الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

قمة «مصرية-سعودية».. واتصال هاتفى مع «بوتين» وتكريم لأهالى الشهداء.. نشاط رئاسى مكثف «داخليًا» و«خارجيًا»

زيارة مهمة قام بها الرئيس السيسى للمملكة العربية السعودية منذ أيام قليلة، التقى خلالها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولى عهده الملك محمد بن سلمان أعقبهما بيان مشترك بين الجانبين المصرى والسعودى.



 

ورغم عودة الرئيس السيسى إلى أرض الوطن قادمًا من الرياض مساء الثلاثاء الماضى؛ فإنه حرص على تكريم أهالى الشهداء صباح الأربعاء من خلال الندوة التثقيفية الـ35 والتى أقيمت بمناسبة يوم الشهيد الموافق 9 مارس من كل عام والتى تحتفل بها القوات المسلحة سنويًا فى ذكرى استشهاد الجنرال الذهبى الفريق عبدالمنعم رياض رئيس أركان القوات المسلحة الأسبق.

وبين هذا وذاك، قام الرئيس السيسى باتصال هاتفى مهم مع نظيره الروسى فلاديمير بوتين لبحث آخر تطورات الأزمة الروسية - الأوكرانية.

السيسى لـبوتين: لغة الحوار هى الحل الأمثل

أجرى الرئيس السيسى اتصالًا هاتفيًا مع نظيره الروسى فلاديمير بوتين؛ حيث تناول الاتصال التباحث وتبادل الرؤى بشأن آخر التطورات على صعيد الأزمة الروسية - الأوكرانية، حيث أكد الرئيس على ضرورة تغليب لغة الحوار مع دعم مصر لكافة المساعى الدبلوماسية التى من شأنها سرعة تسوية الأزمة سياسيًا من أجل الحد من تدهور الموقف، والحفاظ على الأمن والاستقرار الدوليين، واستعداد مصر لدعم هذا التوجه من خلال تحركاتها الحثيثة فى هذا الصدد سواء ثنائيًًا، أو على الصعيد المتعدد الأطراف.

كما أكد الرئيس على متابعة مصر باهتمام بالغ للتطورات الميدانية المتلاحقة، والأولوية القصوى التى توليها مصر لسلامة وأمن المواطنين المصريين المتواجدين فى أوكرانيا، معربًا سيادته عن التقدير للإجراءات التى اتخذها الجانب الروسى لتيسير خروج المواطنين المصريين، والتطلع لمواصلة توفير المساعدة الممكنة لهم بما يضمن سلامتهم وأمنهم.

وقال المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضى إن الاتصال تناول كذلك التباحث بشأن سُبل تعزيز مختلف أطر التعاون الاستراتيجية بين البلدين الصديقين من خلال المشروعات المشتركة التنموية الجارية بينهما،  حيث أكد الجانبان على متانة علاقات التعاون التاريخية والراسخة التى تجمع بين مصر وروسيا فى مختلف المجالات، إلى جانب علاقات الصداقة بين البلدين على المستويين الرسمى والشعبى.

قمة «مصرية -سعودية»

كما قام الرئيس السيسى بزيارة مهمة إلى المملكة العربية السعودية التقى خلالها جلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية وخادم الحرمين الشريفين، حيث أقيمت لسيادته مراسم الاستقبال الرسمى، وتم عزف السلامين الوطنيين واستعراض حرس الشرف.

اللقاء شهد عقد مباحثات منفردة بين الزعيمين، تلتها جلسة مباحثات موسعة ضمت وفدى البلدين؛ حيث أعرب جلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز عن ترحيب المملكة العربية السعودية قيادة وشعبًا بزيارة السيد الرئيس، مؤكدًا ما تتسم به العلاقات المصرية - السعودية من تميُّز وخصوصية، ومشيدًا فى هذا الإطار بدور مصر المحورى فى المنطقة العربية، وجهودها الحثيثة لمساندة ودعم الدول العربية والخليجية على وجه الخصوص، وذلك كركيزة أساسية لصون الأمن والاستقرار فى الوطن العربى.

كما أعرب العاهل السعودى عن تقديره لدعم مصر للسعودية فى مختلف القضايا، ولإسهامات أبنائها فى العديد من القطاعات ودورهم فى تحقيق التنمية بالسعودية، مؤكدًا فخامته حرص السعودية على تعزيز العلاقات الثنائية مع مصر على جميع المستويات، بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين.

كما أعرب الرئيس عن تقديره لأخيه العاهل السعودى على حفاوة الاستقبال، مؤكدًا سيادته ما يجمع الشعبين المصرى والسعودى من روابط أخوة ومودة وتاريخ مشترك ومصير واحد، ومعربًا عن تطلع مصر لتعزيز علاقات التعاون الثنائى مع السعودية فى جميع المجالات.

