الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

فى حالته الصمت «عبادة» كيف يسىء عبدالله رشدى للمرأة والدين؟

فى حالة «الشيخ الإنفلونسر» عبدالله رشدى يكون صمته عبادة لله؛ لأنه دائمًا عندما يتكلم يسىء للدين وللمرأة وللمجتمع وحتى للرجال بشكل عام.. هذه المرة عندما تحدّث قرر إنكار قضية يناقشنها النساء فى المجتمع «الاغتصاب الزوجى»، ويطرحنها للمناقشة بحثًا عن حلول وتشريعات فى مواجهتها، فهل يفوّت الداعية الشاب تريند يخص المرأة؟!



 

قرر كالعادة الإدلاء بدلوه فى قضية الاغتصاب الزوجى قائلًا: «من أدبيات عَقد الزواج فى الإسلام أن الزوجةَ تعلم أنها لا يحل لها منعُ نفسها عن زوجها دون عُذرٍ، وأنه يجب عليه نفقتها ومسكنها وكسوتها ومَهرها وتأثيثُ بيت الزوجية، ومتى قصَّرَ الزوج فى شىء من ذلك فإن الزوجة لها أن تُقرِضَه من مالها ليُنفقَ عليها لحين ميسرته ثم يرد المال لها، وقد تكون كريمةً فلا تأخذ منه شيئًا، لكن فى أساس العَقد الزوجى هى ليست ملزمة بالإنفاق ولا حتى بإقراضه؛ بل لها أن تطلب فسخ العَقد عند القاضى ولها أن تمنع نفسَها عنه إن أُعسِرَ فى النفقة».

تابع الشيخ «علامة عصره»: «من هنا نعلم أن فكرة امتناع الزوجة عن زوجها حرامٌ دون عذر وأن ما يُعرَف بفكرة اغتصاب الزوجة هو فكرة لا وجود لها أصلا طبقًا لعَقد الزواج فى الإسلام الذى بينه وبينها؛ لأن كلا منهما حلالٌ لصاحبه.. بالتالى مَن أخل بشروط العقد فالخطأ منه لا من صاحبه، ومن لم تُعجبه شروط هذا العقد فله الطلاق ببساطة، أما فكرة امتناع الزوجة عن زوجها دون عذر شرعى أو طبّى كما تشاء، وتَرْكُ نفسها كما تشاء، ففكرة لا يعرفها نظام عقد الزواج فى الإسلام».

ثارت حالة كبيرة من الجدل والسخرية بعد أن كتب «رشدى» هذا الكلام الغريب.. لم يكن ذلك موقفًا عابرًا لـ«الشيخ الإنفلونسر» تجاه المرأة حتى تصيبنا الصدمة، أو نندهش من ذلك الموقف الغريب، فبالرجوع لظهوره الأول منذ 10 سنوات على الشاشة، وتتبّع خطواته طوال تلك الفترة؛ لن تستغرب أبدًا.

ودأب الداعية الشاب لسنوات طويلة أن يكون ذكر الفتاوَى والآراء الغريبة عن المرأة مقترنًا باسمه، حتى يكون دائمًا محل جدل، ويضمن بهذه الطريقة استمرار تواجده وحضوره على السوشيال ميديا التى لا تعرف سوى لغة الترند، فقرر «رشدى» لى عنق الفتاوَى الشرعية والتحايل عليها ليجعل من دين الله محلاً للهجوم، ويسوق للإسلام على أنه معاد للمرأة. 

 غواية الظهور

ظهر «رشدى» فى الإعلام للمرة الأولى فى العام 2011 على قناة الفجر المملوكة لرجل الأعمال سعيد توفيق، الراعى للكثير من أنشطة جماعة الإخوان؛ حيث كان يقدم برنامج «القول الفصل» الذى يعتمد على المناظرات الدينية حول المسائل الخلافية فى الإسلام.

أغوَى الظهورُ فى الإعلام الشيخَ الشاب بحثًا عن مزيد من الشهرة والنجومية؛ ليخرج فى وسائل الإعلام تارة كمتحدث باسم الأزهر وأخرى كباحث فى شئون الأديان والمذاهب؛ ليناظر ما أسماهم «العلمنجية والملحدين».

بلغت ذروة شهرة الشيخ الشاب فى العام 2015 بعد مناظرة الباحث إسلام بحيرى.. التى خرج منها الشيخ الشاب فرحًا وكأنه منتصر فى إحدى الغزوات؛ لينشر بعدها أجزاء من الحلقة على صفحته بالفيسبوك ذيّلها بعناوين من قبيل «رد نارى من عبدالله رشدى على الملحد إسلام بحيرى».. ليقود حملة على مواقع التواصل الاجتماعى بهدف زيادة شعبيته وتحويل الخلاف فى الآراء إلى حَلبة مصارعة يشجع فيها الجمهور الفائز.

 زواج القاصرات 

الغريب أنه فى الحلقة نفسها أباح عبدالله رشدى زواج القاصرات فى سن 9 سنوات «إذا كانت تطيق الوطء أو سمينة شوية» بحسب تعبيره.. ضاربًا بتقاليد المجتمع وقوانين الدولة عرض الحائط. منذ قرابة الـ 10 سنوات.

ودأب عبدالله رشدى على إثارة الجدل من خلال فتاوَى غريبة، يدور موضوعها غالبًا حول المرأة والتحرش أو تهنئة الأقباط، ما يثير حفيظة المجتمع تجاه ذلك الشاب الذى يسعى للشهرة على حساب أى شىء.

