بعد سقوط سيارة نصف نقل فوق «معدية» فى المنوفية الرئيس السيسى يتابع عن كثب التطورات الخاصة بالحادث المأساوى توجيهات عاجلة للحكومة بتنفيذ كوبرى خاص لأهل منطقة أشمون

فى استجابة إنسانية سريعة أكدت مصادر رفيعة المستوى أنّ الرئيس عبدالفتاح السيسى كان يتابع عن كثب التطورات الخاصة بالحادث المأساوى الذى حدث بمدينة أشمون بمحافظة المنوفية. وفور علم الرئيس بالحادث، وجّه الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء بتنفيذ كوبرى خاص لأهل المنطقة للتسهيل على المواطنين والحيلولة دون تكرار مثل هذه الحوادث.

تعود قصة هذه الحادثة المأساوية عندما قامت سيارة نصف نقل محملة بـنحو 23 طفلاً و10 فتيات و13 صبيًا عائدين من مزرعة دواجن يعملون بها لجمع البيض، وأثناء صعود السيارة أعلى المعدية لم يتحكم قائدها فى الفرامل وسقطت من الجهة الأخرى لعدم اتزانها فوق «معدية» خاصة بفرع رشيد بمنطقة المناشى دائرة قسم منشأة القناطر، وكانت فى اتجاهها للبر الآخر باتجاه المنوفية ونتج عن ذلك مصرع 8 أشخاص وجار البحث عن ناجين آخرين من خلال جهود قوات الإنقاذ النهرى والتى تمشط قاع النيل فى تلك المنطقة.

حالة من الحزن سيطرت على أهالى قرية طليا التابعة لمركز أشمون بمحافظة المنوفية إثر مصرع 8 أفراد من قريتهم ونجاة آخرين فى حادث غرق سيارة نصف نقل كانت تقلهم عبر معدية نيلية فى رحلة إيابهم اليومية لمحل إقامتهم بقرية طليا بعد الانتهاء من العمل وهو جمع البيض بإحدى مزارع الدواجن بمحافظة الجيزة. 

وقد تمكن رجال الإنقاذ النهرى والضفادع البشرية من انتشال جثث 4 من الضحايا وصرحت النيابة بدفن جثامينهم بمقابر القرية بمسقط رأسهم، بينما تتوالى جهود البحث عن مفقودين إثر الحادث الأليم.

وقال شهود عيان، إن المجنى عليهم كانوا يتوجهون يوميًا عبر تلك المعدية من محل إقامتهم بمركز أشمون للانتقال لمحافظة الجيزة والعمل فى إحدى مزارع الدواجن وكانوا يبحثون عن لقمة عيشهم أملاً فى الحصول على أجرة يد تصل إلى 50 جنيهًا. 

ومن بين الضحايا زينب عبدالعزيز 17 سنة، وسعيد سعد الطنانى 13 سنة، حيث حكى لنا خال أحد الضحيتين والدموع تكاد تنفطر من عينيه عما حدث فى معدية منشأة القناطر والقطا قائلاً: «إن قلوبنا محروقة على أبن شقيقتى زينب عبدالعزيز وابن خالتها سعيد مسعد كانوا شغالين عمّال فى مزرعة فى الجبل، وأهاليهم حالتهم المادية صعبة وبيشتغلوا عشان يقدروا يعيشوا».

واستطرد قائلاً: أختى أم سعيد (إحدى الضحايا) اتجوزت وفضلت 14 سنة بدون إنجاب حتى أنجبت سعيد، وها هو سعيد سندها مات بعد ما شالت الرحم ومبقتش تقدر تخلف تانى، راح منها سندها».

وأكمل كلامه: «بنت أختى التانية زينب (إحدى الضحايا) عروس مخطوبة وفرحها بعد شهور، كانت بتشتغل عشان تعيش وتساعد أهلها فى جهازها، ولاد إخواتى راحوا ضحايا إهمال بنى أدمين والظروف الصعبة».

بينما حكى لنا أحد الناجين من الحادث أنه يخرج كل يوم ليذهب لعمله فى مزرعة الدواجن بطريق إسكندرية الصحراوى، وتأتى لنا عربية الشغل وترجعنا مرة أخرى بالليل مؤكدًا أننا نعانى من هذه المعدية لسنوات طويلة، فمنذ 10 سنوات تقريبًا حدثت كارثة كبيرة وغرقت 6 سيارات فى هذه المعدية المشئومة.

مطالبًا بإنشاء كوبرى بين المدينة والجيزة بمنطقة أبوغالب، خاصة أنه سوف يحد من الحوادث فى هذه المنطقة.

