الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
الحقيقة مبدأ.. ثورة 23 يوليو و الإخوان الخونة

الحقيقة مبدأ.. ثورة 23 يوليو و الإخوان الخونة

أقول وبملء الفم لكل الخونة الذين يطلقون ألسنتهم القذرة بوصف ثورتى 23 يوليو 1952 وثورة 30 يونيو «بأنهما انقلاب عسكرى» ما هم إلا الجماعة الإرهابية الخائنة التى تهاجم الشعب والجيش المصرى الوطنى برجالاته وقادته وقائده الأعلى؛ إن أبناء هذا الوطن ولاؤهم الوحيد لمصر وشعبها. هذا ليس تقليبًا فى صفحات التاريخ ولا غوصًا فى الماضى، فجوهر الحوار هو الحاضر والمستقبل، فإذا كانت ثورة يوليو حدثًا تاريخيًا نحتفل بذكراه الـ 69 وبأسبابها وأهدافها ونتائجها والظروف الإقليمية التى نشأت فيها وردود الأفعال الدولية عليها، أنها هى هى ما عشناه أيضًا فى ثورة 30 يونيو 2013، نجد أن الثورتين غيرتا وجه التاريخ.



 

لمن أراد أن يفهم الحاضر، عليه أن يرى المستقبل، إن من وقفوا أمام الظلم والقهر والتسلط والاستعمار والعبث بمقدرات وحياة المصريين بالأمس البعيد، هم أنفسهم من أنقذوا وطنًا مختطفًا من عصابة إرهابية جعلته على حافة الهاوية، ووضعوا أرواحهم على أكفهم فى مهمة إنقاذ الوطن بالأمس القريب، مخططات ومؤامرات الدول على «ثورة يوليو» ومحاولة إجهاضها، ثم آتون الحروب الذى دخلته مصر بعدها هى نفسها حاليًا تحركات قوى الشر وأذرعها الإقليمية للإجهاز على وطن رفض الفاشية الدينية وقرر أن يستفيق وينطلق من عثرته وأن يدفع الثمن مهما كان غاليًا.

أشرقت شمس 23 يوليو أولًا لتبدد ظلمات ظلت تداهمنا لعقود تحت وطأة الاحتلال الأجنبى والفساد الملكى والظلم الاجتماعى الناجم عن استغلال الرأسمالية والإقطاع لموارد الثروة وحرمان ملايين الفلاحين والعمال من ناتج كدهم وثمرة عرقهم، حتى قامت الثورة بقيادة الزعيم جمال عبدالناصر ورفاقه الضباط الأحرار معلنة تبنى القوات المسلحة الباسلة لمطالب الشعب التى نادت بطرد المحتل وإسقاط الملكية، أنهت حكم الإقطاع وطردت الاحتلال الإنجليزى وأممت قناة السويس لتصبح حصرية الهوية والتشغيل، أنصفت الفقراء والمعدمين من الفلاحين وطبقت الإصلاح الزراعى وأعادت توزيع الملكية للفلاحين المعدمين «كان ضمن المستفيدين من الإصلاح الزراعى والد الرئيس الإخوانى مرسى»، أرجعت ثورة 23 يوليو حقوق العمال، استجاب الجيش المصرى لمطالب الشعب وتضامنت القوات المسلحة الباسلة مع تلك المطالب وبتحقيق العدالة الاجتماعية ورفع الظلم عن الطبقات المهمشة، ليبدأ مشروع وطنى أجمع عليه المصريون يستهدف إقامة دولة حديثة متقدمة تحمى مصر من العدوان الخارجى والإرهاب الداخلى المتمثل فى جماعة الإخوان الإرهابية وأعوان الملكية والرأسماليين والإقطاعيين الذين حاولوا إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء وتشويه الثورة المصرية، ولو بالتآمر مع أعداء البلاد المتمثلين فى القوى الاستعمارية والصهيونية والمرعوبين من تكرار التجربة الثورية المصرية فى المنطقة مثلما حدث بعد ثورة يوليو فى كل من سوريا والعراق.