 سبى النساء

الشاب الذى نصَّب نفسَه مدافعًا عن الإسلام، تجاوز حدود وظيفته بوزارة الأوقاف ولا يحق له الفتوَى، وأفتى بجواز معاشرة سبايا الحرب عبر صفحته، مبررًا ذلك بأنها «إنسانة لها احتياجات، فطالما رضيت بعلاقة بينها وبين سيدها فلا حرج عليها ولا عليه، بالرضا لا بالإكراه».. تزامن ذلك (ربما بالصدفة) مع اعترافات مغتصبة هاربة من معاقل «داعش» الإرهابية، لكن بالتأكيد لم يكن الشيخ يقصدها أو يبرر الإرهاب لأنه لم يذكرها فى فتواه العجيبة!

وعندما انتقدت إحدى المذيعات آراء الشيخ الشعراوى على صفحتها الشخصية.. كان الداعية أول من أدلى بدلوه فى الموضوع.. ليحاول تصوير الأمر وكأنه هجوم على قواعد الدين ذاته.. وشمّر عن ساعديه لمواجهة تلك الحرب المزعومة من «أعداء الإسلام والملاحدة» بحسب تعبيره.. فى حين أن الأمر لم يتجاوز رأيًا فى أفكار شيخ من الشيوخ!

 

تبرير التحرش

وفى تعليقه على وقائع التحرش التى أثارت جدلًا واسعًا خلال الفترة الماضية على السوشيال ميديا، قال عبد الله رشدى مبررًا التحرش: «بسبب الكبت الجنسى اللى بيشوفوا من اللى بيلبسوا لبس ملفت.. عَمّال يتشحن فبيدور على أى شىء يوجّه طاقته الجسدية لها».

 وعندما وجهت له انتقادات كثيرة من رواد السوشيال ميديا باعتبار أنه يبرر للتحرش، ذاكرين موقفه من لاعب المنتخب القومى «عمرو وردة» حين تم اتهامه بالتحرش ودعمه له؛ جاء رد «الشيخ الإنفلونسر» ليزيد الطين بلة مشبهًا المرأة بالسيارة، إذ كتب فى منشور له: «عاقل لصديقه: اقفل سيارتك فذلك سبب سرقتها.. فيرد صديقه: هل تبرر السرقة؟».

ليبقى السؤال: هل يمكن أن يعترف بـ«الاغتصاب الزوجى» مَن يرى المرأة كسيارة من الأساس، أحد أملاكه؟!.

 التحريض ضد د.مجدى يعقوب

على المنوال نفسه فى إثارة الجدل والفتنة خرج «رشدى» مرة أخرى فى 2017 مرددًا ما قاله الشيخ سالم عبدالجليل بأن المسيحيين «أهل النار وعقيدتهم فاسدة»؛ أملًا فى جذب مزيد من المتابعين.

فى الوقت الذى أعلن فيه المصريون فرحهم بتكريم الرمز المصرى الدكتور مجدى يعقوب فى حفل «صناع الأمل» بالإمارت العام الماضى؛ قرر خطيب مسجد السيدة السابق أن يبهرنا بعلمه قائلًا «العمل الدنيوى مادام ليس صادرًا عن الإيمان بالله ورسوله فقيمته دنيوية بحتة، تستحق الشكر والثناء والتبجيل منا نحن البشر فى الدنيا فقط، لكنه لا وزن له يوم القيامة»، مستشهدًا بالآية 23 فى سورة الفرقان {وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا}.

«يوم القيامة لا تطالبنى أن أدخلك الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين».. هكذا تفرّغ «رشدى» لتحديد أهل الجنة (ممن يطالبونه بدخولها) متعديًا على حق لله وحده.. لم يكتف بذلك فقط لكنه تطاول على كل من خالفوا ما يقول بمن فيهم علماء الأزهر الشريف قائلًا «الحُمر التى لا تستوعب الأحكام الدينية العقدية الثابتة... لا مكان لهم فى مصاف العقلاء»!

 إرهابى ببدلة!

رُغم محاولة «رشدى» إخفاء دعمه للإرهاب بشكل صريح؛ فإن ما يكتبه ويصرّح به طوال الوقت يؤكد عكس ذلك؛ حيث أحيا على صفحته ذكرى رحيل أحد السلاطين العثمانيين قائلًا «انتقل إلى جوار ربه السُّلطان الغازى المُعَظَّمُ أميرُ المؤمنين عبدالحميد الثانى..آخر السلاطين الفعلِيِّين للدولة العُثْمانيَّة العَليَّة.. كان حجر عثرة أمام هرتزل ورفض منح فلسطين للصهاينة وطنًا لهم».. وربما من قبيل الصدفة أيضًا أن يتزامن ذلك مع مواجهة الدولة لما يسمى بإحياء الخلافة الإسلامية.

كذب «رشدى» على الناس وعلى التاريخ بوصف عبدالحميد الثانى أميرًا للمؤمنين زاعمًا أنه حافظ على فلسطين، فى حين أنه هو من تفاوض مع هرتزل على الأراضى الفلسطينية مقابل سداد ديونه المتراكمة. 

ومرة أخرى خرج «رشدى» مدافعًا عن الشيخ أبو إسحاق الحوينى، الذى اعترف بخطأ كثير من فتاواه، ومن المعروف للجميع انتماء «الحوينى» للتيار السلفى المتشدد.. بالإضافة لاستناد الكثير من الجماعات الإرهابية لفتاواه لتبرير القتل والسبى باسم الإسلام.. وهو ما يعطينا تصورًا عن كيفية تفكير الشيخ الشاب، أسباب تكفيره للمجتمع.. فهو ابن لذلك التيار سواء أعلن ذلك صراحة أمْ لا.