الأحد 10 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

بعد 72 عامًا من الكفاح والنضال: 98 قاضية مصرية يؤدين اليمين الدستورية لاعتلاء منصة مجلس الدولة رسميًّا

فى أجواء تاريخية ولحظات ارتجفت فيها دموع الحاضرين نجحت المرأة المصرية فى اعتلاء منصة مجلس الدولة فى مشهد أسطورى ليكتمل نضالها بعد 72 عامًا من الكفاح بفضل دعم الرئيس «عبدالفتاح السيسى» الداعم الأول للمرأة المصرية، نجحت 98 سيدة مصرية فى الانضمام إلى مجلس الدولة ليصبحن أول قاضيات ينضممن إلى هذه الهيئة القضائية ويحلفن اليمين الدستورية أمام رئيس مجلس الدولة المستشار محمد حسام الدين فى احتفالية كبيرة سجلت هذه اللحظات التاريخية. 



احتفلت مصر بمشاركة المستشار عمر مروان وزير العدل والمستشار محمد حسام الدين رئيس مجلس الدولة والمستشار طه عبده كرسوع نائب رئيس مجلس الدولة الأمين العام لمجلس الدولة د.مايا مرسى رئيسة المجلس القومى للمرأة ود.نيڤين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعى بتكريم القاضيات بمجلس الدولة بحضور النائبة فيبى فوزى، وكيل مجلس الشيوخ والسفيرة مشيرة خطاب رئيسة المجلس القومى لحقوق الإنسان.

 حدثٌ تاريخىٌ فى ساحات مجلس الدولة

فى بداية الاحتفال أكد المستشار عمر مروان، وزير العدل: إننا نحتفل اليوم بتعيين المرأة لأول مرّة فى التاريخ فى مجلس الدولة، فى حدث تاريخى لم تشهده من قبل ساحات المجلس، وأشعر بسعادة بالغة لذلك القرار. وتابع: لا بُد أن يوجَّه الشكر أولًا لفاعله الرئيس «عبدالفتاح السيسى» الداعم الأول للمرأة المصرية.

 القاضيات الجديدات

بينما أكد المستشار محمد حسام الدين رئيس مجلس الدولة أن القاضيات الجديدات إضافة للعمل القضائى، قائلًا: «منورين المجلس، والمجلس اتغير بكم ونرحب بكم جميعًا»، وهنا انطلقت الزغاريد من الأهالى الحاضرين لحفل حلف اليمين، وأعرب عن سعادته بانضمامهن إلى زملائهن من شباب قُضاة المجلس، لينهضن سويًا بالمسئوليات المُلقاة على عاتقهن. وأضاف: «بعد عامين ستقول القاضيات ياليتنى عملت منذ سنوات بمجلس الدولة، فهنا الوضع يختلف كليًّا عن باقى الهيئات، ستشعرين بنفسك وذاتك من أول يوم»، وطالب رئيس مجلس الدولة القاضيات الجدد بضرورة التفانى فى أداء الرسالة السامية والاطلاع الدائم على أحدث علوم القضاء الإدارى والتمسك بنصوص التشريعات وفهمها والسوابق القضائية والإلمام بأحدث أساليب الإدارة القضائية وتجارب الدول التى سبقتنا فى هذا المجال مثل فرنسا وبعض الدول الأوروبية الأخرى لتكملة النهضة الشاملة مع زملائهن من رجال المجلس والتى بدأوها فى الإنجاز المُتميز بعد الانتهاء من القضايا المتراكمة، ومشاركتهن فى تنفيذ الخطة الطموحة لتحقيق الجودة والتميز فى جميع مجالات العمل القضائى فى مجلس الدولة.

 قرار تعيين القاضيات بالمجلس جاء تفعيلًا وتنفيذًا لأحكام دستور 2014

أكد المستشار طه كرسوع، الأمين العام لمجلس الدولة، أن قرار تعيين القاضيات بالمجلس جاء تفعيلًا وتنفيذًا لأحكام دستور 2014؛ حيث نص الدستور صراحة على تمكين المرأة من التعيين فى الجهات والهيئات القضائية دون تمييز.

وأضاف إن الرئيس «عبدالفتاح السيسى» تبنّى تفعيل نص الدستور، وأفصح فى رغبة رئاسية وتوجيه رئاسى عن ضرورة مشاركة المرأة فى القضاء بمجلس الدولة والنيابة العامة، وهو ما تم بالفعل.

كما أضاف أنه تم اتخاذ إجراءات التعيين فور صدور التوجيه الرئاسى، وقام رئيس مجلس الدولة والمجلس الخاص فى بدء إجراءات التعيين، وأسفر عنه قرار رئيس الجمهورية بتعيين 98 قاضية، جئن اليوم لحلف اليمين وبدء المسيرة فى خدمة العدالة، ومشاركة زملائهن فى العمل جنبًا إلى جنب.

 المرأة المصرية أصبح لها مكان ومكانة كبيرة داخل جميع الهيئات القضائية

وفى كلمتها أثناء الاحتفالية أكدت د.مايا مرسى، رئيس المجلس القومى للمرأة: «أشعر ببالغ السعادة بالتواجد مع قامتين عظيمتين من قامات تحقيق العدالة فى مصر فى حفل ينظمه مجلس الدولة لتكريم القاضيات، وذلك يُعد تأكيدًا على أن المرأة المصرية أصبح لها مكان ومكانة كبيرة داخل جميع الهيئات القضائية المصرية»، مثمنة على أهمية هذه اللحظة والتى تعتبر أهم اللحظات التاريخية فى تاريخ نضال المرأة المصرية بعد 72 عامًا تدخل اليوم مجلس الدولة؛ حيث شهدت القاضيات حلف اليمين الدستورية لـ98 عضوة فى وظائف نائبات ومندوبات ومستشارات بمجلس الدولة».

