تناسبنى أو تضيف لرصيدى.

ومن هم الكتاب الذين تفضل العمل معهم ولا تعتقد أنك سترفض لهم عملاً إذا ما عرض عليك؟

ـ لدينا أسماء عديدة أذكر منها «مدحت العدل» فلديه لغة سهلة تروق لى، و«عاطف بشاى» الذى أصفه بالكاتب الممتع، و«إبراهيم عيسى» الذى تحدثنا عنه قبل قليل.

وماذا عن مسلسل (السر) الذى أعلنت عنه منذ فترة طويلة لكن حتى الآن لم ير النور.. فما السبب؟

ـ تم الانتهاء من تصوير المسلسل بالكامل لكن سبب عدم عرضه حتى الآن يعود إلى خلافات بين المنتج وشركات التوزيع، حيث لم يحصل المنتج على مستحقاته من الموزعين عن أعمال سابقة، ولا أعلم متى سيتم حل تلك الأزمة والتى سيترتب على حلها عرض المسلسل. 

 ما رأيك فى الحرص على تقديم أعمال وطنية مؤخرًا سواء فى السينما أو التليفزيون؟

ـ أرى أنها خطوة مهمة جدًا، وأشجعها، خصوصًا أنها توقفت لسنوات، وأذكر جيدًا ذكريات تصوير فيلم (الرصاصة لا تزال فى جيبى) حيث اشترك فيه الجيش معنا، وقام بتدعيمنا، وقد عبرنا قناة السويس بالفعل، وتسلقنا خط بارليف الذى كان لا يزال قائمًا فى أجزاء منه وقت تصوير الفيلم، وكل شىء قمنا به حيًا وطبيعيًا، ومن الجميل أن نعود مرة أخرى لنقدم بطولاتنا على الشاشة.

  درست الإخراج وعملت فى بداية حياتك مساعدًا للمخرج «يوسف شاهين» فى الاختيار ثم حصرك المنتجون والمخرجون فى التمثيل ولم تستطع أن تحقق حلمك فى الإخراج، هل من الممكن أن تتحمس لمشروع ونراك مخرجًا قريبًا؟

ـ أعتقد أنه قد مضى الوقت على تحقيق ذلك الحلم ولا سيما أن ظروف الإنتاج تغيرت تمامًا.

 على ذكر «يوسف شاهين» ذكرت من قبل أنك تمتلك فى أرشيفك الشخصى تسجيلات لكما سويًا أثناء التحضير لفيلم (الاختيار)، ما مصير تلك التسجيلات، وهل يمكن استغلالها بأى شكل فى عمل توثيقى؟

ـ أحتفظ بكل تلك التسجيلات وبغيرها من التسجيلات فى مكتبتى، وبالفعل فقد تحدثت مع المنتج «جابى خورى» وعرضت عليه استغلال تلك التسجيلات فى عمل فنى من إنتاج (أفلام مصر العالمية) وقريبًا سنقدم للجمهور شيئًا يليق باسم «يوسف شاهين».

 وماذا عما تحتفظ به من تراث مهم سواء من مقتنيات أو تسجيلات لشخصيات فنية أخرى، هل تفكر فى استغلاله بأى شكل ولا سيما أن المنصات الإلكترونية أصبحت مكانًا مناسبًا لمثل تلك الأعمال التوثيقية؟

ـ كل شىء وارد، وفى نيتى أن أعمل على تقديم كل ما أحتفظ به للجمهور بالشكل الأنسب، بالإضافة إلى أننى أمتلك مكتبة تحتوى على كتب مهمة أنوى إهداءها إلى مكتبة الإسكندرية أو مكتبة معهد السينما حتى يستفيد الجميع.

 وهل من الممكن أن تكتب سيرتك الذاتية؟

ـ كل شىء وارد، لكنى لم أحسم هذا الأمر بعد.