رغم استمرار الأزمة للعام الثانى على التوالى: السينما تواجه الكورونا بـ«ثلاثة» أفلام والمسرح لا يزال صامدًا

ثلاثة أفلام فقط تحاول الصمود أمام جائحة كورونا الشرسة وموجتها الجديدة، فبعد أن كان أغلب صناع السينما يعدون لموسم مزدحم بالأفلام على أمل عودة الحياة لطبيعتها، جاءت صدمة زيادة أعداد المصابين من فيروس «كوفيد 19»، والتى ترتب عليها فرض إجراءات احترازية مشددة لعدم انتشار الفيروس وكان أهمها إغلاق جميع المحال والسينمات والمسارح والنوادى الرياضية والمطاعم فى تمام الساعة التاسعة مساءً.

انطلق هذا الخبر قبل انتهاء شهر رمضان المبارك بنحو أسبوع، فى الوقت الذى كان يعد صناع أكثر من 6 أفلام أعمالهم لكى يعرضوها فى الموسم المنتظر.. ولكن هذا القرار جعلهم يتراجعون رغم أن تلك الأفلام كانت مؤجلة كذلك من العام الماضى، ولكن لا يزال منتجوها ينتظرون عودة الحياة لطبيعتها لاستدراك الخسائر وتحقيق أرباح نسبية.

 ثلاثة أفلام

استطاع صُناع ثلاثة أفلام فقط اتخاذ قرار طرح أعمالهم فى موسم العيد، ورُغم إلغاء حفلتَىْ التاسعة مساءً ومنتصف الليل، اللتين كانتا تستوعبان أكبر عدد من الجمهور. على رأس هؤلاء الصناع شركة «السبكى»، التى أعلنت عن طرح فيلم (ثانية واحدة) بطولة «دينا الشربينى» و«مصطفى خاطر»؛ حيث تم الإعلان عن عرض الفيلم منذ بداية شهر رمضان.

وكان الفيلم قد انطلق تصويره منذ 7 أشهُر على الأقل، بينما مشروع العمل كان مؤجلاً لمدة أكثر من عام؛ حيث كانت مرشحة لبطولته «هيفاء وهبى»، وبعد اعتذارها وجد صُناعه أن «دينا الشربينى» هى الأنسب للدور؛ خصوصًا أن أحداثه تدور فى إطار كوميدى رومانسى، حول شاب يتعرض لحادث سير فتتغير حياته بعد أن تتسبب فى عودته كطفل فى جسد رجل كبير وتتولى البطلة رعايته وتقنعه بأنها أمّه لكى تمر هذه الأزمة ويعود عقله مرة أخرى. الفيلم من إخراج أكرم فريد.

بينما يطرح المنتج «أحمد السبكى» فيلم (ديدو)، وذلك بعد تأجيل عام كامل؛ حيث أعلن الفنان «كريم فهمى» بطل ومؤلف الفيلم عن الإعلان التشويقى عبر صفحته الرسمية على موقع الإنستجرام قبل العيد بأسبوع واحد، معلنًا عن سعادته بعرض الفيلم فى موسم عيد الفطر الحالى، ورغم تحضير أسرة الفيلم لإقامة عرض خاص يوم الأربعاء الماضى؛ فإن القرارات الوزارية الأخيرة جعلتهم يتراجعون ويلغون فكرة إقامة عرض خاص مكتفين بانطلاق عرضه بالسينمات والدعاية الإلكترونية له.

وقد كان «فهمى» بدأ فى كتابة الفيلم منذ أكثر من عامين؛ حيث استوحى فكرة الفيلم من حكاية (عقلة الإصبع). وتدور الأحداث فى إطار فانتازى كوميدى حول مجموعة من الشباب يُكوّنون تشكيلاً عصابيًا ويخططون لسرقة عالم ثرى يقوم بدوره «بيومى فؤاد».. ولكن خطتهم تفشل ويقرر هذا العالم إجراء تجربة عليهم كعقاب لهم ويحولهم جميعًا إلى حجم عقلة الإصبع ليواجهوا العالم بهذا الحجم.

يشارك ببطولة الفيلم كلٌ من «حمدى المرغنى، محمد ثروت ومحمد فتحى» كما يشارك عدد كبير من النجوم كضيوف شرف، ومنهم «أحمد فهمى، هشام ماجد، شيكو وحمادة هلال». الفيلم من إخراج «عمرو صلاح».

بينما يغامر المنتج «وليد صبرى» بفيلم كوميدى خفيف من بطولة «رامز جلال» وهو (أحمد نوتردام)، ومن المعروف أن «جلال» غالبًا ما يطرح أفلامه فى مواسم الأعياد والتى تقبل عليها العائلات بشكل كبير. ويشارك ببطولة الفيلم كلٌ من «غادة عادل، خالد الصاوى وبيومى فؤاد» وهو من إخراج «محمود كريم» وتأليف «لؤى السيد»، وتدور الأحداث حول صحفى شاب يقرر التنكر فى شكل أحدب نوتردام لكى يوقع بمجرم خطير يرتكب العديد من جرائم السرقة والقتل؛ حيث يعرف عنه بأنه متأثر بهذه الشخصية فيقرر البطل أن يتنكر فيها ويطلق على نفسه «أحمد نوتردام».

