الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

تعتبر الأدب الكلاسيكى الروسى «كنز غير مكتشف» وتستهدف ترجمته: رولا عادل: أتمنى عودة «منح تفرغ» فى الترجمة والكتابة

اسمعهن..



«روزاليوسف» تقدم مساحة حرة للتعرف على الموهوبات فى المجالات المختلفة.. نلقى الضوء على الأفكار.. التحديات.. الطموح.. نقدمهن للوسط الثقافى والفني.. من هنا تبدأ الرحلة فاسمعهن.. 

 

تخرّجت «رولا عادل رشوان» فى كلية الألسن قسم اللغة الروسية عام 2005، تدرّبت لفترة فى وزارة الخارجية المصرية بناءً على ترشيح أستاذها، وتبدأ بعد ذلك العمل بين السياحة والترجمة العامة طوال سنوات، لكنها تحوّل مسارَ حياتها فى العام 2018 والاتجاه للترجمة الأدبية وكتابة المحتوى الثقافى.

صدر لها حتى الآن 6 كتُب مترجمة عن الروسية والإنجليزية، وتَعتبر الأدب الكلاسيكى الروسى كنزًا لم يكتشف بعد، فقد ترجمت فى كتابها الأول عددًا من القصص لأسماء لم تترجم مؤلفاتهم من قبل، وتستهدف استكمال ذلك المشروع.

حصلت «رولا» على عدد من الجوائز منها جائزة معرض الكتاب، وجائزة أفضل كتاب مترجم للطفل عن المركز القومى للترجمة فى 2019.. لكن كيف بدأت طريق الترجمة الأدبية. تقول «رولا»: منذ تخرُّجى تدربت فى وزارة الخارجية بترشيح من أستاذ الترجمة فى الكلية، ثم عملت فى السياحة؛ لأبدأ بعد ذلك العمل فى الترجمة العامة وفى ترجمة الوثائق والمستندات وغيرها، وعام 2018 قررت الاتجاه إلى الترجمة الأدبية.

 لكن هذا تحوُّل كبيرٌ من الترجمة العامة للترجمة الأدبية.. ما سببه؟

ـ أعتقد أن ذلك يرجع إلى أن لدَىّ شغفًا بالترجمة عمومًا، بالإضافة إلى أننى أعتبر نفسى قارئة جيدة للأدب، لذلك كان التحول طبيعيًا، وأتذكر عندما كنت أقرأ ترجمة القصص الشعبى الألمانى للأخوين جريم، سألت نفسى عن سبب غياب ترجمة للقصص الشعبى الروسى، وبالفعل  وجدت القليل منها مترجمًا.

لذلك اتجهت إلى مواقع التراث الروسية القديمة ومكتبة كلية الألسُن، وجمعت من خلالهما محتوى كتابى الأول «بابا ياجا» الذى تضمن فى معظمه قصصًا لم تتم ترجمتها للعربية من قبل.

 حدثينا عن الاختلاف بين التجربتين فى الترجمة الأدبية والعامة؟

- طبعًا الدخل المادى فى الترجمة العامة أكثر لكنها فى الوقت نفسه مجرد وظيفة، وبالتالى كانت لدى الرغبة فى أن أبدأ مشوار الترجمة الأدبية، وبالتالى هناك بعض التنازلات التى علىّ تقديمها لتحقيق ذلك.. الأمر ببساطة مثل موظف قرر العمل بشىء يتعلق بشغفه فيقدم على إجازة من وظيفته من دون مرتب ليحقق حلمه.

وهذا ما فعلته؛ حيث ركزت فى الترجمة الأدبية لـ3 سنوات متتالية رُغْمَ كل الصعوبات؛ لكن الآن أصبح الأمرُ أكثر استقرارًا ولى اسم معروف فى الترجمة الأدبية.

فى نظرى الترجمة الأدبية فن وحرفة لا بُدّ من ممارستها طوال الوقت ككل الأعمال اليدوية، الأمر لا يقتصر على معرفة قواعد اللغتين المترجم منها وإليها، ولكن الأهم فهم ما يريد النص قوله فى سياقه وتستطيع إعادة صياغته بلغة أخرى. 

ليست الترجمة عملاً سهلًا على الإطلاق، أريد أن أبنى اسمى بناءً على جودة ما أقدمه ليست مجرد شهرة عابرة.

