الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
الحقيقة مبدأ.. تزييف الوعى.. أم الفتــن!

الحقيقة مبدأ.. تزييف الوعى.. أم الفتــن!

أعتقد أن من أهم الأمور التى تواجه مصر فى الجمهورية الجديدة، هو قضية تزييف الوعى، عن طريق تشويه الحقائق ونشر الشائعات والأفكار المغلوطة وإثارة الفتن بين عناصر الشعب المصرى؛ ذلك بمحاولات عديدة لتفكيك لُحمته وكسر إرادته، منذ سنوات وهذه المحاولات ما تبوء دائمًا بالفشل.



 

لذلك نستطيع أن نقول إن وحدتنا الوطنية هى عماد دولتنا عبر العصور، وإن النسيج الاجتماعى المصرى عَصِىٌّ على التمزيق والتفريق؛ حيث إن الشعب المصرى جَبُلَ دائمًا على التوحُّد مع بعضهم البعض، وإنه منهج حياة عاشها المصرى منذ القدم، يترسخ داخله احترام الآخر، إلاّ أن وبين وقت وآخر تخرج علينا بعض الإساءات للغير، يتكرر أمامنا الحدث نفسه بالسيناريو ذاته وتتكرر فى الوقت نفسه ردود الأفعال نفسها من فوضى وإساءة للغير دون الانتباه إلى فداحة وخطورة وخسارة ما نقوم به، هذه الاستدعاءات مرّت علينا من قبل وذهبت فى طى النسيان، لم ينتبه لها أحد، إلا أن أهل الشر، أخوة الشياطين يسعون دائمًا لتأجيج المَشاعر وبث سموم البغضاء بالإضافة إلى إحماء النيران؛ كيدًا وتضليلاً وتحريضًا والسعى إلى الفتن والشحناء والضراء حتى يعم الخراب بعد الإعمار، والفوضى بعد الأمان، والغضب بعد الرضا، والكراهية بعد الود.. هذا هو سُنّة وسلوك من يريد لمصر وقف النماء والإنماء، هدفهم نثر بذور الفتن والشقاق لتآكل المجتمع كالسرطان الذى يتسلل للجسد ويُفشل أعضاءه، وكالآفة التى تصيب الزرع فتقضى عليه، هذه الكراهية وبث الفتن التى يبثها الظلاميون والمُكفرون الإرهابيون.

يثيرون العامّة بخلط الحق بالباطل، بمحاولة رفع الثقة عن كل شىء يبعث على الاستقرار والطمأنينة، سواء أكان الدين أو الوطن أو الأسرة أو المؤسّسات الدينية أو الدولة أو المسئولين أو علماء الدين ورجاله.. ذلك بترويج الشائعات وبث الفتن، التى يتقبلها البعض من البسطاء، أمّا نزعها من عقولهم فهو الأصعب، لما رسخ فيه من خزعبلات وجهالة ودمامة، ذلك بفضل الاستخدام السيئ لوسائل الإعلام المغرض ووسائل التواصل الاجتماعى وإسهامه فى خلط الحق بالباطل والإيمان بالتكفير.

المسائل الأكثر فاعلية فى عالمنا الحديث هى استعمال التكنولوچيا الحديثة فى بث الفتن والشائعات وإشاعة الفوضى التى أطلقوا عليها كذبًا وبهتانًا بأنها فوضى خلاقة، وهى فوضى مدمرة للشعوب لأنها أكثر فتكًا وتأثيرًا من وسائل الحروب القديمة، وهو ما ذكره وحذر منه مرارًا الرئيس عبدالفتاح السيسى، هذه الأساليب وسائل حروب الجيل الرابع والخامس وهى الأكثر فتكًا.. إن استعادة أشياء قديمة لإثارة العواطف واستنفار المَشاعر الدينية مُثل فى الحديث القديم عن القمص السابق بالكنيسة القبطية زكريا بطرس، وكان السبب فى شلحه من الكنيسة، وانقطاع صلته بها منذ 2003، وأكدت الكنيسة أنه كان كاهنًا فيها ثم قطعت علاقته بها لأنه كان يقدم تعليمًا فى مصر لا يتوافق مع العقيدة الأرثوذكسية.. وتم وقفه ثم اعتذر وتم نقله إلى أستراليا، ثم المملكة المتحدة، ثم تجاوز كعادته واستمر فى طريقته المخالفة للعقيدة حتى تم طرده وشلحه من الكنيسة، ولم يعد له علاقة بمصر ولا بالكنيسة، وذلك فى عهد البابا شنودة، هذا الزنديق قام بسب النبى محمد «صلى الله عليه وسلم» وكان هذا بفيديو منذ 11 عامًا، هذا الفيديو القديم الحديث الذى ظهر هذه الأيام يجعلنا أمام تساؤلات كثيرة، أهمها لماذا ظهر هذا الفيديو هذه الأيام بالتحديد؟ ومَن المستفيد من استدعائه من الماضى؟ ولماذا تحديدًا بعد أيام قليلة من انعقاد المؤتمر العاشر لبيت العائلة المصرية؟ وبوجود أكبر رأسين للديانتين الإسلامية والمسيحية وهما الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وقداسة البابا تواضرس رأس الكنيسة الأرثوذكسية، واللذان أبديا حرصهما على احترام جميع الأديان السماوية، ونبذ الطائفية وقبول الآخر، ولأن الكنيسة المصرية لا تقبل بين صفوفها من يشتم أو يسيئ إلى نبينا الكريم «صلى الله عليه وسلم» بادرت بطريركية الأقباط الأرثوذكس بإصدار بيان موقّع عليه من قداسة البابا تواضرس يدين ويندد بهذا الفيديو «القديم- الحديث بالاستدعاء» الذى صدر مننذ 11 عامًا.

