الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
وثائق كشــف أكاذيب الإخوان الباقورى يكشف جرائم التنظيم السرى

وثائق كشــف أكاذيب الإخوان الباقورى يكشف جرائم التنظيم السرى

الباقورى شهادة خاصة على جرائم تنظيم الإخوان السرى



فى العام 1988 نشر مركز الأهرام للترجمة والنشر كتاب «مجرد ذكريات» للشيخ أحمد حسن الباقورى وزير الأوقاف الأسبق، وقدَّم المركز بين يدى الكتاب بقوله : «قليلون هم الذين حظوا بالفرصة التى أتيحت للشيخ الباقوري، للمشاركة فى صنع الأحداث فى بلادهم، ففى مطلع شبابه لعب دورا بارزا فى ثورة الأزهر والأزهريين، مما جرَّ عليه السجن والفصل والتشريد، ثم انخرط فى حركة الإخوان المسلمين.

 واحتل فيها مكانا أثيرًا لدى مؤسسها حسن البنا، حتى إنه عهد إليه بأمر الجماعة عندما أحس بأنه محاصر، وعندما تفجرت  ثورة يوليو وتولى الوزارة فيها، لعب دورا مؤثرا فى التمكين لها فى الداخل والخارج، مما جعله من أقرب المقربين لعبدالناصر».

فى هذا الكتاب «مجرد ذكريات» يروى الباقورى أسرار وملابسات مشاركته فى هذه الحركات الثلاث، ويقف  فى هذا عند عام 1964،  وقد رأى مركز الأهرام للترجمة والنشر نشرها كما هي، دون أى محاولة لاستكمال ما عرض للمؤلف من أحداث  حتى وفاته فى أغسطس 1985، فذلك أقرب للحفاظ على أمانة العمل وأصالته. 

 قد لا تشغلك ولا تشغلنى  فى سياقنا هذا ما قاله  الشيخ الباقورى عن تفاصيل حياته، ولكننا سنتوقف عند ما ذكره عن الوجه العنيف للإخوان، وهو الوجه الذى كان يخفيه البنا عن تلميذه، محاولا تجميل نفسه وتجميل جماعته، لكنه اكتشفه بنفسه، وللأسف فعندما اكتشف الأمر لام التنظيم  السرى وحاول تبرئة إمامه، حتى لو كان ذلك باطلا. 

تحت عنوان «الإخوان  المسلمون يلجأون للعنف بعد إسقاط البنا فى الانتخابات»، يفضح الباقورى جانبا من سلوك الجماعة الإرهابية، من ناحيتين: 

 الناحية الأولى كذبها، فهى لا تتعامل مع سقوط البنا فى الانتخابات كحدث عادي، بل يروجون إلى أنه تم إسقاطه، للإشارة إلى أن هناك مؤامرة دائمة  على الجماعة  وقياداتها. 

 والناحية الثانية أنهم بعد أن يصدقوا الكذبة التى يروجون لها، يلجأون إلى استخدام العنف لتحقيق أهدافهم، وقد يكون الهدف الأول لهم بعد فشلهم هو أن يرهبوا خصومهم. 

 يقول الباقورى: «كان الإخوان المسلمون على كثرتهم فريقين:

فريقً تُطلق عليه كلمة «المحيط العام».

وفريق آخر تطلق عليه كلمة «النظام الخاص». 

 وكان النظام الخاص يحكمه الإعجاب بالنفس والاحتكام إلى التضحية والفداء، وكان المحيط العام محكوما بما يقرره مكتب الإرشاد، فكان إخوان «المحيط العام» معروفين بأعيانهم وأسمائهم واتجاهاتهم، لأنهم كانوا يخطبون ويكتبون ويتجوَّلون فى أرض الإسلام لا يخفى أمرهم على أحد ممن ينتسب إلى دعوة الإخوان المسلمين». 

 وأما النظام الخاص فلم يكن المنتسبون إليه معروفين إلا فى دائرة ضيقة، ولآحاد معروفين، وقد كان لهؤلاء اجتماعاتهم الخاصة بهم، وربما كانوا يعملون فى جهات مختلفة يجهل بعضها بعضًا جهلاً شديدًا».