 ماذا عن التحديات التى واجهتيها فى البداية مع دور النشر ومحاولة فرض اختياراتها؟

- أعتبر نفسى محظوظة؛ لأن النشر لأول مرة تم معى بشكل تلقائى، كما أن المشروع الروسى الذى أعمل عليه من مميزاته أنه يكفل لى حرية اختيار ما أريد ترجمته ولا يفرض علىّ شيئًا.. ومنذ العمل الأول ولدت ثقة بينى وبين دار النشر التى أعمل معها وتكفل لى حرية اختيار شكل وطبيعة المشروع الذى أعمل عليه.

أظن أيضًا أننى كنت موفقة مع دور النشر المختلفة التى تعاملت معها، فحتى الاقتراحات التى عُرض علىّ ترجمتها من الدار كانت تناسب ذائقتى.

 فى ظل حركة الترجمة الحالية.. ما طبيعة الصعوبات التى يواجهها المترجم الأدبى كفرد؟

- مؤخرًا حركة الترجمة زادت كثيرًا عن السنوات الماضية، وهذا الأمر حدّده طلب السوق، فالقارئ أصبح مهتمًا بالأعمال الأدبية المترجمة وهو ما انعكس بشكل كبير على حركة الترجمة عمومًا، وبعد أن كانت الكتب الأدبية المترجمة حكرًا على الدُّور العربية بأسعار غالية ومُبالغ فيها، بدأت دُور النشر المصرية الخاصة الاتجاه إلى الترجمة ليصبح سعر الكتاب المترجم فى متناول القارئ. لكن نتمنى بالطبع فى ظل ذلك ألا يتحول الأمر إلى بيزنس يهمه الربح ويتجاهل الجودة.

أريد الإشارة أيضًا إلى إيجاد دار النشر التى تهتم بما تريد ترجمته ليس بالأمر السهل، أنا مثلًا كنت أريد ترجمة مسرحيات العام الماضى لكن لم يتحمس أحد لذلك المشروع لأن اهتمام القراء به أقل، ويمكن ما يقلل من حرية المترجم لكن هذا يرجع إلى كونها دُورًا خاصة تحكمها قواعد المكسب والخسارة.

 فى ظل ذلك الطلب المتزايد.. كيف تحددين اختياراتك فى الترجمة، وما معاييرك فى الجودة؟

- أتعامل مع النص كقارئة فى المقام الأول وتصبح ذائقتى التى أثق بها المعيار الأهم، ولا أقدم على ترجمة شىء خارجها.. بالطبع يهمنى أن يستطلع الناس ألوان الأدب المختلفة ليس ما أحبه فقط، لكن الأمر يتعلق بأننى سأكون قادرة على إيصال المحتوى بشكل جيد إذا كان ضمن دائرة اهتمامى.

وبجانب أن الفنون فى وجهة نظرى هدفها الأهم هو تقديم المتعة للقارئ، أحاول أن تقدم اختياراتى بالإضافة لذلك قيمة ما إلى القارئ، وتضيف لى شخصيًا عندما أتحدث عن تجربتى، فحتى عندما ترجمت رواية الصقر المالطى على الرغم من كونها رواية بوليسية؛ فهى من أهم روايات الأدب الأمريكى فى الثلاثينيات وتحولت إلى فيلم ضمن قائمة أهم 100 فيلم أمريكى، هذا يعطينى شعورًا بأننى أترجم وأساهم فى وصول جزء مهم من التاريخ.

 وما الذى تريدين تحقيقه فى مشوار الترجمة خلال الفترة المقبلة؟

- أرى أن الأدب الروسى كنز مهم جدًا، وأهدف إلى ترجمة الأدب الكلاسيكى الروسى والذى لم يترجم من قبل ولا نعرف عنه شيئًا، هو كنز لم يُكتشف بعد فى رأيى رُغم كل الاهتمامات والإسهامات، وخلال تجربتى فى ترجمة القصص والنصوص الكلاسيكية؛ فإن هناك الكثير من المؤلفين لم نعرفهم من قبل ولم يترجم أى من مؤلفاتهم قبل ذلك أصلاً.

وبالمناسبة؛ أجد أن القراء مهتمون كثيرًا بالكلاسيكيات الروسية أكثر حتى من اهتامهم بالأدب المعاصر فى روسيا.

أرغب أيضًا فى عودة منح التفرغ من وزارة الثقافة حتى نستطيع كمتجرمين وكتّاب تقديم محتوى بجودة عالية وأنا مطمئنة على حياتى المادية، أيضًا نحتاج إلى استحداث جوائز مصرية جديدة فى مجال الترجمة.. فالكتابة والترجمة تضيفان قيمة كبيرة للبلد.