الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

توطين صناعة المكملات الغذائية والكمامات وأدوية «كورونا» ومضاعفة الصادرات منتجـات ومهــن ازدهرت مع انتشار الجائحة

العالم بعد كورونا غير ما قبل الجائحة، فبينما تأثرت العديد من المهن والصناعات سلبًا نتيجة تداعيات انتشار الفيروس ازدهرت مهن وصناعات وسلع أخرى؛ حيث تسابق الناس على شراء الكمامات والمطهرات وبعض الأدوية والفيتامينات من أجل رفع المناعة، فبعد أن كنا لا نرى الكمامات سوى فى المستشفيات يرتديها الطواقم الطبية خلال العمليات الجراحية، باتت الكمامات جزءًا أساسيًا من الاستخدام الحياتى اليومى، كما أصبح وجود المطهرات والفيتامينات ضروريًا فى الكثير من البيوت، وحتى فى حقائب يد السيدات وحقائب طلبة المدارس، وبَعدما كان ارتداء الكمامات خارج المستشفيات محصورًا بين مرضى حساسية الصدر، أصبحت فرضًا على الجميع بحُكم القانون الذى يفرض غرامة مالية على عدم ارتدائها فى الأماكن العامة.



شهدت الفترة الماضية توطين بعض الصناعات المرتبطة بأزمة كورونا، ومنها صناعة المكملات الغذائية والفيتامينات والكمامات، مما أدى إلى مضاعفة الصادرات خلال هذه الفترة.

كما انتشرت خدمات تقديم الرعاية الطبية المنزلية؛ خصوصًا مع الحالات التى لا تستطيع الانتقال إلى المستشفيات وتحتاج لرعاية طبية خاصة.

يقول الدكتور على عوف، رئيس شعبة الأدوية بالاتحاد العام للغرف التجارية: إن مصر قبل كورونا كانت تستورد %98 من الكمامات التى تحتاجها، ومع ظهور كورونا بدأت مصانع وخطوط إنتاج الكمامات فى مصر وأضحى التصنيع محليًا، بل يوجد فائض فى الإنتاج ونصدر كمامات مصرية إلى الخارج، وكذلك الأمر بالنسبة للمطهرات والمعقمات التى تتواجد بكميات كبيرة فى مصر ومتاحة فى كل مكان

توطين المكملات الغذائية 

ويؤكد الدكتور عوف، أن الصناعة الوطنية للمكملات الغذائية فى مصر كانت تعانى ما قبل كورونا؛ وذلك بسبب صعوبة تسجيلها، ولكن بعد كورونا، قامت هيئة سلامة الغذاء بدور كبير جدًا فى تسهيل إجراءات التسجيل وطبقت المعايير الدولية فى التسجيل؛ حيث إن إجراءات التسجيل التى كانت تستغرق 5 سنوات أصبحت تنتهى فى أسبوع، وذلك بداية من شهر يوليو 2020 حتى شهر ديسمبر من السنة نفسها، وبالتالى أصبح لدينا أكثر من 40 مستحضرًا لفيتامين سى، بالإضافة إلى عناصر مثل الزنك والحديد واللاكتوفيرين الذى تم إدراجه ضمن بروتوكول علاج  مصابى كورونا، فمصر اليوم لديها فائض فى المكملات ولديها الصناعات والاستثمارات بعد توطين صناعة المكملات الغذائية بعد تولى هيئة سلامة الغذاء هذا الملف.

أدوية أفرزتها كورونا 

ويشير الدكتور على عوف، إلى أن هناك منتجات أفرزتها كورونا أيضًا مثل الباراستامول وعائلته كالبانادول؛ حيث إنه لم يتم استخدامها كمسكنات رئيسية وكان يتم استخدام العائلات الأخرى، أيضًا أسيثرومايسن كان يتم استخدامه بشكل أقل قبل كورونا، لكن مع كورونا زاد استهلاكه وكذلك الكورتيزون زاد استخدامه حيث يتم استخدامه كعلاج لحالات كورونا التى تصيب الرئة.