كما شدد السيد الرئيس على أهمية مواصلة العمل على توحيد الصف العربى وتضامنه لمواجهة التحديات التى تواجه المنطقة العربية، ومؤكدًا سيادته عدم سماح مصر بالمساس بأمن واستقرار أشقائها فى دول الخليج، وأن أمن الخليج يُعد جزءًا لا يتجزأ من أمن مصر.

وذكر المتحدث الرسمى أن المباحثات تطرقت إلى سبل تعزيز أطر العلاقات الثنائية بين البلدين على كافة الأصعدة، حيث تم الإعراب عن الارتياح لمستوى التعاون والتنسيق القائم بين مصر والسعودية، مع تأكيد أهمية دعمه وتعزيزه لصالح البلدين والشعبين الشقيقين، خاصةً على الصعيد العسكرى والأمنى، إلى جانب التعاون فى المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتنموية، وذلك بهدف تحقيق الاستغلال الأمثل لجميع الفرص المتاحة لتعزيز التكامل بينهما.

كما تمت مناقشة مستجدات عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك؛ حيث توافقت رؤى الجانبين بشأن ضرورة تعزيز الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب وأهمية تضافر جهود المجتمع الدولى من أجل التوصل إلى تسويات سياسية للأزمات التى تشهدها بعض دول المنطقة، بما يحافظ على وحدة أراضى تلك الدول ويصون مقدرات شعوبها.

كما التقى الرئيس فى الرياض مع صاحب السمو الملكى الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولى عهد المملكة العربية السعودية نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع.

حيث تطرقت المباحثات إلى سبل تعزيز العلاقات الثنائية واستدامة الشراكة بين البلدين، لا سيما على المستوى الاقتصادى والاستثمارى، بما يحقق المصلحة المشتركة والمنفعة المتبادلة للجانبين، وذلك فى ضوء التطورات التنموية الملموسة التى تشهدها مصر من خلال المشروعات القومية العملاقة، والبنية التحتية المتطورة، فضلًا عن المناخ الاستثمارى الجاذب لرؤوس الأموال.

كما تناولت المباحثات تطورات عدد من الملفات والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث تم تأكيد أهمية تعزيز العمل العربى المشترك لمواجهة التحديات المختلفة التى تشهدها المنطقة، وتكثيف التشاور وتنسيق المواقف بين البلدين بشكل مستمر، لا سيما فى ضوء تعدد وخطورة الأزمات التى تشهدها بعض الدول الشقيقة فى المنطقة، وقد أكد السيد الرئيس فى هذا السياق أن الأمن القومى لدول الخليج هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومى المصرى.

كما تم التأكيد على أهمية ضمان أمن البحر الأحمر باعتباره ركيزة أساسية فى حركة التجارة الإقليمية والدولية، بما يتطلب تضافر جهود الدول المشاطئة لضمان حرية وأمن الملاحة به.

وخلال زيارة الرئيس للمملكة قام بجولة تفقدية فى حى الطريف التراثى بالعاصمة الرياض بصحبة سمو الأمير محمد بن سلمان، ولى عهد المملكة العربية السعودية.

كما قام الرئيس أيضًا بجولة تفقدية فى معرض الدفاع العالمى بالرياض بصحبة سمو الأمير محمد بن سلمان، وهو المعرض الذى يمثل منصة عالمية فى قطاع التصنيع الدفاعى، وتُعرض خلاله أحدث التطورات التكنولوجية فى هذا المجال من جميع أنحاء العالم.

وأوضح المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية بأن السيد الرئيس تفقد الجناح المصرى الذى يضم منتجات عسكرية متنوعة لوزارة الإنتاج الحربى والهيئة العربية للتصنيع، حيث تأتى المشاركة المصرية فى المعرض فى إطار العلاقات المترابطة بين البلدين الشقيقين والحرص على المشاركة والاطلاع على أحدث التكنولوجيات فى مجال الصناعات الدفاعية.

 بيان «مصرى -سعودى» مشترك

وفى السياق ذاته، أصدر الجانبان المصرى والسعودى بيانًا مشتركًا حيث أكد الجانبان على أن الأمن العربى كلُ لا يتجزأ، وعلى أهمية العمل العربى المشترك والتضامن العربى الكامل للحفاظ على الأمن القومى العربى بما لدى دوله من قدرات وإمكانات تؤهلها للاضطلاع بهذه المسئولية، وهى مسئولية تقع على عاتق كل الدول العربية، ويضطلع بها البلدان الشقيقان فى إطار عملهما المستمر لدعم أمن واستقرار المنطقة.

