مى كرم جبر
البوصلة
1
أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسى عدة تصريحات مهمة خلال زيارته الأخيرة للصعيد، يمكن القول إنه لخص الأزمة المجتمعية فى الفترة ما قبل يناير ووضع لها العلاج المناسب.
2
لكن فى الحقيقة هو ليس مجرد علاج بل هو عملية جراحية معقدة لاستئصال معتقدات بالية من المجتمع رسخت ثقافة التنطع والتهاون بالمسئولية لما يقارب قرنا من الزمن.
3
إلى أن طفحت هذه المعتقدات صديدًا سامًا فى جسد الدولة خلال يناير.
4
المشكلة تلخصت فى احتكار الرفاهية والتنمية على مدن علية المجتمع، على حساب الصعيد والمناطق الحدودية والريفية.
5
حصلت قلة قليلة من المجتمع على دعم مادى للرفاهية وهذا أثر على مخصصات الدولة لتنمية قطاعات حيوية مثل الصحة والتعليم وكذلك عدم التوزيع العادل جغرافيًا للثروات ومردود تدويرها.
6
فاقتصرت التنمية ومردودها على شريحة واحدة وهى القريبة من قمة الهرم.
7
وهذا نوع من (التنطع بشياكة) حيث أصبح المستفيد من دعم البنزين والدولار يتأفف من رداءة معيشة المحرومين من دعم الصحة والصرف الصحى، ويا لها من بجاحة، فهم حرموا من أساسيات الحياة كى ينعم هو برفاهيتها!!
8
وتسللت حالة التنطع هذه إلى الشرائح الدنيا من المجتمع وظهرت فى صور عديدة منها الإنجاب المتكرر للأسرة الواحدة بغير قدرة مادية تكفل حياة كريمة للأبناء، وتفضيل المهن السهلة وهجر الصناعات المتوارثة فتحول غالبية الصنايعية المهرة إلى سائقى تكاتك، وكذلك هجر المزارعون الأراضى الزراعية وحولوها إلى أبنيه أسمنتية يتم تأجير وحداتها لتحقيق دخل عوضًا عن تعب الزراعة، يمكن القول إن كل عناصر وعوامل النمو الاقتصادى أصبحت فى خبر كان.
9
كل ما سبق وأكثر كان كفيلا بسقوط المجتمع نحو الهاوية كما حدث فى يناير، واستعادته تتطلب صداما مع منغصات تحولت بمرور الزمن إلى حقوق مكتسبة.
10
هل أدركت الآن عزيزى القارئ حجم المجهود الذى تبذله المؤسسات المختلفة بقيادة الرئيس السيسى لاستعادة نمط حياة الدولة كما يجب أن يكون؟! هل أدركت صعوبة العملية الجراحية؟!