كان الجيش فى الواقع يتولى فصل رأس الرجعية والاستعمار عن جسد الأمة، وفى الجزائر قام بتكوين وتنظيم جيش التحرير الجزائرى مجموعة من الضباط والجنود الذين حاربوا فى صفوف الجيش الفرنسى خلال الحرب العالمية الأخيرة، وفى أماكن أخرى كثيرة نستطيع أن نقيس مدى نجاحات الحركات الوطنية أو تعثرها.

 ثورة يوليو قصة شعب آمن بالثورة والتف حولها لأنها جاءت تعبيرًا عن إرادته فى التحرر وفى تكافؤ الفرص وفى بناء دولة حديثة لكل المصريين يتساوى فيها ابن العامل مع ابن الباشا فى الحقوق والواجبات، وعدالة اجتماعية بالحق فى الحياة الكريمة وفى تعليم مجانى، وفي سكن آدمى، وقامت الدولة بإنشاء الإسكان الشعبى داخل بعض الأحياء التى كانت حكرًا على البعض.

ثورة يوليو لا تُنسى لأنها غيرت معالم المنطقة العربية وأعلنت عن ولادة زعيم عربى خلد اسمه على مر الأعوام وهو الزعيم خالد الذكر جمال عبدالناصر. ورغم مرور 69 عامًا على قيام الثورة، إلا أن آثارها فى المجتمع والسياسة لم تزل باقية حتى الآن، من أبرزها حضور المؤسسة العسكرية فى المشهد السياسى كأحد أبرز اللاعبين، وفى الواقع فإن القاسم الأبرز بين جمهورية 23 يوليو والتى بدأها الجيش ودعمها الشعب، وجمهورية 30 يونيو التى بدأها الشعب وحماها الجيش، يتمثل فى أنهما فى كلتا الحالتين تعبير عن رغبات الجماعة الوطنية وإرادتها وهو ما يعبر فى حقيقته عن حالة راسخة وفريدة من العلاقات المدنية - العسكرية التى تضرب بجذورها فى عمق البناء الوطنى للدولة المصرية وجيشها الوطني، أوجه الشبه الأخرى بين الثورتين، أنهما وقفتا أمام الظلم والقهر والتسلط، وهم أنفسهم من حملوا أرواحهم على أكفهم لمواجهة رصاص الغدر والإرهاب فى ثورة 30 يونيو، العدو لكليهما واحد بتلون الأنماط وتغيير الوجوه إلا أنهم واحد، فنجد من خانوا ثورة يوليو وحرموا الخروج على الملك رغم الحالة العبثية التى عانى منها الشعب المصرى وقتها، نجد أنهم اليوم قد خانوا الوطن وقال قائدهم الإخوانى عاكف لفظًا لا يُعبر إلا عن مدى خيانتهم وعدم ولائهم لوطنهم، قال «طز فى مصر»، فكروا فى ترك سيناء للإرهابيين، وحاولوا التفريط فى حلايب وارتموا فى أحضان دولة كانت لهم مخلب قط وخنجر لطعن أبناء الوطن.

إن التاريخ لن يتوقف عن تذكيرنا بمن خانوا وباعوا وتآمروا، ومن كافحوا وسالت دماؤهم من أجل هذا الوطن، ولا يزالون على العهد. أوجه الشبه بين ثورتى 23 يوليو و30 يونيو كثيرة من حيث العمل المشترك لتحقيق العدالة الاجتماعية، ثورة يوليو كانت السعى بكل الجهد لمواجهة ظاهرة مجتمع الـ0.5 ٪ وبعد أكثر من 61 سنة جاءت ثورة 30 يونيو لترفع نفس الشعار ولكن بتنفيذه بصورة مغايرة من خلال بعض المشروعات التنموية التى تضع الفقراء على سلم أولوياتها وبالسعى العاجل لتحسين حياتهم ذلك بتطوير العشوائيات ومشروع تكافل وكرامة وكذلك الارتقاء بالتطوير والحلول العاجلة للارتفاع فى كافة أنحاء الجمهورية وبناء مجتمعات متحضرة تتحقق بـ«مشروع حياة كريمة» وفى الزراعة بمشروع المليون ونصف المليون مثلما حدث فى الدلتا الجديدة، ويبقى الجيش المصرى هو الحصن الحصين للدولة وحجر الأساس فى بناء الأمن القومى العربى. حفظ الله مصر وجيشها وشعبها. وتحيا مصر.