الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

أكثر من مليون متابع لابتكاراتها فى الطبخ: هبة عبدالعليم: حاجتى لصورة مصاحبة لوصفاتى جعلتنى Food Stylist!

اسمعهن..



«روزاليوسف» تقدم مساحة حرة للتعرف على الموهوبات فى المجالات المختلفة.. نلقى الضوء على الأفكار.. التحديات.. الطموح.. نقدمهن للوسط الثقافى والفني..

من هنا تبدأ الرحلة فاسمعهن.. 

 

دائمًا ما تكون الكلمة المتداولة فى محاولة للتقليل من تواجُد النساء فى المجالات المختلفة رغم تحقيقهن إنجازات كبيرة: «ارجعى المطبخ».. لكن بعيدًا عن هذا الجدل بين الرجل والمرأة، هناك من اختارت أن يكون المطبخ طريقها لتحقيق ذاتها وتصبح أحد الأسماء القليلة والمتفردة فى مجالها حتى إن اسم صفحتها التى تجاوز عدد متابعيها المليون على فيسبوك «هبة فى المطبخ».. فهل كان الدخول للمطبخ أمرًا سهلا؟!  

«الطريق يصنعه المشى»، تلك الجملة تصلح عنوانًا عريضًا لطريقة تفكير ومشوار هبة عبدالعليم، ليست فقط  طباخة ماهرة؛ لكنها أيضًا من أشهَر الـ«Food Stylist» وكاتبة لها رواية قيد النشر.. لا تبحث عن وصفات جاهزة للنجاح بل تعد وصفتها الخاصة، كما تفعل تمامًا فى وصفات الطعام التى تقدمها.. يمكنك أن تعرف أيضًا أن بداية الطريق كان تخرُّجها فى كلية التجارة جامعة عين شمس والعمل فى دار نشر كتب قانونية!.. ما يبدو تناقضًا هو طريقها الخاص فى النجاح.. فما الحكاية وراء كل ذلك؟

تقول هبة:

منذ الطفولة وأنا أدخل المطبخ لمساعدة أمى، لكن الأمر وقتها لم يتجاوز كونه واجبًا منزليًا أقوم به، وبالتالى مع الوقت والممارسة أصبحت أتقن إعداد الكثير من الأكلات، وبجانب ذلك أنا أحب القراءة جدًا وهى جزء أساسى من يومى، والكتابة بالنسبة لى كانت وسيلتى المفضلة لتفريغ مشاعرى على الورق.

تخرجت فى كلية التجارة جامعة عين شمس ثم عملت بدار نشر للكتب القانونية، وكانت فترة مفيدة بالنسبة لى؛ حيث أزعم أننى عرفت خلالها أصول كل القوانين المصرية وكانت لدى ثقافة قانونية كبيرة.. ولكننى أظن أن شغفى بالطبخ بدأ عندما انتقلت للعمل بشركة استيراد خضروات.

 ما سبب هذا التحول من كتب القانون إلى الخضروات؟ وكيف استفدتِ من ذلك؟

ـ كنت أعمل محاسبة وبالتالى لا يوجد أى تحول، الحسابات هى الحسابات مَهما تغير النشاط.. لكن فى شركة استيراد الخضروات شعرت بشىء مختلف؛ حيث أتاحت لى التعرف على كل أنواع الخضروات والفواكه المستوردة غير المتداولة فى مصر بشكل كبير، وكان عندى شغف بتكوين وصفة تمتزج فيها الألوان المختلفة من الطعام.

 ومتى بدأ الاتجاه للطبخ بشكل احترافى؟

- كانت لدى مدونة أنشر من خلالها وصفات أعدها وأجربها بنفسى، وهو ما لاقى استحسان الكثير من أصدقائى.

وفى العام 2012 على ما أذكر، فبينما كان هناك اختلاف كبيرة فى الآراء السياسية وكان المجتمع يعيش حالة حادة من الاستقطاب بين توجهات مختلفة، شعرت ساعتها أن الكتابة لم تعد تحقق الاطمئنان النفسى، ساعتها لو قلت أو كتبت أى رأى كنت سأدخل فى جدل طويل دون عائد وخلافات غير محدودة.

