الخميس 9 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
ست من مصر.. «يا صباح الخير ياللى معانا»!

ست من مصر.. «يا صباح الخير ياللى معانا»!

تحول بعضنا لآلات بلا مشاعر وقلوبنا أصبحت قاسية.. تعاملاتنا مع البعض لا رحمة فيها، مثل الكمسارى الذى لطم الراكب أمام ابنته بقسوة شديدة، ما هى الأسباب؟ منذ ألغيت الأنشطة من الموسيقى والتمثيل والغناء والرياضة من المدارس، هذه النشاطات كانت المتنفس للأطفال والشباب كما كان لها الأثر الكبير فى ترقية ذوق هؤلاء الأطفال والشباب ورفع مستوى الاحساس والمشاعر الانسانية، الحب والذوق والرحمة والمودة، كنّا أطفالاً وكان لكل منا عيوبه ولكن لم نسمع عن التنمر إلا هذه الأيام، وملأت الغلظة والقسوة القلوب وأيضًا سوء الطباع وسوء الأخلاق، رغم كثرة تأدية العبادات من صلاة وصوم، ورغم أن الغالبية العظمى من نساء مصر لبسن الحجاب.



عندما كنا نبدأ يومنا ونحن نستعد للخروج للجامعة فى السبعينيات بأغنية ياصباح الخير ياللى معانا الكروان غنى وصحانا لأم كلثوم، ثم نسمع لفريد الأطرش وليلى مراد وعبدالوهاب بين البرامج، ثم ننتقل للبرنامج الموسيقى لنستمع للألحان الكلاسيكية، كل هذه كانت تغسل أرواحنا وترتقى بمشاعرنا حتى لو لم نكن نفهم بعضها، ولكنها تجعلنا نشعر بالجمال من حولنا.

منذ ألغيت حصص الموسيقى والرياضة والتمثيل وغيرها وتحولت المدارس لكتل من الخرسانة ولما أصبح كل هم المدارس هو حشو عقول الأطفال والشباب بالعلوم لمجرد تأدية واجب، اختفت من حولنا كل مظاهر الجمال والرقى، وأصبحت القلوب خرسانية هى الأخرى، وعششت فى العقول الأفكار المغلوطة، وأصبحت الموسيقى والرياضة والفنون عامة حرامًا ورجسًا من عمل الشيطان وتضييع وقت.

العالم يقيم أكبر حدث رياضى فنى مثل دورات الألعاب الأوليمبية، ونرى الإعجاز والجمال والإتقان، ونرى الدول تتسابق فى مختلف نواحى الحياة من فنية وثقافية واقتصادية جنبا إلى جنب لأنها تعرف أن هذه الانشطة هى التى تميز بلدًا عن الآخر فى الرقى والتقدم والإنسانية.

بدأت أشاهد مصريين أبطالاً فى لعبات مختلفة مثل السباحة ورفع الأثقال والاسكواش وغيرها، كما رأينا نجاحنا فى نقل المومياوات فى موكب ملكى مبهر شاهده العالم كله، لكننى أتمنى أن تعود المدارس كسابق عهدها من أيام جمال عبد الناصر مزرعة خصبة لتخرج منها المواهب والابطال ونرى نهضة فى الفنون بمختلف فروعها، ويتغير جهاز التليفزيون ويعود كما كان لا يخرج منه إلا كل جميل وراقٍ، ويعود الجمال فى كل نواحى حياتنا وحياة أولادنا حتى تعود أرواحنا جميلة كما كانت قبل أغانى الميكروباص التى خربت أذواقنا وبدلاً من سيل الفتاوى الفاسدة التى سممت أفكار الأجيال، وباتت تقضى على الجمال فى حياتنا.