الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
الحقيقة مبدأ .. تعزيز المساءلة والمحاسبة الجنائية

الحقيقة مبدأ .. تعزيز المساءلة والمحاسبة الجنائية

إعلان المحكمة الجنائية الدولية بأنها بصدد بدء التحقيق فى جرائم الحرب التى ارتكبها الكيان الصهيونى على الأراضى الفلسطينية المحتلة بما فى ذلك الأراضى التى احتلت بعد عام 1967، جاء كالصاعقة على الكيان الصهيونى.. شمل القرار فتح جميع الملفات المتعلقة بالجرائم التى ارتكبت ضد الفلسطينيين والتحقيق فيها، لم يقتصر القرار على هذا، بل أعلنت به الكيان الصهيونى وطالبته بالرد على خطاب المحكمة فى غضون شهر لم يتبق منه إلا القليل، لم يتم الرد رسميًا، لكن تم رفض قرار المحكمة، بل أيضًا إدانته من قبل الكيان وطالب بإلغائه.



لم تقف مصر فور صدور القرار مكتوفة الأيدى، بل سارعت بإحساسها الدائم بمدى مسئولياتها تجاه جميع القضايا العربية خاصة القضية الفلسطينية، بعقد مؤتمر دولى بالقاهرة لتعزيز المساءلة والمحاسبة الجنائية لجرائم الحرب والانتهاكات الجسيمة التى ارتكبتها الصهاينة تجاه الشعب الفلسطينى، وانتهاكه لجميع المقدسات الدينية بفلسطين المحتلة وتوطين المستوطنين على الأراضى المحتلة وتشريد الفلسطينيين أصحاب الأرض.

تمادت الاختراقات بأن سمح الصهاينة باقتحام المسجد الأقصى وتدنيسه من قبل الصهاينة بأداء طقوسهم التلمودية داخل ساحته الشريفة، بل وفر الكيان الصهيونى الحماية الكاملة لهؤلاء الصهاينة وتحريم ومنع المسلمين الفلسطينيين من الصلاة داخل المسجد الأقصى، كل هذا التجبر من قبل الصهاينة لم يأت من فراغ، بل من خلال الاعتراف بالمسلمات والإقرار الكامل بحقيقة واحدة يراها العالم أجمع إلا نحن العرب، ذلك لأننا لا نريد الاعتراف بذلك لكى لا نواجهها، بأن الوضع الأمريكى الصهيونى من اندماج وتماثل كامل جعل من أمريكا والكيان الصهيونى توأمين متشابهين لا يمكن فصلهما عن بعضهما.

 أحد أسباب هذه التوأمة العضوية هو ما يؤمن به سبعون مليونًا من الإنجيليين الأصوليين الأمريكيين، تعد هذه الكتلة أهم داعم للوبى الصهيونى فى أمريكا وأهم القوى المؤثرة فى قرارات مجلسى النواب والشيوخ الأمريكيين، أيضًا هناك التمركز الإعلامى والمالى الصهيونى، المؤثر فى قرارات الدولة الأمريكية العميقة. يضاف إلى ذلك المشهد مشهد آخر لا يقل خطورة هو التطبيق الحرفى الكامل للمبدأ المكيافلى فى أن الغاية تبرر الوسيلة المطبق فى الحياة السياسية الأمريكية والمصلحة هى المبدأ دون التقيد بأى قيم.. ولهذا سارعت مصر بعقد هذا المؤتمر الدولى بالقاهرة لدعم تحركات الجنائية الدولية وفضح أى محاولات صهيونية لعرقلة عمل طواقم تحقيق المحكمة أثناء عملهم.. مكانة مصر ودورها الفعال لدعم القضية الفلسطينيية لا ينكر.. وتحيا مصر.