الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

دورى النقاد.. مجدى الطيب: «الاختيار 2».. هدف جميل أدار الرؤوس

يعرف أبناء جيلى، والأجيال السابقة عليه، مهارة أساسية، كانت تُميز نجوم كرة القدم، فى الخمسينيات، والستينيات، اصطلح على تسميتها «الضربة الخلفية المزدوجة» أو Double Kick، التى يركل فيها المهاجم الكرة بقدميه، وظهره للمرمى، فى وضع معاكس لاتجاه الناظر، ويُسكن الكرة فى المرمى، وسط دهشة وانبهار الجمهور، واللاعبين أنفسهم، وهى المهارة، التى اختفت من ملاعبنا المصرية لسبب لا أعلمه، حتى ذكرنى بها مسلسل  «الاختيار 2: رجال الظل»، تأليف هانى سرحان وإخراج بيتر ميمي؛ فالمسلسل، الذى قام ببطولته كريم عبدالعزيز وأحمد مكى، مع كوكبة من نجوم مصر، تمكن من إحراز مجموعة من الأهداف الجميلة، والأخاذة، مُستعيدًا سحر «الضربة الخلفية المزدوجة»، التى خلبت لُب الجميع، بمن فيهم المتربصون، الذين أخرستهم عذوبة المسلسل، ورؤيته المُبدعة، سواء على صعيد الحس الإنسانى المُفرط، أو اللغة الفنية الخلاقة؛ التى مزجت بين اللونين الدرامى والوثائقى، بشكل مُبْهر ذابت فيه الفوارق؛ بحيث يصعب على المتابع التفريق بين «التمثيل» و«التوثيق»، لكنه لن يتوقف، فى الحالين، عن صب اللعنات على هؤلاء الخوارج، الذين نصبوا من أنفسهم أوصياء على المجتمع، وعملوا على إنهاكه، وإرباكه؛ بحجة قتال «الطائفة الممتنعة عن تنفيذ شرع الله»، على حد زعمهم، وهم أول من سفك، وأراق الدماء، وشاءت إرادة الله أن تفضحهم، وتكشف زيفهم، وهو الدور الذى أداه مسلسل  «الاختيار2: رجال الظل» ببراعة منقطعة النظير، ووعى محسوب بدقة، الأمر الذى جعله سببًا فى خلق مساحة هائلة من المصداقية قادت إلى إقناع قطاع كبير من المجتمع، بحجم الجُرم الذى ارتكبته هذه الشرذمة، من السفاحين والقتلة، فى حق المجتمع، وأنفسهم، وأسفرت عن مراجعة شريحة كبيرة لمعتقداتهم الفاسدة، بما يجعلنى أثق أن هذا العمل سيكون له أكبر الأثر فى عودة كثيرين إلى جادة الصواب، وتحفيز غيرهم ضد أولئك المتعطشين للدماء، الذين انحرفوا بالمجتمع، وأوقعوا، وغرروا، بأهله، باسم الدين.



فى المقابل بدا مسلسل «كوڤيد 25» خارجًا عن السياق؛ ليس فقط لأن بطله يوسف الشريف أعطى لنفسه الحق فى أن ينسب فكرة لا يملكها لنفسه، ولا لأن زوجته مصممة الملابس أصبحت بقدرة قادر مؤلفة وكاتبة للسيناريو والحوار، وإنما لأن السطو كان سافرًا، ووقحًا، حتى لو انبرى من يدافع عنهما، والمخرج أحمد نادر جلال والمنتج تامر مرسى، بالقول إن الاقتباس كان مقصورًا على الفكرة فقط، فالفكرة وحدها كافية لوضع حجر أساس العمل، وتدشين البناء الدرامى، وخلق شخصيات من لحم ودم، وبسبب طزاجة الفكرة، سطر البعض أشكالًا وألوانًا من الكلمات، التي بدوا خلالها، وهم يكيلون المديح للمُجدد، المُبدع، الذي يُفاجئ الجميع، كل عام، بأفكار مغايرة تضخ دماء جديدة في شرايين الدراما العربية، من دون أن يتوقف أحد من الذين رفعوا القبعة، قبل عرض العمل، ليسألوا أنفسهم :«ما مصدره؟»، ومن دون أن يُدرك «عاقل» أن «كوڤيد 25» محض استثمار لجائحة «كوفيد 19»، وتكرار للادعاء المتهافت إن الوباء نتاج مؤامرة خبيثة، وخطة قذرة، لشركات الدواء العالمية، وبعض الدول الكبرى، بينما الحقيقة أن المسلسل محاولة رخيصة لتدوير الفزع، الذى اجتاح العالم عقب ظهور جائحة «كوڤيد 19» . غير أن المُدهش والعجيب أن «الشريف»، الذي اختار أن تدور الأحداث فى العام 2025، لم يُضمن العمل إشارة واحدة، باستثناء الاستعانة بجهاز دخول المنشئات الحيوية، عبر استخدام بصمة العين، وهو معمول به بالفعل فى واقعنا، بل إن العمل، الذى قيل إنه ينتمى إلى الخيال العلمى، لم يتضمن سوى ثرثرة، وخزعبلات، وتهويمات، وكأننا بصدد بشر «لبسهم الجن» و«ركبتهم العفاريت»، الأمر الذى يعكس فشلًا ذريعًا يُسأل عنه المخرج أحمد نادر جلال، ومهندس الديكور رامى دراج، ومدير التصوير حسام حبيب !

اللافت أيضًا أن الحارة المصرية جرى تزييفها فى عملين دراميين، هما: «لحم غزال» و«ملوك الجدعنة»؛ حيث عمد المنتج صادق أنور صباح، إلى بناء ديكور السوق، والحارة فى لبنان، واستضاف أبطال، وأسرة العملين، فى أحد الفنادق اللبنانية، ليصوروا الأحداث بالكامل فى الديكور اللبنانى، ضاربًا عرض الحائط بكل معاني الواقعية والمصداقية و..الغريب أن أحدًا لم يستنكر أو  يعترض!

.. وبينما يتربع «موسى»، و«لعبة نيوتن»، وبالطبع «الاختيار 2»، على القمة، يحتدم الصراع بين: «القاهرة: كابول»، «هجمة مرتدة»، «المداح» و«اللى مالوش كبير» على دخول (المربع الذهبى)، ويبدو وكأن: «نجيب زاهى زركش»، «حرب أهلية»، «ضد الكسر»، «قصر النيل» و«الطاووس» اكتفوا باحتلال المنطقة الدافئة، بينما يطارد «شبح الهبوط»: «نسل الأغراب»، «النمر»، «ملوك الجدعنة»، «لحم غزال» و«بنت السلطان»، واحتلت مسلسلات: «فارس بلا جواز»، «وكل ما نفترق» و«كله بالحب»، الذيل بالفعل!

 

أفضل مسلسل

 

 

 

“الاختيار 2: رجال الظل”

أفضل ممثل

محمد فراج

أفضل ممثلة

منى زكى