إن ما حدث هذه الأيام وبالسيناريو نفسه يجعلنا نرصد محاولات إثارة الفتن والفوضى كلما اقترب شهر يناير وما ارتبط به من أحداث كادت تؤدى إلى ضياع الدولة فى 28 يناير 2011، إلا أن يقظة الشعب ورجال دولة البواسل من القوات المسلحة تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى؛ حيث تحمَّل حينها مسئولية اتخاذ الكثير من القرارات المصيرية التى أنقذ بها البلاد من براثن ذلك التنظيم الإخوانى الإرهابى، الذى حاول فى هذا اليوم 28 يناير أن يتحول إلى حرب أهلية، فبث الفتنة والإشاعات والفوضى وقتل الأبرياء من شباب أراد أن يعيش حياة كريمة، خرجوا فى مظاهرات سلمية شارك فيها الشعب المصرى بعنصريه مسلمين ومسيحيين، إلى أن نزل أعضاء جماعة إخوان الشر ليركبوا على أكتاف من قاموا بها وبثوا سمومهم كالثعابين والعقارب داخل صفوف الثوار الحقيقيين، بثوا الفوضى والفتنة وقاموا بعمليات قتل مشبوهة مثل ما حدث فى مذبحة ماسبيرو وإلقاء الاتهامات على الجيش ورجاله البواسل، إلا أن مخططاتهم الشيطانية فشلت.. ظن هؤلاء الإرهابيون أنهم نجحوا بكوادرهم وجماعتهم من طيور الظلام، إلا أن الله وحُماة وطننا الحبيب أنقذوا الوطن والعباد من براثن ذلك التنظيم الإرهابى الذى عاث فى الأرض فسادًا وترويعًا وإرهابًا.

 جاءت ثورة 30 يونيو عام 2013 لتنقذ مصر بعنصريها من هذا الوباء، هؤلاء هم القوى الظلامية التى تنزل شيوخها وأمراءها ومرشدهم منزلة القرآن الكريم جهلاً ومحقًا، أكثر شباب تلك الجماعة الإرهابية تجعل كلام مرشدهم وأقواله فوق كل اعتبار ويعطونه منزلة التقديس، هؤلاء أتوا برئيسهم الإخوانى ويحضرنا كلام عائشة الشاطر بأقوالها فى تحقيقات النيابة العامة عن رئيسهم مرسى، قالت عنه إن أداءه أثناء فترة توليه الرئاسة كان ضعيفًا، ولم ينجح فى إدارة البلاد لأسباب كثيرة، منها عدم اقتناع الناس بشخصيته ولا بلغة خطاباته التى لم تكن مناسبة لعامة الشعب، هذا ما أدلت به عائشة الشاطئ ابنة ثانى أهم رجل فى التنظيم الإخوانى الإرهابى الراعى بث الفتن وشق الصف واللحمة المصرية.

تلك المحاولات تصطدم دائمًا باصطفاف المصريين ووعيهم ليقفوا أمام تلك المحاولات الفاشلة فى كسر إرادة المصريين ومحاولة شق صفهم.. تلك المحاولات تتحطم على صخرة  وعى المصريين وحبهم لبعضهم البعض وبالتعايش المشترك وقبول الآخر، أيًا كانت ديانته، الأمثلة كثيرة لهذا الحب والتسامح ومحبة الوطن وأرضه وناسه، منهم مكرم عبيد باشا المسيحى الديانة والذى عبّر عن حبه لوطنه وتآخيه مع أخيه المسلم الذى قال أقوالاً مأثورة فى هذا الحب سجلت فى تاريخ هذه الأمّة قال مكرم عبيد: «إن مصر ليس وطن نعيش فيه بل وطن يعيش فينا»، وقال: «اللهم يارب المسلمين والنصارَى اجعلنا نحن المسلمين لك وللوطن أنصار، نحن نصارَى لك وللوطن مسلمين»، هناك أشخاص آخرون يدينون باليهودية إلا أنهم مصريون حتى النخاع، خُلقوا على هذه الأرض وذابوا فيها حبًا ووفاءً ومَحبة للجميع، أذكر منهم يوسف درويش الذى رفض الهجرة إلى الخارج وتحمّل الاعتقال فى سجن بلده، هذا الرجل كان مُعلمه الذى جلبه أبوه له ليعلمه العربية كان شيخًا أزهريًا والذى قام بتعليمه الإنجليزى كان مسيحيًا، رفض الكيان الصهيونى، وأدانه، مات ودُفن يوسف درويش فى تراب وطنه الذى لم يكن له وطن غيره، كذلك شحاتة هارون وأطاوى باشا اليهودى الديانة الذى شارك فى إنشاء وتأسيس بنك مصر والبنك الأهلى المصرى.

الأمثلة كثيرة من هؤلاء هذا لأنهم شركاء فى هذا الوطن يعيشون بالمَحبة والتآخى والسلام فى تناغم غير مسبوق، علينا مواجهة الأيديولوچيات المتطرفة بتعزيز قيم التسامح والتعايش؛ وذلك بإيقاظ الوعى لدى المواطنين.. وتحيا مصر.