الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
أحلف بسماها..  لله فى الجنازات شئون

أحلف بسماها.. لله فى الجنازات شئون

شهد هذا العام جنازتين شعبيتين تقتربان من المليونية لم نرهما منذ سنوات باستثناء جنازات أبنائنا شهداء الجيش والشرطة.. الأولى جنازة المناضل نصير الغلابة والكادحين «البدرى فرغلى»، والثانية جنازة شهبندر التجار والصناع «محمود العربى».. الاثنان عاشا من أجل خير الناس وظلا يعملان لتحقيق آمال وأحلام آلاف البسطاء وكانا من أهم رموز الوطنية وحُب مصر فخرج لتوديعهما آلاف الآلاف ولم تعبأ مليونية الجنازتين بالإصابة بعدوَى الكورونا فى جنازة «البدرى فرغلى» فبراير الماضى أو الأيام الماضية فى جنازة «محمود العربى».



ذكرتنى جنازتا نصير الغلابة وشهبندر التجار والصناع بجنازة الزعيم الخالد «جمال عبدالناصر» الذى خرجت الجماهير بالملايين من شتى أنحاء المحروسة لتوديعه إلى مثواه الأخير.. تلك الجنازة التى أذهلت العالم وسُمّيت وقتها جنازة القرن؛ حيث لم يحدث مثيلها فى أى بلد أو أى زعيم راحل، وكان أهم وأشهَر مانشيت نُشر فى الصحافة العالمية ما كتبه أحد المراسلين «لأول مرة أعرف معنى الجملة المجازية بحر من البشر وأراها حقيقة واقعة فى شوارع القاهرة».

شاهدنا مليونية الوداع أيضًا فى جنازة «أم كلثوم» و«عبدالحليم حافظ».. «عبدالناصر» غَيَّرَ تاريخَ مصر وأعلى مكانة طبقات الشعب العاملة من عمال وفلاحين وموظفين بمكاسب تساوت مع مكاسب الطبقات المتيسرة فى التعليم والصحة والتأمينات الاجتماعية، وكذلك كل سياسى أو عسكرى أفنَى حياته من أجل شعبه ووطنه خرجت آلاف من أجله.. الفنانون الذين وهبوا فنّهم لإسعاد الملايين وكانت أغانيهم صوتًا ولحنًا وكلمات تسعد الروح وتسمو بالمَشاعر أو أعمالهم الفنية بمختلف أنواعها.

لا يحتاج «البدرى فرغلى» أو «محمود العربى» التحدث عن مسيرتيهما العظيمة لإعلاء قيمة العمل وإعلاء جهد العامل بعد أن أثنت عليهما كل وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعى.. «البدرى فرغلى» ختم حياته بالانتصار فى أكبر معركة لاسترداد حقوق الملايين من أصحاب المعاشات حتى استجابت الدولة لمطالبات «فرغلى» ورفاقه.. أمّا «محمود العربى» الذى بدأ حياته تاجرًا بسيطًا عايش البسطاء ورفعهم معه حتى بنَى قلعة صناعية دعّمها بالمعاهد الفنية تخرّج فيها أفضل المهنيين، وأرسَى «العربى» دعائم أصبحت نادرة فى تلك الأيام؛ الانتماء والتفانى فى العمل وإشاعة الجَوّ الأسَرى فى جميع المصانع والمتاجر.. لذلك لم يكن غريبًا أن تعود مرّة أخرى مليونية الجنازات، فعلى قدر العطاء يكون الوفاء.