 يقف بنا الباقورى عند جريمة النظام الخاص. يقول: «من سوء الحظ أن هذا النظام الخاص رأى أن ينتقم لإسقاط المرشد فى دائرة الانتخابات بدائرة الإسماعيلية، وكان من أشد المتحمسين لفكرة الانتقام هذه محام شاب يتمرن على المحاماة فى مكتب الأستاذ عبدالمقصود  متولي، الذى كان علما من أعلام الحزب الوطني، وهو المحامى الشاب محمود العيسوي».

«فما أن أعلنت حكومة الدكتور أحمد ماهر باشا الحرب على دول المحور لكى تتمكن مصر – بهذا الإعلان – من أن تمثل فى مؤتمر الصلح إذا انتصرت الديمقراطية على النازية والفاشية، راى النظام الخاص أن هذه  فرصة سنحت للانتقام من رئيس الحكومة، ووجه محمود العيسوى إلى الاعتداء على المرحوم أحمد ماهر باشا، فاعتدى عليه فى البرلمان بطلقات سلبته حياته التى وهبها لمصر منذ عرف الوطنية رحمه الله رحمة واسعة».

كاد الشيخ  الباقورى أن يدفع ثمن جريمة محمود العيسوى الإخوانى الذى كان مختبئا فى صفوف الحزب الوطني، ولذلك قصة يرويها بنفسه. 

يقول: «كان الشعب فى هذه الفترة  ضائقا بالحزبية والأحزاب، وكانت هناك جماعات من الشباب جمعت بينهم كراهية الاستعمار، فأرادوا أن يؤلفوا من بينهم جماعة تعتنق مذهبا سياسيا معتدلا بعيدا عن التطرف، وقد زارنى  أحد هؤلاء الوطنيين الصادقين وهو الأستاذ محمد المعلم – صاحب دار الشروق – واستعرضنا معا أسماء ذات  تاريخ معروف، وقيدت هذه الأسماء فى  كشف، وكان من بينهم المحامى  محمود العيسوي، والدكتور حسن نور الدين الوطنى القديم الذى زامل الزعيم سعد باشا زغلول فى معتقله فى جزيرة مالطة، وقد كان الرجل من أعضاء الحزب الوطنى الأقدمين، فظل متمسكا بربطة العنق  السوداء  حزنا على مصطفى كامل حتى لقى ربه».

«ويبدو أن البوليس السياسى – بعد مقتل أحمد ماهر باشا – قد عثر  على هذا الكشف فى مكتب الأستاذ عبدالمقصود متولي، وفيه هذه الأسماء فاعتقلوا أصحابها جميعا، وهم أحمد حسن الباقوري، والدكتور أيوب عامر، والدكتور حسن نور الدين، وجمال الشرقاوي، والدكتور نعمان  والدكتور البقري، وآخرون طال بنا العهد فنسينا أسماءهم، ولقد كان فى وجود اسمى فى قائمة من بينها محمود عيسوى دليلا على أننى شريك أو شبه شريك فى الاعتداء على أحمد ماهر باشا».

هنا يمكننا أن نمسك بمكرمة للشيخ أحمد حسن الباقورى. 

 فى كتاب «التأسلم السياسى – دراسة تحليلية لعوامل فشل الاستغلال السياسى للإسلام فى الماضى والحاضر» الذى أصدرته دار الإفتاء المصرية يمكننا أن نقرأ الآتى: «اعترف الشيخ الباقورى بأن الجماعة قد مارست العنف،  وكشف عن حقيقة تاريخية مهمة وهى أن جماعة الإخوان هى التى اغتالت الدكتور أحمد ماهر باشا فى 25 فبراير 1945، بعد أن ظل الاعتقاد السائد بين الدارسين والباحثين أن محمود العيسوى قاتل أحمد ماهر كان عضوا فى الحزب الوطنى وفعل ذلك، إلا أن شهادة الباقورى تفند تماما هذا القول، وتثبت أن العيسوى كان منخرطا فى التنظيم الخاص بشكل سري، لكنه اندسَّ فى الحزب الوطني».

