الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

نواصل كشف مشروع الإسلام السياسى الوهمى: «الانشقاقات وهروب أبناء القيادات دليل موت» الإخوان

تظل العلاقة داخل تنظيم الإخوان الإرهابى هى علاقة نفعية بالأساس تقوم على السمع والطاعة فقط دون منح الأعضاء المضحوك عليهم أى فرصة حتى لإعمال العقل.. فضلا عن الاستغلال الأعمى لمنتسبى التنظيم وإذا ما فكر أحد الأعضاء أيا كان موقعه فى الخروج عن أمر القيادات يكون مصيره الطرد أو الانشقاق عن التنظيم.. وما حدث مؤخرا بين محمود حسين وإبراهيم منير هو صراع على الزعامة ومحاولة لفرض سيطرة كل منهما على الآخر بحثا عن كرسى مرشد التنظيم أو ما بقى منه.



 

تاريخ الصراعات على زعامة التنظيم تاريخ طويل بدأ منذ نشأة الجماعة منذ أكثر من 90 عاما ارتبط بفضائح أخلاقية وجرائم قتل وخيانة بين أعضاء التنظيم الذى يؤكد التاريخ أن كل من دخل فيه لم يعلم خفاياه ولا حتى هدفه الحقيقى بعيدا عن ستار الدين.. لذلك يبلغ عدد الذين تركوا جماعة الإخوان أكثر عددا من أعضاء التنظيم الحالى، الآلاف تركوها دون أن يعلنوا ذلك والقليل أعلنوا ووقفوا موقف العداء منها ومن أفكارها بعد أن انكشفت الحقيقية أمامهم خاصة أن عددا كبيرا منهم كانوا فى مناصب قيادية أى أمامهم الحقائق كاملة

لعل الخلاف الأول كان حول توجه الجماعة ووطنيتها فى الوقت الذى كانت البلاد ترفض الاحتلال البريطانى ارتمى البنا فى أحضان الاحتلال بل قبل منهم تبرعا من شركة قناة السويس فضلا عن قضية الجهاد والسفر لفلسطين التى رآها بعض الأعضاء فى حكم الواجب ونشب الخلاف بين الأعضاء المؤسسين وحسن البنا انتهى بانشقاقهم عام 1940 وأسسوا حركة «شباب محمد».

لعل المثال الأبرز فى حقيقة توجه الجماعة ومشروعها الوهمى سياسيا ودينيا هو «أحمد السكرى» أحد مؤسسسى التنظيم والذى وصل لمنصب وكيل المرشد حسن البنا حيث أدرك مبكرا حقيقة الفكرة وحقيقة المؤسس حيث شن هجوما وفقا لرواية الإخوان أنفسهم - على البنا فى جريدتى «صوت الأمة» و«الكتلة».. حيث نشر السكرى 24 مقالًا فى «صوت الأمة» تحت عنوان «كيف انزلق البنا بدعوة الإخوان؟» اتهم فيها البنا بالعمالة لتنظيمات واتصالات بشخصيات أجنبية والمتاجرة بقضية فلسطين فضلا عن الاستبداد فى اتخاذ القرار فقررت الهيئة التأسيسية للإخوان المسلمين توجيه اللوم إليه وإعفاءه من عضوية الجماعة ليؤسس جمعية «الإخوان المجاهدون الأحرار» وقبل وفاته تعرض لأكبر عملية تشويه وإهانة. 

لعل أبرز قص الانشقاقات فى تاريخ الجماعة هو عبدالرحمن السندى أو «أمير الدم» مؤسس التنظيم السرى وذراع البنا العسكرية التى كانت تقتل كل من يقف فى وجه البنا وليس فى وجه التنظيم.. حيث تحول السندى من رجل الجماعة القوى إلى شوكة فى ظهر الجماعة وكشف قيادتهم وعدد من أعضاء التنظيم الخاص ووقف مع الدولة المصرية والرئيس جمال عبدالناصر فى وجه الإخوان.

«الجماعة قبل الدولة» هذا ما ينطبق على ما جرى مع الشيخ أحمد حسن الباقورى وزير الأوقاف فى أول حكومة بعد ثورة 23 يوليو1952وكان وقتها عضوا بمكتب إرشاد الجماعة ومن الأسماء المرشحة لتولى منصب المرشد لكنه رفض أن يستقيل من الوزارة كما طلب منه مرشدها حسن الهضيبى بعد رفض الجماعة المشاركة فى الوزارة فما كان منه إلا قدم استقالته من كل مناصبه بالتنظيم.. وتحول بعدها لأشد معارضى الجماعة وله عشرات الخطب التى تهاجم التنظيم ومشروعه الوهمى.

يعد الدكتور الراحل عبدالعزيز كامل نائب رئيس الوزراء للشئون الدينية ووزير الأوقاف وشئون الأزهر الأسبق من أبرز الخارجين على الإخوان، وهو من كان يسميه الشيخ حسن البنا ابن الدعوة البكر، وكان مسئولا عن قسم الأسر وكان عضوا بالتنظيم الخاص وذكر فى مذكراته التى طبعت بعد وفاته عن وجود علاقات بين الجماعة الإسلامية التى كان يرأسها أبو الأعلى المودودى فى باكستان والإخوان، وأن المودودى سعى إلى ضرورة التنسيق بينه وبين الإخوان فى طرق العمل.

