أنجلينا جولى وجيسكا ألبا أشهر المصابات به الأنروكسيا.. ومن الريجيم ما قتل

جانا عزام
كثيرون يسعون للحصول على الوزن المثالى والتخلص من الوزن الزائد، ومنهم من يتبع الحمية الغذائية أو يمارس الرياضة، وأيضًا من يتناول بعض الأدوية، لكن كل شىء يزيد عن حده ينقلب إلى ضده؛ فالمبالغة فى فقد الوزن من الممكن أن تؤدى إلى مرض فقدان الشهية العصبى أو ما يعرف طبيًا باسم «أنروكسيا نيرڤوسا».
وفقًا لمستشفى «مايو كلينك» فإن فقدان الشهية العصبى، هو اضطراب الأكل الذى يَتَّسِم بفقدان الوزن غير الطبيعى، والخوف الزائد من اكتساب الوزن، والإدراك المشوَّه لوزن الجسم. يُولِى الأشخاص الذين لديهم فقدان الشهية اهتمامًا كبيرًا للتحكُّم فى وزنهم وشكلهم، وذلك ببذل الجهود الشديدة التى تتعارض بشكلٍ كبير مع حياتهم.
وعادةً ما يُحَدِّد الأشخاص الذين لديهم فقدان الشهية كمِّيَّة الطعام التى يتناولونها بشكل قاسٍ؛ لمنع زيادة الوزن، أو للاستمرار فى فَقْد الوزن. حيث إنهم قد يتحكَّمون فى مقدار ما يستهلكونه من سعرات حرارية عن طريق التقيُّؤ بعد تناوُل الطعام، أو عن طريق إساءة استخدام المليِّنات، أو مساعدات الأنظمة الغذائية أو مُدِرَّات البول أو الحقن الشرجية. وقد يُحاوِلون أيضًا إنقاص وزنهم من خلال ممارسة الرياضة بشكل مفرط. وبِغَضِّ النظر عما فقدوه من وزن، فهم لا يزالون فى خوف من اكتساب وزن زائد.
كما أن فقدان الشهية ليس مرضًا معنيًّا بالطعام فى الحقيقة. إنها وسيلة غير صحية، وفى أغلب الأحيان تكون مُهدِّدة للحياة؛ لمحاولة التغلُّب على المشاكل العاطفية. فعندما يُصاب المرء بفقدان الشهية، فغالبًا ما يساوى بين النحافة وتقدير الذات.
ويُمكِن أن يُسَيْطِر فقدان الشهية العصبى كغيره من اضطرابات الأكل الأخرى على الحياة، فيكون من الصعب جدًّا التغلُّب عليه. ولكن مع العلاج، يُمْكِنُكَ الإحساس بشعور أفضل مما أنتَ عليه، والعودة إلى عادات الأكل الصحية، والتخلُّص من المضاعفات الخطيرة لفقدان الشهية.
ومن أشهر الحالات التى أصيبت بهذا المرض، النجمة الأمريكية إنجلينا جولى، التى كانت تتبع عادات غذائية خاطئة أدت إلى إصابتها بالأنروكسيا، حتى وصل وزنها إلى 35 كيلوجرامًا، وأيضًا الممثلة جيسكا ألبا، التى عانت منه سابقًا بسبب خوفها من زيادة الوزن بشكل مبالغ فيه وامتنعت عن الطعام حتى أصبحت لا تشعر بالجوع، إلا أنها تغلبت على هذا المرض وعلى مخاوفها وأصبحت طبيعية.
وتقول إنجى علاء أم لفتاة مراهقة عمرها 17 عامًا: ابنتى تعانى من الأنروكسيا، وكانت تأكل ثمرة فاكهة واحدة فقط فى اليوم حتى لا تسمن وذلك من أجل أن تصبح مثل الممثلة المفضلة لديها، وهى الآن فى المستشفى، نتيجة أنها وصلت إلى مرحلة شديدة من هذا المرض وعدم إدراكها خطورته حتى أصبحت لا تشعر بالجوع أبدًا، وأنا لم أكن أتصور أن يصل بنا الحال إلى هذا الوضع، وأدركت أن للأهل دورًا كبيرًا فى الاهتمام بالتغذية السليمة، خاصة للمراهقات فى فترة تكوين أجسامهن.
تقليد المشاهير
ويصاب بهذا المرض الضحايا الحريصون على تقليد المشاهير للمحافظة على قوام نحيل جدًا بأى صورة، سواء باتباع الحميات القاسية، أو بإجراء العمليات التجميلية، لذلك فإن الغالبية العظمى من هذه الحالات بين الفتيات؛ حيث تصاب 5 إلى 10 من كل ألف فتاة مراهقة بهذا الاضطراب، كما تظهر بعض أعراض المرض وليس جميعها على نحو 50 من كل ألف فتاة مراهقة، ولا يوجد فرق فى نسبة الإصابة بين مختلف الطبقات الاجتماعية، إلا أنه ينتشر أكثر فى الدول المتقدمة، كما أن أكبر نسبة وفيات للمصابين بأمراض نفسية هم مصابو الـ «أنروكسيا».
تقول دكتورة ريهام العراقى إخصائية التغذية العلاجية والرياضيين: إن مريض الأنروكسيا، دائمًا لديه علاقة سيئة مع الطعام فهو يحدد الطعام الذى يمكنه تناوله ويقلل الكمية بشكل مبالغ فيها وأحيانًا يمتنع عن الطعام ويعمل مجهودًا مضاعفًا أثناء ممارسة الرياضة وذلك للاستمرار فى فقد الوزن، فهوس فقد الوزن يسيطر عليهم حتى ولو كان وزنه مثاليًا وليس بدينًا، والمريض لا يحدد رقمًا معينًا لفقد الوزن ولكن المهم أن يصبح نحيفًا من وجهة نظره.