قررت البحث عن شىء يريح أعصابى كملاذ أذهب إليه وفى الوقت نفسه بعيدًا عن أى منطقة خلاف وكان المطبخ هو الحل، فالطعام هو أقل شىء ممكن أن يختلف عليه البشر فى هذه الحياة، وبجانب الوصفات التى تعلمتها من أمّى أثناء ممارستى للطبخ قررت دراسة الطبخ بشكل احترافى.

 حدثينا عن رحلتك فى دراسة الطبخ.

- هناك طرُق متعددة لدراسة الطبخ من الأكاديميات والمعاهد المتخصصة، لكننى فضلت أن أبدأ رحلة تعليم ذاتى، عبر قراءة الكثير من كتب الطبخ والوصفات حتى إننى أصبح لدى مكتبة طبخ متكاملة، وكنت أقوم بتجريب وصفات تخصنى أكثر من مرة حتى أعتمدها كوصفة يمكن نشرها للناس.

بدأت فى ذلك الوقت نشر الوصفات على فيسبوك تحت هاشتاج #هبة_في_المطبخ وهو الاسم الذى حملته صفحتى الآن والتى تجاوز عدد متابعيها المليون متابع.

أيضًا بدأت فى ذلك الوقت فى تقديم وصفات من إعدادى عبر موقع «نون» المتخصص فى شئون المرأة.

 ماذا عن دخولك مجال الـFood styling؟

- الفرق بين صور الطعام وحقيقة ما يكون عليه عند التقديم جعلنى أفكر أن هناك حلقة مفقودة بينهما أريد تعلمها، وبجانب تقديمى لوصفات جديدة تساءلت: لماذا لا تكون لدى طريقة وأسلوب مختلف فى تنسيقها وظهورها للناس؟

الأمر ببساطة أننى كنت أريد نشر صورة مصاحبة للوصفة التى أقدمها على صفحتى؛ خصوصًا أن صور الطعام وشكله أمرٌ لا يقل أهمية عن طعمه، وحاجتى لتلك الصورة هو ما جعلنى فود ستايلست.

ومن هنا بدأت تجريب طرُق مختلفة لتنسيق الطعام ومحاولة التصوير ونشر الصور على المنصات المختلفة على السوشيال ميديا، علمت نفسى ولم أدخل غير كورس واحد فى تنسيق الطعام.

 كيف دخلت إلى سوق العمل بشكل احترافى؟

- الآن فى مصر هناك 50 «فود ستايلست» على الأكثر، هى مهنة صعب الدخول فيها، عمل بها الأجانب سابقًا وتعلمها منهم قليلون، لكن المشكلة أنها مهنة مغلقة على محترفيها وصعب دخول ممارسين جُدد لها بسهولة، لكننى مع الوقت أثبت أن لى طريقة مختلفة وذوقًا مختلفًا يؤهلنى لممارستها.

فى البداية تواصلت مع مصورين ونشرت صور وجبات قمت بتنسيقها على أمل أن أحصل على فرصة، والأمر جاء بالصدفة عندما تواصل معى أحد المصورين يخبرنى اعتذار فود ستايلست ويحتاجنى أن أحل محلها وإلا سيقوم بإلغاء اليوم وخسارة مبلغ كبير، كان أمامى 10 دقائق فقط للتفكير واتخاذ القرار، وقررت خوض التجربة، ورُغم أنها لم تكن تجربة ناجحة بشكل كامل؛ فإنها كانت مهمة بالنسبة لى.

 أصبحت متحققة فى هذا المجال لكنك قررت العودة للكتابة أيضًا.

- هناك الكثير من السمات المشتركة بين الطبخ والكتابة، منها سرعة اتخاذ القرار والثبات الانفعالى، والكتابة بالنسبة لى أمرٌ مهم وأقوم به الآن بشكل احترافى ليست مجرد هواية ولدى الآن رواية قيد النشر.. ولا أجد أى تعارُض بين ما أقوم به، لكنها مراحل تتوازى مع بعضها وأظن أننى أعطيت لكل منها حقها.. والأهم أننى مستمتعة وأحب كل ما أقوم به.