الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

نداء إنسانى من السينما الإسبانية لا يتجاوز عدة دقائق: «الصم».. صرخة الحق فى الحياة

عندما تكون الإعاقة مجرد صرخة لطلب الحق فى الحياة.. بهذا المبدأ جاءت فكرة  فيلم «الصُم،  Sorda» ليكون رسالة إلى العالم فى حق المعاقين فى ممارسة الحياة دون اعتبار إعاقتهم «وصم أو حاجز» يمنعهم عن أبسط أحلامهم وطموحاتهم بما فيها حلم الأمومة.



ونجح هذا الفيلم الإسبانى، من إخراج «إيفا ليبرتاد» و«نوريا مونيوز»،  فى حصد عدد كبير من الجوائز العالمية، آخرها جائزة «نبيهة لطفى» لـ «أحسن فيلم قصير» ضمن مسابقة الفيلم القصير بمهرجان أسوان الدولى لسينما المرأة 2022.

و«الصُم»، هو فيلم روائى قصير، يتناول قضية «الصمم والأمومة»، من بطولة «ميريام جارلو» و«بيبى جاليرا»، ويتناول حياة امرأة صمّاء ترغب فى الإنجاب، من خلال تجسيد العلاقة بين زوجين، البطلة وهى زوجة صمّاء، وشريكها الذى لا يعانى من أى إعاقة، حيث يواجه الزوجان العديد من مشاكل الاتصال لكنهما يرغبان فى الإنجاب، ويحاول الزوج مساعدتها فى البداية إلى أن  ينتهى به الأمر للملل واعتبارها «غير مرئية.»

وتعتبر البطلة «ميريام جارلو»، وهى فنانة صماء فى الواقع، كما أنها أخت «إيفا ليبرتاد» إحدى مخرجتى الفيلم، والتى اختارتها المخرجة الإسبانية لتعكس الصورة الواقعية لمشاعر أصحاب إعاقة الصمم، خاصة السيدات اللواتى يرغبن فى إنجاب الأطفال وما يواجهونه من مشكلات اجتماعية تتلخص فى كيفية اعتناء الصماء بأطفالها.

وفى تصريحات للمخرجتين «إيفا ليبرتاد» و«نوريا مونيوز» لـ«روزاليوسف» أوضحتا أن اختيار القصة ومعالجتها دراميًا جاء من تجربتهما الشخصية، حيث أنهما لديهما أشخاص مقربون يعانون من فقدان السمع، فـ «نوريا» لديها قريبة صمّاء عاشت معها فترة من طفولتها، و «إيفا» لديها أخت صمّاء، التى هى بالفعل بطلة الفيلم، موضحتان أنهما فضلتا أن تجسد الدور فتاة بالفعل صمّاء؛ حتى تستطيع التعبير بصدق عما يشعر به الصُم فى مختلف المواقف، ويكون انعكاسًا لإحساسهم الحقيقى، متابعتان:« أردنا أن نقدم المواهب الفنية لأصحاب الصُم وغيرهم من ذوى الهمم، ففى كثير من الأفلام نرى المخرجين يعتمدون على ممثلين أصحاء للقيام بدور ذوى الإعاقات، لكن رأينا أن الأجدى لنا فى فيلم «الصُم»، أن نصل بالأشخاص ذوى الإعاقة أنفسهم إلى شاشة السينما، وفى نفس الوقت نترك لهم فرصة للتعبير بصدق عن إحساسهم وكيفية التصرف فى المواقف المختلفة».

وأعربتا المخرجتان فى حوارهما، إلى أن فيلمهما شارك فى العديد من المهرجانات على مستوى العالم، لكنهما دائما ينجذبان أكثر إلى المهرجانات المتعلقة بالمرأة وسينما المرأة، وكان ذلك السبب الرئيسى لمشاركتهما فى مهرجان أسوان الدولى لسينما المرأة، حيث إن بطلة الفيلم امرأة، ومخرجتاه امرأتان لديهما شركة إنتاج صغيرة خاصة بهما، أنتجت بدورها الفيلم؛ لذلك «من الطبيعى أن نميل أكثر إلى مهرجانات سينما المرأة»،  متابعتان أن «الموضوع الذى عالجناه فى الفيلم كان عالميًا وموجهًا لكل الإنسانية».

كما أعلنتا المخرجتان الإسبانيتين، أنه من المقرر أن يتم ترجمة الفيلم إلى اللغة العربية، وسيقوم بذلك قسم اللغة الإسبانية فى إحدى الجامعات المصرية، مما سيتيح لعدد أكبر من الجمهور العربى «وكل من لا يمتلك معرفة جيدة باللغة الإنجليزية والإسبانية، بمشاهدة الفيلم والتفاعل معه بصورة أكبر».

وعن مشاريعهما القادمة، فإنهما تعملان على جزء ثان من «صم» وسيكون روائيًا طويلًا ويعتبر استكمالًا للقصة بأن تكون البطلة «أم صماء ولديها طفل»، حيث سيتناول الفيلم خبرة الأم الصماء فى التعامل مع طفلها، والمشاكل اللى تواجهها فى تلك الحالة.