السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

عن قرب.. هالة زايد.. قائدة الجيش الأبيض

كأن القَدَرَ قد اختارها لتتحمّل المسئولية فى أشد السنوات عصفًا بالقطاع الصحى، لتثبت يومًا بعد يوم أنها قادرة على مواجهة التحديات، وتخطى العقبات مَهمَا زادت وتضاعفت؛ بل إنها ألقت نفسها وسط المخاطر بلا تردد، بهدف واحد؛ هو رفع اسم مصر عاليًا، واستعادة ثقة العالم فى قطاعها الطبى، بينما كانت الأنظمة الصحية تتهاوَى فى مشارق الأرض ومغاربها.



هى «هالة زايد» وزيرة الصحة والسكان، أو امرأة المهام الصعبة، التى وجدناها العام الماضى تصل إلى بكين؛ فى وقت كان فيه العالم يتبرأ من الصين، ويسحب بعثاته الدبلوماسية ومواطنيه منها بعد انتشار فيروس «كورونا»، لكنها حمَلت إرادة القيادة السياسية متوجّهة إلى بؤرة الوباء؛ للتضامن مع شعبها وتتبادل المعلومات حول مستجدات العلاج، واستمرت الزيارة أسبوعًا وسط خطر العدوَى؛ ليتابع المصريون رحلتها الشجاعة باهتمام بالغ، ويرون فيها نموذجًا للسيدة المصرية التى لا تهاب شيئًا فى سبيل رفعة وطنها.

ولم يمر شهر واحد، حتى بدأت الوزيرة رحلة إلى وجهة لا تقل شراسة وفَتكًا من الصين، لتصل إيطاليا فى زيارة رسمية بتوجيه من الرئيس «عبدالفتاح السيسى» برفقة طائرتين عسكريتين تحملان المستلزمات الطبية والكمامات الواقية ومواد التطهير، للمساهمة فى تخفيف العبء عنها فى محنتها الشديدة؛ ليرتفع علم مصر فى إيطاليا، ويكتب على شحنات المساعدات عبارة «من الشعب المصرى إلى الشعب الإيطالى».

ورُغم أن أزمة «كورونا» كانت الاختبار الأكبر لوزيرة الصحة؛ فإنها منذ توليها المسئولية فى يونيو 2018، كانت وراء الكثير من النجاحات؛ حيث بدأت عملها بإعلان تطبيق المبادرات الرئاسية الصحية المختلفة تحت شعار «100 مليون صحة»، والمسح الشامل عن فيروس «سى» والأمراض غير السارية، بجانب مبادرة دعم الحياة الصحية التى شملت التوعية بالغذاء الصحى وممارسة النشاط البدنى، بالإضافة إلى حملة الإقلاع عن التدخين، ثم مبادرة صحة المرأة للكشف المبكر عن أورام الثدى والرحم والصحة الإنجابية، لتستفيد أكثر من 28 مليون سيدة بجميع المحافظات من المبادرة، بداية من الفحص حتى توفير العلاج بالمجان.

خبرة «هالة زايد» المتأصلة والمتعمقة فى القطاع الصحى، كانت وراءها سنوات طويلة من الدأب والاجتهاد قضتها بين أرجاء الوزارة؛ حيث شغلت منصب مساعد الوزير لشئون المتابعة،  ورئيس قطاع الرقابة ولجنة مكافحة الفساد وعميد المعهد القومى للتدريب، ومدير عام الإدارة العامة للمستشفيات، ومدير التقييم والمتابعة لمشروع التأمين الصحى الجديد، هذا بجانب المواقع التى أثبتت فيها تميزها خارج ديوان الوزارة، ومنها منصب رئيس لجنة إدارة المستشفيات الطبية المتحفظ عليها وعددها 25 مستشفى تابع لجماعة الإخوان الإرهابية بعد ثورة 30 يونيو، كما أنها أحد مؤسّسى منتدى قادة الصحة فى إفريقيا.

الحياة الأكاديمية احتلت جانبًا من عمل «هالة زايد»؛ حيث شغلت منصب رئيس أكاديمية 57357 للعلوم الصحية وعضوية مجلس أمناء المستشفى، بجانب عملها كمُحاضر بالجامعة الأمريكية فى القاهرة، وعضويتها للعديد من المجالس واللجان المهمة، ومنها كلية طب القوات المسلحة، ومنظمة السياسات الصحية لإقليم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والمجلس التعليمى للزمالة المصرية لإدارة المستشفيات، وبرامج إدارة النظم الصحية، ولجنة الخبراء القومية لوضع «رؤية مصر 2030».

ضربت وزيرة الصحة مثالًا فى الإنجاز والدأب والمثابرة والانتصار على المصاعب، بعد دورها فى مكافحة فيروس «كورونا»، ونجاحها فى إنجاز المبادرات الرئاسية بجميع ربوع مصر؛ لتثبت أن المرأة المصرية قادرة على مواجهة التحديات والعَقبات بإرادتها الحديدية وعزيمتها الجسورة.