
تحية عبدالوهاب
الحقيقة مبدأ.. نحن مع النماء للجميع.. ولكن!
«لن نفرط أو نتنازل عن قطرة واحدة من مياه النيل»، جملة قالها السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى لخص بها موقف مصر وشعبها تجاه قضية سد النهضة وفشل جميع المفاوضات التى تمت بين الدول الثلاثة مصر والسودان وإثيوبيا، صبر المفاوضان المصری والسودانى من أجل الوصول إلى اتفاق يضمن حقوق الدولتين، ولكن يأتى هذا الموقف المتعنت المستفز بسلسلة من المواقف الإثيوبية غير المفهومة، وتنصل إثيوبيا عن وعودها والمراوغة غير المبررة وغير المفهومة من جانبها تجاه مصر والسودان، هذا فى وقت نجد فيه الموقف المصرى - السودانى فى هذا الملف واضحًا، وهو أن التفاوض هو الوسيلة الاستراتيجية الأولى فى الوصول لحل لهذه القضية، لكن هذا الموقف الإثيوبى يجبر مصر والسودان على التوجه بمسار القضية إلى المستوى الدولى ومجلس الأمن والأمم المتحدة لحل القضية.
إثيوبيا أثبتت تعنتها وتربصها بكل ما فيه مصلحة مصر والسودان فى مياه نهر النيل، واتضح ذلك مع رفض مصر القاطع لمبادرة حوض النيل نظرًا لما كان يحمله التوقيع على الاتفاقية من تهديد واضح للأمن المائى المصرى، ومن هنا بدأ يظهر التعنت الإثيوبى ومحاولة حشد دول حوض النيل ضد مصالح مصر والسودان.
مصر التى تتمنى دومًا الخير والنماء للجميع، ولا تتأخر عن المساعدة لأشقائها العرب والأفارقة إذا طلب منها ذلك، وتعهدها الدائم بصدق تعهداتها تجاه أى دولة، إلا أن التعهد الإثيوبى تجاه سد النهضة بأنهم لن يضروا بحقوق مصر المائية وهو ما قاله أبى أحمد فى تصريحاته عام 2018 بالقاهرة، وأن مصر ستحصل على حصتها من مياه النيل، بل زاد فى تصريحه بأنهم سيزيدون الحصة، ورغم هذه الوعود والاتفاق المبدئى، حنث أبى أحمد بوعده والتزامه واستمر فى بناء سد النهضة دون الاتفاق مع مصر والسودان على قواعد الملء ونظم التشغيل، بل أيضا جاءت بعض العبارات التى خرج بها وزير الخارجية الإثيوبى ووزير الرى فى يوليو الماضى قائلين: «إن ما كان يدعى نهر النيل أصبح الآن بحيرة»، وبعدها ومنذ أيام جاء تصريح آخر من بعض المسئولين بأنه إذا أرادت مصر المياه فعليها أن تدفع مقابل ذلك، الخلاصة أن أزمة سد النهضة ليست إلا نتاجًا لهذه العقلية الإثيوبية والنهج الذى تدار به شئون الدولة، هدف مصر هو ألا تكون إثيوبيا سببا فى إشعال فتيل صراع فى منطقتها تتحمل هى مسئوليته تاريخيًا ولا يستفيد منه أى شعب فيها، لا أمن لإثيوبيا أو تنمية أو تقدم إذا جاعت أو عطشت مصر والسودان والعكس صحيح.
تحيا مصر.