أفلام تهرب فى اللحظات الأخيرة

كان صناع السينما قد بدأوا يتأقلمون على الإجراءات الاحترازية المطبقة مسبقًا على دور العرض والتى تنص على تقليل العدد المتواجد داخل القاعة إلى 50 % مع فرض التباعد الاجتماعى وارتداء الكمامات وغيرها. ومع طول الوقت قرر صناع بعض الأعمال المؤجلة من العام الماضى أن يقوموا بطرح أفلامهم وفقًا لتلك الإجراءات، وبالفعل تم الإعلان عن عرض أكثر من خمسة أفلام تحمل أسماء نجوم كبار. منهم «تامر حسنى» بفيلم (مش أنا)، «محمد هنيدى» بفيلم (الإنس والنمس)، «ليلى علوى» بفيلم (ماما حامل).. وللعام الثانى على التوالى يتم تأجيل عرض فيلم (البعض لا يذهب للمأذون مرتين) بطولة «كريم عبدالعزيز»، وفيلم (كيرا والجن) وفيلم (العنكبوت) بطولة «أحمد السقا» و«منى زكى».

وقد قرر صناع هذه الأعمال خروجها فى اللحظات الأخيرة لتظل حبيسة العلب لحين تخفيف الإجراءات الاحترازية حتى يتم تحقيق مكاسب كبيرة فيها وتقليل الخسائر على قدر المستطاع.

 المسرح يواجه الكورونا

يبدو أن الإجراءات التى اتبعتها الدولة مؤخرًا لن تقيد المسرح العام والخاص فى شىء؛ حيث قرر الكثير من صناع المسرحيات تقديم العروض «ماتينيه» بحيث يبدأ العرض ما بين الخامسة والسابعة مساءً حسب مدته لينتهى قبل التاسعة مساءً، مع اتباع الإجراءات نفسها من استقبال نصف عدد الجمهور بالقاعات والعمل ثلاثة أيام أسبوعيًا.

وقد أعلنت إدارة مسرح «كايرو شو» عن عودة عرض (علاء الدين) بطولة «أحمد عز»، بجانب انطلاق مسرحية جديدة بعنوان (أبو العربى فى ميشين ايمبوسيبول) التى يعود من خلالها الفنان «هانى رمزى» للمسرح بعد غياب دام 18 عامًا منذ آخر مسرحياته (كدة أوكيه)، ويعود «رمزى» بنفس الشخصية التى قدّمها منذ سنوات من خلال فيلم (أبو العربى) ويشاركه البطولة كل من «داليا البحيرى، حجاج عبد العظيم وأحمد فتحى».

أمّا الفنان «أشرف عبدالباقى» فيعاود عرض مسرحية (صباحية مباركة) والتى يقوم بإخراجها ومن بطولة «على ربيع، أوس أوس، سليمان عيد، أحمد سلطان، وحسام داغر». المسرحية من تأليف «أحمد عبدالوهاب» و«كريم سامى».

ومن جانب آخر قال الفنان «إسماعيل مختار» رئيس البيت الفنى للمسرح فى بيان رسمى أن البيت الفنى للمسرح يقدم هذا العام لجمهوره 10 عروض مسرحية ما بين القاهرة والإسكندرية، ابتداء من ثانى أيام عيد الفطر المبارك، وذلك ضمن إجراءات احترازية مشددة حفاظًا على سلامة الحضور، وذلك طبقًا لقرارات مجلس الوزراء ووزارة الصحة المصرية فى هذا الشأن.

فتقدم فرقة المسرح القومى عرض (المتفائل) من بطولة «سامح حسين» و«سهر الصايغ»، وإخراج «إسلام إمام»، بينما تفتتح فرقة مسرح الطليعة عرض (الصندوق) عن قصة (أحلام الدمى) لـ«طه سادات»، وتأليف وأشعار «محمد زناتى»، وبطولة «ياسر الطوبجى» و«ناصر شاهين»، ومن إخراج «رضا حسنين».. أمّا فرقة مسرح الغد فتفتتح بالتعاون مع فرقة مسرح الطليعة عرضها الجديد (طقوس العودة) من بطولة «ماهر محمود»، و«نجلاء يونس»، إعداد وإخراج «سعيد سليمان». بينما تقدم عرض (صاحب مقام) من تأليف «مسعود شومان»، وإخراج «عادل حسان»، ابتداء من ثالث أيام العيد. 

وللأطفال تقدم فرقة مسرح القاهرة للعرائس عرض (رحلة الزمن الجميل) إخراج «محمد نور»، وتقدم فرقة المسرح القومى للأطفال عرض (القطط) من إخراج «صفوت صبحى».

وتقدم فرقة مسرح الشمس لدمج ذوى الاحتياجات الخاصة بالتعاون مع فرقة المسرح الحديث عرضَىْ (ليالى سيد درويش) و(أحلام شتوية) على مسرح السلام.