ويستمر أحمد حسن الباقورى فى إدانة عنف الإخوان، يقول: «كنا وكان الناس معنا يسمعون عن نسف محلات شيكوريل بكل ما فيها من بضائع، ومن فيها من رجال ونساء وأطفال، فكنا نكذب أشد تكذيب هذه الكلمات  التى تجرى على ألسنة الناس، وكان سند تكذيبنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى نهيا صريحا عن قتل النساء والأطفال، كما تشير إلى ذلك خطبته الشريفة التى ترويها كتب السيرة، وفيها هذه الكلمات الصريحة التى لا تحتمل التأويل بوجه من الوجوه «لا تغلوا ولا تقطعوا شجرا مثمرا ولا تنحروا بهيمة إلا لمأكلة.. وستمرون بقوم ترهبوا فى الصوامع والديار، فاتركوهم وما تفرغوا له».

«فكيف يطيق المسلم أن يسمع عن نسف أكبر المحلات التجارية فى قلب مدينة القاهرة، وقد أبرزت الصحف أن من الذين نسفوا أطفالا كانوا يسيرون فى شارع فؤاد الأول، وأن من الذين نسفوا أيضا عرائس كن مع أهليهن يتجهزون لتحقيق آمالهن الغوالى فى مستقبل سعيد».

يقربنا الباقورى من النظام الخاص للجماعة الإرهابية، يقول: «لم يكن لى علم بالأنظمة السرية بوجه من الوجوه، ومبلغ علمى أن النظام الخاص الذى يسميه بعض الناس بالجهاز  السرى إنما أنشئ  لتدريب الراغبين فى  الجهاد عن طريق العمل الفدائى فى فلسطين أولا، ثم فى مصر ضد الاحتلال البريطانى لمنطقة قناة السويس».

 ورغم اعتراف الباقورى بأنه لم يكن يعرف الكثير عن التنظيم السري، لكنه يمدنا بملامح لوجه النظام الإرهابي، يقول: «ليس يجهل أهل الرأى من الإخوان أن أهم هذه المجموعات التى كانت تقوم بالتدريب فى جبل المقطم هى المجموعة التى كان يدربها المهندس سيد فايز الذى قتله النظام الخاص بعد أن انشق بعضهم على بعض، وقد كانت طريقة قتله تجافى المروءة والدين، وتبعث الأسى فى أنفس الذين يحترمون مولد رسول الله، ذلك أن  الذى قتله تحرى ذكرى المولد النبوى الشريف فبعث إليه فى بيته صندوقا من حلوى المولد، فلما حاول فتح الصندوق انفجر فى وجهه فقتله، وقتل أخاه الأصغر الذى كان يقف بجانبه، وقتل بنتا صغيرة كانت تسير فى الشارع  الذى يقع فيه مسكنه مع أسرته».

يصل بنا الباقورى إلى حادث السيارة الجيب.

القضية باختصار أنه فى 15نوفمبر 1948 قام عدد من أعضاء النظام الخاص بجماعة الإخوان الإرهابية بنقل أوراق خاصة بالنظام  وبعض الأسلحة والمتفجرات فى سيارة جيب من إحدى  الشقق بحى المحمدى إلى شقة أحد الإخوان بالعباسية، إلا أنه تم الاشتباه فى السيارة التى لم تكن تحمل أرقامًا، وتم القبض على أعضاء التنظيم والسيارة لينكشف بذلك النظام السرى للجماعة. 

 أدى هذا الحادث إلى إصدار محمود فهمى النقراشى رئيس الوزراء وقتها أمرًا عسكريًا بحل الجماعة واعتقال أعضائها وتأميم ممتلكاتها  وفصل موظفى الدولة والطلبة المنتمين لها، وهو الأمر الذى دفع النظام الخاص إلى أن يقرر اغتيال النقراشى.