 

مشاركة الصيادين فى البحث عن الضحايا والناجين

شارك عدد من الصيادين فى عمليات البحث عن ضحايا، حيث ساهموا بقواربهم فى البحث عن جثث المفقودين وعن ناجين، لزيادة مساحة البحث بالمكان الذى شهد الحادث، وخلال مواصلة عمليات الفحص والبحث عن الناجين من الحادث، تم استخراج 14 عاملاً على قيد الحياة وتم إنقاذهم من قِبل رجال الإنقاذ النهرى المدعومين بـ«لنشات إنقاذ».

وقدم محافظ الجيزة العزاء لأسر المتوفين والتمنيات بالشفاء العاجل للمصابين، ووجه المحافظ وكيل وزارة الصحة بتقديم جميع أوجه العناية الطبية اللازمة للمصابين والاطمئنان على حالتهم حتى تماثلهم للشفاء.

وكلف المحافظ مديرية التضامن الاجتماعى بتقديم كل أوجه الدعم وسرعة صرف مساعدات عاجلة لأسر المتوفين.

تحريات الأمن

وكشفت تحريات الأجهزة الأمنية بالجيزة تفاصيل جديدة فى غرق سيارة ربع نقل سقطت من أعلى معدية بنهر النيل فى قرية القطا بمنشأة القناطر.

وأشارت التحريات إلى أن السيارة كانت تقل 23 طفلاً و10 فتيات و13 صبيًا عائدين من مزرعة دواجن يعملون بها لجمع البيض، وأثناء صعود السيارة أعلى المعدية لم يتحكم قائدها فى الفرامل وسقطت من الجهة الأخرى بالمياه.

وأضافت التحريات أن الأطفال من عزبة جمال الفرنساوى بقرية طاليا بالمنوفية، ويذهبون يوميًا للمزرعة فى السيارة التى تعود لإرجاعهم مرة أخرى لمنازلهم.

ألقت الأجهزة الأمنية، القبض على قائد السيارة النقل الغارقة فى المعدية ناحية قرية القطا بمنشأة القناطر بالجيزة، و3 من العاملين بالمعبر غير المرخص، وجارٍ ضبط مالكه، والمتسبب فى غرق اثنين من الضحايا الذين كانوا يستقلون السيارة، ونجاة 14 شخصًا، والبحث عن 7 ما زالوا مفقودين.

النيابة العامة

وأخطرت النيابة العامة، فى بيان لها، بغرق سيارة نقل كان على متنها 24 عاملاً، من بينهم أطفال وبالغين، فى مياه نهر النيل، ناحية قرية القطا بمنشأة القناطر، بعدما اختلت عجلة القيادة من يد السائق، أثناء عودتهم من إحدى المزارع التى كانوا يعملون بها.

معدية غير مرخصة

وأوضح البيان الصادر من النيابة العامة، أن سائق السيارة، كان يعبر «معدية»، غير مرخصة فوق مياه نهر النيل، وهو ما أدى إلى اختلال عجلة القيادة من يده ولم يستطع السيطرة عليها، ما أسفر عن وقوع الحادث، وغرق اثنين من مستقليها، وانتشال 14 شخصًا ما زالوا على قيد الحياة، وجار البحث عن باقى المفقودين.

وانتقلت النيابة العامة، لمكان الحادث لمعاينته ومناظرة الجثمانين، واستدعت النيابة العامة الناجين لسماع شهادتهم، وجارٍ استكمال التحقيقات، فى الواقعة للوقوف على ملابساتها كاملة، ولا تزال مجهودات فرق الإنقاذ النهرى على قدم وساق للعثور على الضحية السبعة التى لم يعثروا عليها حتى الآن.

طلب إحاطة بشأن حادث معدية منشأة القناطر

وذهبت الدكتورة هناء سرور، عضو مجلس النواب؛ بصحبة النائب صابر عبدالقوى، والنائب أحمد الشرانى، عضو مجلس الشيوخ، والنائب علاء ناجى، عضو مجلس النواب بمحافظة الجيزة، موقع حادث غرق السيارة وقدمت واجب العزاء والمواساة لأهالى عزبة التفتيش التابعة لمركز أشمون، مؤكدة أنه تم انتشال 6 جثث حتى الآن، بفضل جهود رجال الإنقاذ النهرى، وإنقاذ 14 آخرين، وجارى البحث عن مفقودين آخرين.

وتقدمت النائبة هناء سرور، بطلب إحاطة عاجل إلى الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، المهندس كامل الوزير، وزير النقل والمواصلات، الدكتور محمد عبدالعاطى، وزير الموارد المائية والرى، واللواء محمود شعراوى، وزير التنمية المحلية، بشأن تراخيص وضوابط وأمن وسلامة المعديات النهرية.

وطالبت بضرورة وقف جميع المعديات غير المرخصة، ووضع ضوابط صارمة لترخيص تلك المعديات، مما يحقق أمن وسلامة المواطنين والممتلكات مشيرة إلى ضرورة وجود تأمين على الحياة لصالح المواطنين عن طريق إحدى شركات التأمين الكبرى.