وتناول عبدالعزيز كامل فكر البنا مؤكدًا أنه لم يؤمن بمبدأ الشورى، وأن الشورى عنده غير ملزمة للإمام، وإنما هى معلمة فقط، وقد كتب البنا هذا الرأى ودافع عنه ولم يتحول عنه، بل سرى هذا الفكر إلى من حوله فى أواخر الثلاثينيات، وهى السنوات الأولى لكامل فى الإخوان، حيث كان يسمع كثيرًا كلمة بالأمر رغم أنها كلمة عسكرية، ولهذا لا يجد عضو الإخوان من يناقشه إذا كلفه رئيسه المباشر بأى أوامر بل ينبغى أن يكون هذا محل تسليم.

كل هذه الأسماء وغيرها من قيادات الجماعة تركتها عندما اكتشفت حقيقتها وحقيقة برنامجها الوهمى وطريقة التفكير والإدارة داخل أروقة التنظيم السرى. فضلا عن قيادات أخرى مثل ثروت الخرباوى ومختار نوح تركت الجماعة وكشفت ما يدور داخلها وتحولت إلى داعمين للدولة بمشروعها الوطنى الجامع دون تمييز ودون فكرة أفضلية السياسية أو الدينية.

نقطة أخرى تنسف مشروع الإسلام السياسى الوهمى وفكر الإخوان وقادتهم وأن هدفهم الأساسى هو الشباب بعد عملية غسيل دماغ سياسية تحت غطاء الدين لتحقيق أهداف قيادات الجماعة والعمل على تحقيق مشروع وهمى منذ عام 1028 لم يحقق شيئا سوى التضحية بأتباعه ليظل القادة فى مقاعدهم.. إذا كان هذا مشروعا حقيقيا أين أبناء وأسر قادة الإخوان من الانضمام للمشروع الذى يروجون له.

تاريخيا لم ينضم من أنباء قادة الإخوان إلى التنظيم لتحقيق هدف الأباء المؤسسين بل كان القادة يرسلون أبناءهم للتعليم فى الجامعات والمدارس الأجنبية ويدفعون بأعضاء التنظيم لتنفيذ المخططات المسمومة.

يبدو قرب ابناء قادة التنظيم من مطبخ صنع القرار جعل الصورة أكثر وضوحا من هدف التنظيم وحقيقة برنامجه الوهمى سببا رئيسيا فى الابتعاد خاصة أنهم تكشفوا حقيقة الأمر ولم ينخدعوا فى المسحة الدينية.

قائمة أبناء قيادات الإخوان الذين هربوا من نار الإخوان طويلة وعلى رأسها أبناء المرشدين السابقين الذين فضلوا العمل بعيدا عن الجماعة تماما فأبناء مصطفى مشهور لم ينضموا للتنظيم وكذلك الأمر بالنسبة لأبناء مأمون الهضيبى.

نفس الحال تكرر مع أبناء المرشد السابق محمد مهدى عاكف فبعد حياة الخليج المترفة لم يدخل أبناء المرشد فى التنظيم وفضلوا العمل بعيدا عن الاتهام بالانتماء للجماعة.

إذا كان هذا هو الحال بالنسبة للمرشدين وفشلهم فى إقناع أبنائهم فى الدخول فى الجماعة التى يحتلون قيادتها فإن الأمر تكرر مع قيادات كبيرة منها أبناء إسماعيل الهضيبى القيادى السابق فى الجماعة الذى تخرج أبناؤه فى الجامعة الأمريكية ولم يكن لهم أى نشاط أو موقع إخوانى على الإطلاق.

جابر رزق أحد قيادات الرعيل الأول للجماعة والمسئول الأول عن مجلة «الدعوة» الناطقة باسم الإخوان ومحررها الأول وصاحب معاركها الشهيرة مع الدولة فى أواخر السبعينيات من القرن الماضى رفض ابنه أفكار الجماعة ولم يستطع جابر رزق رغم ثقله فى الجماعة وكلمته المسموعة لدى الجميع فى إقناعه بأن يخلع خاتم الذهب الذى يرتديه. 

 محمد بشر عضو مكتب الإرشاد والأمين العام لنقابة المهندسين هرب ابنه من نار الجماعة ولم يستجب لإلحاح والده لاعتناق أفكارها، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بين بشر وابنه الذى استمر فى تمرده بل شارك مجموعة حزب الوسط والمعروف موقف الجماعة العدائى منها فى برنامجهم.

وتطول قائمة أبناء قيادات الإخوان الهاربين من أفكار الجماعة حيث فشل مفتى الجماعة محمد عبدالله الخطيب فى إقناع أبنائه بدخول جنة الإخوان الذين أصروا على الرفض وعاشوا فى دول الخليج فترة طويلة.

أيضا ابن القيادى الإخوانى «محمود شكرى» رفض الانضمام للإخوان بعد أن عرف فكرهم وعاش معهم بعد أحداث 1965 حيث تم حبسه مع والده لمدة ست سنوات، كان وقتها أصغر المسجونين من  أبناء الإخوان الهاربين من نار الجماعة تؤكد ازدواجية مبادئ التنظيم حيث إن مبدأ السمع والطاعة الذى ينفذ على أعضاء التنظيم لم يطبق على أبناء الإخوان أنفسهم حيث تنادى الجماعة بتجنيد أعضاء جدد فى الوقت الذى يفشل قادتها بل مرشدوها فى إقناع أبنائهم فى الانضمام للجماعة للدفاع عن مشروعها الوهمى.

لم يتوقف التنظيم الإرهابى عن المتاجرة بكل شىء بداية من الوطن مرورا بأعضائه لمواصلة نغمة المظلومية لتحقيق أى مكسب جديد يطيل من بقائه على قيد الحياة لكن أسباب فشله التى قاربت على قرن من الزمن تؤكد مجددا أنه لم يكن صاحب مشروع وطنى أو حتى مشروع دينى إنما مشروع سياسى ممول من الخارج ليكون سكينا فى ظهر الوطن الذى يرى أنه «حفنة من تراب».