يقول الباقورى: «بسقوط السيارة الجيب فى قبضة رجال الأمن انكشف  أمر النظام الخاص  بالإخوان المسلمين، انكشاف الحقائق التى لا سبيل إلى إنكارها، فاستولت الدهشة على النفوس، وفى مقدمة الذين استولت الدهشة عليهم بعض الأعضاء فى مكتب الإرشاد والهيئة التأسيسية فراحوا يناقشون أمر  النظام ويتساءلون عن قيامه فى حركة الجماعة، فيقولون: هل تحتاج الحركة فى تحقيق أهدافها إلى قنبلة ومسدس؟ أو تحتاج إلى علم وثقافة ؟ ثم هل هى فى حاجة إلى من يحميها من خصومها وأعدائها؟».

 يتعامل الشيخ الباقورى مع حسن البنا برومانسية شديدة، ولذلك تراه يبرئه من جرائم النظام الخاص، يقول: «أصرت قيادة النظام الخاص بزعامة عبدالرحمن السندى على بقاء النظام على الرغم من انحداره إلى تصرفات ضارة، وحوادث فاجعة ارتكبها النظام دون الرجوع إلى الأستاذ البنا الذى كان هو  وحده المسئول أمام الرأى العام، وأمام جميع الإخوان عن كل ما يأتيه النظام، ولذلك رأى أن ينحى السندى عن رياسة النظام لولا تتابع الأحداث المؤسفة تتابعا شغله عما يريد».

 ويكشف الباقورى فصلا  آخر من فصول عنف الإخوان، أعتقد أن أحدا لم يسبقه إليه. يقول: «ذات يوم جاءنى بعض الإخوة فى حلوان،  وأبلغونى رغبة جماعة منهم يريدون أن يعرفوا الرأى الصواب فى الثأر لحسن البنا، ثم ذكروا فى حماسة الشباب أن الذى يكافئ حسن البنا لا ينبغى أن يكون إلا الملك فاروق، ثم طلبوا أن أستعين على تكوين الرأى العام بأشخاص ثلاثة: الأستاذ الهضيبى والأستاذ محب الدين الخطيب والحاج أمين الحسينى مفتى فلسطين، وأذكر أننى وافقتهم على الاستعانة بمعرفة آراء الثلاثة المذكورين فى مشروعية الاغتيال».

 ذهب الباقورى إلى محب الدين الخطيب، وسأله عن رأيه، فأجابه  قائلا: «هذه الأعمال البلقانية هى شر ما أصيب به المجتمع الإسلامي». 

 وهو يشير بكلمة «البلقانية» إلى سلوك السلطان عبدالحميد الذى كان معروفا باغتيال خصومه، وجميع من يرتاب فى أمرهم، ولو كانوا من أقرب أقربائه. 

 قابل الباقورى بعد ذلك أمين الحسيني،  فأنكر اقتران فكرة الاغتيال بفكرة الإصلاح فى الإسلام، وكان من بين ما قاله للباقورى: «إننى أتحدث إليك وإلى الإخوان المسلمين فى غاية الصراحة والوضوح، فإياكم وسفك الدماء».

 أما الهضيبى فكان حريصًا أشد الحرص فى إبداء رأيه، حيث قال للباقورى: «أنا لا أحب لدعوة الإخوان المسلمين إلا أن تكون دعوة تربية على احترام العدل بعيدا عن الخوض فى الدماء».

 وقد تعتقد بذلك أن الجماعة بريئة، أو أن أعضاءها تراجعوا عما قرروه. 

 يقول الباقورى مستكملا حكايته: «جاءنى الإخوة الذين كلفونى بحث هذا الموضوع فأخبرتهم بما قال الثلاثة الذين اقترحوهم وطلبوا رأيهم، ولكنهم لم يقتنعوا كما اقتنعت، فأخذوا يدبرون أمرا يُفضى إلى اغتيال حامد جودة رئيس مجلس النواب وإبراهيم عبدالهادى رئيس مجلس الوزراء، ولم ينجحوا فيما أرادوا».

 الغريب فى شهادة الباقورى أنه يعود مرة أخرى إلى هذه الواقعة، وفى روايته الثانية نلمح بعضا من التناقض. يقول: «كان على أن أجتمع بالإخوة لأبلغهم نتيجة اتصالاتى بمن اقترحوهم، فلما اجتمعنا فى شهر أبريل 1949 فى الميعاد والمكان، ذكرت لهم ما عرفت بغير زيادة أو نقصان.