وأعربت د.مايا مرسى عن فخرها بأن المرأة المصرية رسخت أقدامها بقوة فى مجال القضاء، وذلك بعد القرار التاريخى للمجلس الأعلى للهيئات القضائية برئاسة السيد الرئيس «عبدالفتاح السيسى» بتعيين المرأة فى النيابة العامة ومجلس الدولة اعتبارًا من أكتوبر 2021 والذى كان بمثابة الحلم الذى تحقق بفضل دعم القيادة السياسية وإيمانهم العميق بقدرات المرأة المصرية وبأن تمكينها هو واجب وطنى. 

وتقدمت الدكتورة مايا مرسى بأسمَى معانى الشكر والتقدير للسيد الرئيس «عبدالفتاح السيسى» وإرادته السياسية الحكيمة المنصفة للمرأة، وإهدائه المرأة المصرية عصرًا ذهبيًا حقيقيًّا يمهد الطريق ويُصهر الحواجز الحديدية أمامها. 

وتوجهت الدكتورة مايا مرسى بخالص الشكر والتقدير إلى معالى المستشار الجليل عمر مروان وزير العدل؛ لدعمه ومساندته الدائمة لقضايا المرأة عبر إصدار العديد من التشريعات والقوانين لصالح المرأة والتى تأتى تماشيًا مع توجهات الدولة المصرية بدعم ومساندة المرأة المصرية وتمكينها واستمرار تمكين المرأة بالمناصب العليا بالهيئات القضائية، وأسمَى معانى التقدير والاحترام إلى المستشار الجليل محمد محمود حسام الدين رئيس مجلس الدولة لتمكين المرأة من استحقاقاتها الدستورية لتكتمل صورة العصر الذهبى للمرأة المصرية فى ظل قيادة الرئيس «عبدالفتاح السيسى»، وفقد شغلت المرأة جميع المناصب القضائية، مؤكدة أنه الأمر المنتظر من حصن الحريات الذى طالما أنصف المرأة العاملة فى أحكامه. 

كما تقدمت الدكتورة مايا مرسى بخالص التهانى والأمنيات بكل التوفيق والسداد والنجاح لقاضيات مصر العظيمات اللاتى تم تعيينهن بمجلس الدولة. 

 نجاحات كبيرة فى مجال القضاء

أكدت الدكتورة مايا مرسى أن المرأة حققت العديد من النجاحات فى المناصب التى شغلتها فى مجال القضاء، مما أهّلها للوصول إلى مناصب ودرجات عليا؛ حيث وصلت إلى منصب مساعدة وزير العدل فى شئون المرأة والطفل، وتم تعيين 4 قاضيات منصة لمحاكم الجنايات فى مصر، ورئيسة للمحكمة الاقتصادية، وأول قاضية ترأس دائرة مدنية من دوائر محاكم الاستئناف العالى، وتعيين ثانى قاضية نائبة للمحكمة الدستورية العليا منذ إنشائها، تم تعيين 6 من المستشارات نائبات لرئيس هيئة قضايا الدولة، وهناك 1988 سيدة من إجمالى 4635 بهيئة النيابة الإدارية، و37 مستشارة لرئيس هيئة قضايا الدولة، و677 مستشارة بهيئة قضايا الدولة، و66 قاضية. وقالت «إننا نحلم بالمزيد من تواجُد المرأة بجميع الهيئات والجهات القضائية»، مؤكدة أن المجلس بيتهن الثانى. 

 لأول مرة فى تاريخ مصر تكتمل حقوق المرأة الدستورية 

وأشادت د.مايا مرسى بالاحتفال والاحتفاء بالتحاق المرأة للعمل بالنيابة العامة ومجلس الدولة، وذلك لأول مرّة فى تاريخ مصر لتكتمل حقوقها الدستورية فى هذا المجال. مؤكدة أن شهر أكتوبر من كل عام هو عيد للمرأة المصرية. مشيرة إلى أن كل هذه المكتسبات هى رسالة مهمة للعالم أن مصر دولة عظيمة تستمع إلى المرأة وتقدر تضحياتها ونضالها وتحترم تاريخها وتمكنها فى جميع المجالات دون تمييز، وأصبحت جميع المناصب متاحة أمامها تقتحمها بكل ثقة وتثبت ذاتها ونجاحها. 

ومن جهتها أكدت المستشارة إيمان شريف، إحدى القاضيات الجديدات، أن تعيين المرأة فى مجلس الدولة بمثابة حدث تاريخى جَلل، وهو ما لم يحدث فى تاريخ المجلس، ونحن نشعر بسعادة لا توصف وبحمد الله وفضله اختياره لنا فى هذا المكان، ورددت قائلة: «نتمنى أن نكون على قدر المسئولية». 

واستكملت المستشارة رضوى حلمى أحمد، إحدى المُعَينات الجديدات، أنها تشعر بالفخر والاعتزاز والسعادة، أنها وزميلاتها وكل المُعَينات بمجلس الدولة على قدر كبير من الكفاءة؛ حيث تم اختيارهن وفق ضوابط وشروط معينة، ونتمنى أن نكون عند حُسن الظن ونبذل أقصى مجهود، ورددت قائلة: «الحمد لله كلنا أوائل دفعتنا».