كما أكد الجانبان على رفض أى محاولات لأطراف إقليمية للتدخل فى الشئون الداخلية للدول العربية، أو تهديد استقرارها وتقويض مصالح شعوبها، سواء كان ذلك عبر أدوات التحريض العرقى والمذهبى، أو أدوات الإرهاب والجماعات الإرهابية، أو عبر تصورات توسعية لا تحترم سيادة الدول ومبادئ احترام حسن الجوار، واتفقا على مواصلة محاربة التنظيمات الإرهابية فى المنطقة بكافة أشكالها، كما استعرضا الجهود المبذولة من جانبهما فى هذا الصدد.

كما أكد الجانبان على أولوية موضوعات التكيف وتعزيز القدرة على التعامل مع الآثار السلبية لتغير المناخ وكذلك من خلال الإدارة المستدامة للموارد والمناطق الساحلية. كما اتفق الجانبان على ضرورة تنفيذ الدول المتقدمة لتعهداتها والتزاماتها فى إطار الاتفاقية الإطارية لتغير المناخ واتفاق باريس.

وفى الجانب الأمنى والعسكرى، أشاد الجانبان بمستوى التعاون والتنسيق الأمنى القائم بين البلدين،  ورغبتهما فى تعزيز ذلك بما يحقق الأمن والاستقرار للبلدين الشقيقين، وأكد الطرفان على خطورة السلوك الإيرانى العدائى تجاه دول المنطقة وخطر امتلاك النظام لأسلحة الدمار الشامل على المنطقة والعالم، وأن أى اتفاق دولى بهذا الخصوص لا بد أن يتم بمشاركة دول المنطقة، كما أعرب الطرفان عن رفضهما لاستمرار المليشيات الحوثية الإرهابية فى تهديد الملاحة البحرية وأنه لا يمكن التغاضى عن امتلاك هذه المليشيات لقدرات عسكرية نوعية كونه تهديدًا مباشرًا لأمن المملكة العربية السعودية ودول المنطقة، وأكد الجانبان حرصهما على تعزيز التعاون بين البلدين خصوصًا فى المجال العسكرى وتعزيز العلاقات والشراكات الاستراتيجية.

وفى الشأن الاقتصادى والتجارى،  اتفق الجانبان على تعزيز الشراكة الاقتصادية استثماريًا وتجاريًا بين البلدين ونقلها إلى آفاق أوسع لترقى لمتانة العلاقة التاريخية والاستراتيجية بين البلدين ومن خلال تحقيق التكامل بين الفرص المتاحة من خلال رؤية المملكة العربية السعودية 2030م ورؤية جمهورية مصر العربية 2030م.

السيسى يكرم أهالى الشهداء 

وخلال الندوة التثقيفية الـ35 والتى أقامتها القوات المسلحة بمناسبة يوم الشهيد بحضور الرئيس السيسى وكبار رجال الدولة، أكد الرئيس أن التضحيات التى قام بها شهداء الجيش والشرطة لا تقدر بثمن وأنها تضحيات غالية فى سبيل الوطن، وقام الرئيس بتكريم عدد من أهالى الشهداء خلال الاحتفالية.

وأكد الرئيس،  أن يوم الشهيد، هو يوم نكرم فيه ليس فقط أرواح الشهداء من رجال القوات المسلحة والشرطة البواسل، أو أى مواطن يؤدى دوره بتفانٍ وإخلاص؛ وإنما نكرم فيه أيضًا عطاء الصامدين الذين يحملون مسئولية هذا الوطن ويصلون الليل بالنهار ليحيا شعب مصر العظيم فى سلام وأمان واستقرار.

وأضاف: «ولتؤكد مصر أنها غنية بأبنائها الأوفياء جيلًا بعد جيل، مسلمين راية الوطن مرفوعة خفاقة ومنتصرة بعزة وكرامة وأن هذه الراية لن تنتكس أبدًا بإذن الله ثم بفضل عزيمة هذا الشعب العظيم وأصالته وتضحياته».

واختتم الرئيس كلمته قائلا: ونحن نحتفل بيوم الشهيد فإننى أعلم جيدًا أن أقسى لحظات تمر بها النفس، هى لحظات الوداع وأدرك كذلك، أن القلوب تعتصر ألمًا حينما يشتد الحنين لرؤية الأحباب لكننى أوقن أيضًا، أن تلك الآلام والأحزان سرعان ما تتبدل وتتغير، إلى مشاعر من الفخر والعزة بما حققه شهداؤنا الأبرار الذين جادوا بأرواحهم وأنفسهم من أجل مصر.

ولا يفوتنى هنا، أن أنقل تقديرى وتقدير شعب مصر العظيم لأسر شهدائنا الأبرار على صبرهم وتحملهم واحتسابهم. ولا يسعنى إلا أن أتوجه إلى الله العلى القدير بالدعاء بأن يحفظ مصر وشعبها من كل مكروه وسوء ويديم على هذا الوطن نعمة الأمن والأمان.

ودائمًا وأبدًا تحيا مصر، تحيا مصر، تحيا مصر.