ورغم أن الباقورى فى روايته الأولى يشير إلى أن من سألوه الرأى فى الثأر لحسن البنا لم يقتنعوا  بما اقتنع به، فإنه فى روايته الثانية يقول: «ومبلغ علمى أنهم قد اقتنعوا بما قلت، لأن  شعورنا بالمحن كان واحدا، ومعارفنا عن الفتن كانت ماثلة بين أعيننا حتى خيل إلى أننا عدنا بذاكرتنا إلى اللحظة التى روت أنباءها الصحف  فى الداخل والخارج، إذ كان قد شاع بين الناس عامتهم وخاصتهم أن الأخ  الذى كلف أن يغتال النقراشى رفض أن يقدم على ما طلب  منه إلا إذا قابل  الشيخ سيد سابق فى جلسة خاصة».

قد يكون التناقض الذى وقع فيه الشيخ الباقورى بسبب الذاكرة التى تآكلت مع الأيام، وربما بسبب رغبة كان تغلبه فى أن يبرئ جماعة إرهابية من جرائمها، رغم أنه كان يعرف جيدا أنها أتت من الجرائم ما يأباه الدين وترفضه الإنسانية. 

رواية الباقورى المرتبكة لا تمنعنا من أن نستمع إليه وهو يتحدث عما جرى لسيد سابق الذى نعرفه بأنه «مفتى الدماء». يقول الباقورى: «ذكرت الصحف يومئذ عن الشيخ سيد سابق أنه قال لعبد المجيد أحمد حسن الذى قتل النقراشى «يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون». ومن هنا أطلقوا على الشيخ الفقيه «مفتى الدماء»، ولعل الإخوة لم يستبعدوا إلى جانب ذلك أن الشيخ الفقيه كان له رأى أيضا فى جميع الأحداث التى اتسمت بالعنف، وفى طليعتها حادث نسف محكمة الاستئناف الذى وصف حسن البنا مرتكبيه بأنهم «ليسوا إخواننا وليسوا مسلمين».

وهنا يثبت الباقورى واقعتين. يقول عن الأولى: «بذل البوليس جهدا عنيفا  فى العثور على الشيخ سيد سابق حتى عثر عليه مصادفة بمنزله فى  ميدان الأوبرا بالقاهرة، فلما علم بذلك إبراهيم عبدالهادى باشا رئيس الوزراء، أراد أن يرى  مفتى الدماء، لما رآه وجده رجلا ضئيل الجسم  لا تدل سماته على حقيقة شخصيته وصرامة إرادته، فقال لمن حوله: ما كنت أظن أن هذا الرجل له علاقة بالدم، فإنه ليخيل إلى من يراه أنه لا يحتمل أن يرى فرخة تذبح بين عينيه، ولكن لله فى خلقه شئون».

ويقول عن الثانية: «اندفع المسجونون فى قضية اغتيال النقراشى أنهم بمنطق المرشد «لا هم  إخوان ولا هم مسلمون»، واعترفوا بما يكاد يكون انتقاما من المرشد نفسه، فذكر عبدالمجيد أحمد حسن قاتل النقراشى أن من أعضاء النظام الخاص ضابطا فى منصب مرموق فى وزارة الداخلية، وذلك الضابط هو أحمد فؤاد  الذى كان فى النظام الخاص بالإخوان، وقد حاول الهرب لما انكشف أمره فطاردته الشرطة حتى قتل فى هذه المطاردة».

 لقد أشفقت كثيرا على الشيخ أحمد حسن الباقورى وأنا أقرأ شهادته على الجماعة، سطوره تشى بأنه كان مطلعا على ما اقترفه الإخوان فى حق الإسلام وحق الوطن، ومع ذلك كان يعمل جاهدا ليستر عورتها، ويدافع عنها،  لكن جرم الإخوان جعله يفشل تماما  فى الدفاع عنهم، ولذلك جاءت دفوعه متهافتة، ولا يبقي منها بالنسبة إلينا إلا ما أثبته من وقائع تؤكد أن الجماعة إرهابية ما في ذلك شك.. وأنها كانت تخاصم الدين والإنسانية طوال الوقت.