ويضيف: إن مصر اليوم تصنع جميع الأدوية الخاصة بعلاج كورونا بلا استثناء حتى الدواء الذى تم الإعلان عنه منذ شهور أصبح الآن فى مصر ويتم تصنيعه صناعة وطنية، وتعد مصر الدولة الوحيدة فى إفريقيا والشرق الأوسط التى تصنع كل المنتجات الحديثة، ونتيجة لذلك زادت الصادرات من 300 مليون دولار إلى 600 مليون دولار.

اسطوانات الأكسچين 

فى السياق شهدت مصر خلال الفترة الأخيرة استهلاكًا كبيرًا جدًا لأسطوانات الأكسچين لمرضى كورونا وتدافع الناس لشراء الأنابيب بهدف التخزين تحسبًا لأى أزمة صحية؛ حيث إن بعض مصابى كورونا يفضلون العلاج بالمنزل؛ خصوصًا كبار السن.

يقول سيد محمود، مسئول مبيعات فى إحدى شركات تعبئة الأكسجين: لدينا موزعون فى كل محافظات مصر والأنابيب مستوردة وتتم التعبئة لدينا ونشرح للمشترى كيفية الاستخدام. 

ويضيف: أمارس هذه المهنة منذ عام 1996 ونبيع أنبوبة الأكسچين للتاجر بتكلفة 22 جنيهًا وللشركات والمستشفيات بتكلفة 30 جنيهًا بالإضافة إلى ضريبة المبيعات، لكن مع زيادة الطلب والمنافسين أصبح هناك تلاعب بالأسعار ويمكن أن يبيع التاجر الأسطوانة للمريض بـ 100 جنيه أو أكثر، لذلك أنصح بشراء الأسطوانات وتعبئتها فى المصانع نفسها حتى لا يقع أهل المريض ضحية التلاعب فى الأسعار ويضطرون للشراء لإنقاذ أرواح ذويهم.

الرعاية المنزلية 

كما ازدهرت الرعاية الصحية المنزلية فى ظل انتشار جائحة كورونا، ووفرت المستشفيات والأطباء الخدمة اللازمة للمرضى وهذا يعد تغيرًا جذريًا فى القطاع الصحى ويساعد المريض نفسيًا وجسديًا على التعافى بشكل أسرع وأكثر راحة.

ويقول الدكتور خالد الديب، أخصائى الأمراض الباطنية، مدير ومالك عيادات كير كلينك: منذ ست سنوات فكرت فى تقديم الخدمة الطبية بالمنازل فبدأت بالفعل مع طبيب أطفال وطبيب عظام وقمنا بإعلام الناس أننا سنقدم خدمات طبية منزلية، وبسبب الإقبال الشديد تم إنشاء عيادات كير كلينك للطوارئ ولتقديم خدمة الزيارات الطبية بالمنازل وأصبح هناك أكثر من طبيب فى التخصص الواحد، وبدأنا فى منطقة القاهرة الجديدة ثم مصر الجديدة ومدينة نصر ثم توسعنا وأصبحت خدمتنا تغطى القاهرة كلها، ومع تفشى فيروس كورونا زادت الطلبات لتقديم الرعاية الطبية فى المنازل وشكلنا فريقًا طبيًا متخصصًا لحالات كورونا .

ويضيف د.الديب: لا أنسى أول مكالمة استقبلناها لحالة كورونا وكانت عائلة كاملة من الهرم، كان قد تمكن منهم المرض فشعرت بالعجز وأنه يجب مساعدة مرضى كورونا، ومن هنا بدأت فكرة فريق كورونا وعملنا اللازم لهم فى العزل وأيضًا أجرينا الفحوصات والتحاليل وخلال أسبوعين تضاعفت الطلبات 50 ضعفًا وارتبط اسمنا بـ«كورونا» مع أننا نقدم جميع الخدمات الطبية، ونحن نستهدف من لا يستطيع الخروج من المنزل مثل كبار السن والأطفال ونتواجد لديهم خلال 30 دقيقة؛ حيث تهدف خدمتنا إلى تقليل معدل الدخول للمستشفيات لأصحاب الأمراض المزمنة وتوفير أماكن العلاج بالمستشفيات والطوارئ لمن هم فى حالة حرجة أو بحاجة للتدخل الجراحى.