أعراض الأنروكسيا
وتشير العراقى، إلى أن الأنروكسيا يؤثر على جسد ونفسية الشخص المصاب به بشكل كبير ويصبح يرسم صورة مشوهة عن جسده؛ حيث إن الحمية الغذائية تتحول إلى هوس النحافة المفرطة ويظهر عليه النحافة الشديدة لكن المريض يرى نفسه أنه شخص يعانى من فرط السمنة ويجب أن يصبح رشيقًا.
ويبدأ بفقد وزنه بشكل مبالغ فيه ويمتنع عن الطعام خوفًا من الزيادة ويقلص كميات الطعام التى يتناولها ويحدد كمية السعرات الحرارية ويتجنب الأطعمة الغنية بالدهون والسكريات ويضاعف مجهوده أثناء ممارسة الرياضة وأحيانًا يجبر نفسه على التقيؤ ويظهر على الوجه الشحوب والتقدم فى السن وقد يؤدى إلى الإغماء وانخفاض ضغط الدم وهبوط سرعة ضربات القلب، وأيضًا يؤدى سوء التغذية إلى تساقط الشعر وتكسير الأظافر، وشعور الشخص المريض بالبرد أكثر من غيره.
أمراض نفسية
وتضيف الدكتورة ريهام العراقى، أن العديد من الأشخاص يواجهون ظروفًا وضغوطًا حياتية صعبة قد تؤدى إلى الإصابة بالأنروكسيا، وأحيانًا تكون هناك علاقة سامة مع شخص يؤثر على الآخر بشكل سلبى فيتسبب بإصابته بالأنروكسيا، فمثلًا إذا كانت فتاة وزنها مثاليًا وخطيبها دائم النقد لشكلها ووزنها ويشعرها أنها بدينة ويجب أن تفقد الوزن، فإن ذلك يؤدى إلى اقتناع الفتاة بأنها بدينة فعلًا وتحتاج لإنقاص وزنها وقد يؤدى ذلك إلى الهوس وتصبح عقدة نفسية وينتهى بها الحال فى المستشفى.
أو أن يكون الشخص هو المؤذى لنفسه ويبرز عيوبه لنفسه دائمًا ويضع شكلًا معينًا للجسم هدفًا له وينكر أنه نحيف، ويرى أنه بحاجة لإنقاص الوزن فيصبح مريض الأنروكسيا مثل الهيكل العظمى وتضعف عضلات جسده ويجد صعوبة فى المشى ويعانى من أقل مجهود ولا يستطيع صعود الدرج حتى.
ويعانى الشخص المصاب بالأنروكسيا أو بفقدان الشهية العصبى دائمًا من الاكتئاب والحزن والشعور بالوحدة ويرى أن كل من حوله أعداؤه ويكره نفسه وينظر للحياة بتشاؤم وأيضًا يصعد الميزان لقياس وزنه أكثر من مرة فى الساعة ويصبح غير مرن فى تفكيره وفى تعاملاته اليومية.
خلطات التخسيس الوهمية
وتقول الدكتورة ريهام العراقى، إن إعلانات تنزيل 10 كيلو فى يومين والمشروب السحرى لإذابة الدهون وهم وخداع لأنه لا يوجد وصفة للحرق بتلك السرعة، وأحيانًا الصفحات التى تسعى للربح تقارن قبل وبعد، وتوهمك أنها بعد شهر والحقيقة تكون بعد 5 أو 6 أشهر، لأن المعدل الطبيعى للحرق من نصف كيلو إلى كيلوجرام فى الأسبوع، ومن المهم جدًا أن نزول الوزن يكون بشكل صحى ونظام غذائى معين حتى نتجنب حدوث أى مضاعفات.
العلاج
تؤكد الدكتورة ريهام العراقى، أن العلاج نفسى أولًا، لذا يجب أن نصل إلى الأسباب التى تسببت فى الأنروكسيا والاستماع إلى المريض ونتعرف على جذور المشكلة، فيعطيه الطبيب النفسى الطاقة الإيجابية ويتعامل مع مخاوفه ومشكلاته فى الثقة وتقبل الذات، ويقوم بتغيير السلوكيات غير العقلانية وتخيلاته عن الوزن المثالى، كما يقنعه بتقبل العلاج، فيبدأ أخصائى التغذية بتغيير بيئة الطعام ويضع خطة غذائية تحببه فى الطعام وشكله حتى يكتسب الوزن بشكل صحى وتعود إليه عافيته، ويمارس الرياضة لأنها تساعد على استعادة اللياقة وتحسين الصحة النفسية والتخلص من الطاقة السلبية.
وتنصح العراقى، أى شخص لديه مشكلة فى التغذية أن يذهب للطبيب المختص الذى يعطيه خطة غذائية صحيحة ومريحة له ولا تجعله مرهقًا أو متعبًا، لكن المهم أن يصبح باتباعها أكثر إنتاجية ونشاطًا وصحته النفسية والجسدية أفضل ولها نتائج جيدة، كما أن أى دواء أو عقار للتخسيس لا أنصح به إلا بعد الرجوع للطبيب لأنه يعرف مصدر الدواء ومكوناته وتأثيره على المريض، لأنه يعرف حالتك الصحية.