الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
أحلف بسماها .. أسبوع الآلام وأسبوع الآمال

أحلف بسماها .. أسبوع الآلام وأسبوع الآمال

الحمد لله مَرَّ أسبوعُ الآلام بسلام وبنهاية طيبة، بعد أحداث جسام بدأت بجنوح حاملة البضائع البنمية العملاقة «إيڤر جيفين» رصيف قناة السويس لتسد  الممر عرضًا، ثم حادث قطار سوهاج الذى أدمَى قلوب ومشاعر المصريين، ولم تمر ساعات حتى وقع الحادث الثالث بانهيار عقار فى جسر السويس.



لكن حادث القناة هَزّ العالمَ كله وتأثرت به أسعار النفط وكعادة المصريين مقاومة الحزن وتغليف المآسى بالسخرية ونشر منشورات من خلال مواقع التواصل الاجتماعى، منها منشور لصورة الكرَّاكة الصغيرة تحفر الرمال حول مقدمة الحاملة البنمية العملاقة، ومنشور آخر عن لعنة الفراعنة التى حلت منذ الإعلان عن موكب المومياوات بداية من جنوح السفينة وحوادث القطارات والعقارات، ومنشور ثالث عن مشهد أبطال فيلم (ابن حميدو) عند تدشين القارب «نورماندى تو» بتعليق «هؤلاء خبراء تعويم السُّفن»، هذا المنشور بنفس الصورة انقلب بعد نجاح تعويم الحاملة بتعليق «سيرى على بركة الله يا إيڤر جيفين»، ومنشور مبهج لصورة طفل يسير بخيلاء وتكبّر بتعليق «أى بلد عندها سفينة شاطحة تكلمنا ما تتكسفش»، ومنشور أجمل للمصرى بزيه الفلاحى يحمل السفينة الجانحة فوق كتفه ويَعبر بها القناة.

التناقضات الكبيرة فى التركيبة النفسية والاجتماعية للمصريين من النقد اللاذع والسخرية حتى من أنفسهم والصبر الحكيم مع تحدى الأزمات والكوارث والإصرار على مواجهة الصعاب، هو ما يؤكد أنهم شعب متفرّد عن بقية شعوب العالم، يجمع صفات الصمود والقوة والمعارضة والعمل الشاق، والحقيقة بعيدًا عن التحليل النفسى لشعبنا العظيم فإن ما قامت به أطقم شركة قناة السويس من مهندسين وبَحارة ومرشدين وفنيين خلال الأسبوع هو إنجاز تاريخى ولا ينتقص من جهدهم استخدام القاطرة الهولندية لشد السفينة مع الكرّاكة المصرية «مشهور»، وذلك بتوسيع نطاق التكريك لعمق 18 مترًا لتسهيل عملية تعويم السفينة مع استخدام الحسابات الفنية المعقدة لضمان عدم انشطار السفينة أثناء القَطْر دون تفريغ الحمولة الهائلة أو حدوث تسريب للوقود قد يؤدى إلى تلوث بيئى ومخاطر أخرى قد يترتب عليها إغلاق القناة لفترات. 

فعلًا عملوها الرّجالة، وهؤلاء هم «نَمبر وان» الحقيقيون الذين لم يغفل لهم جفن حتى تحركت الحاملة من مكانها، وهؤلاء أقسموا على إنهاء الأزمة تلبية لقول الرئيس السيسى «سُمعة مصر بين أيديكم»، وتم إعلاؤها فى السماء.