الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

تتصدى أفلامها لأكاذيب الإخوان وتؤكد على الهوية المصرية: وحدة الأفلام الوثائقية بـ «dmc».. أحدث جنود الإعلام

أربعة عشر فيلما وثائقيا هو حجم إنتاج وحدة إنتاج الأفلام الوثائقية التابعة لمجموعة قنوات dmc والتى تمكنت منذ إنشائها فى عام 2018 من تقديم وثائقيات مهمة ساهمت فى الكشف عن الكثير من الحقائق باستخدام حجج عقلانية عبر معالجة مبدعة ظلت حكرًا لسنوات لبعض القنوات المعادية التى تُركت لها الساحة لتُشكل الحقائق وفقًا لأهوائها، لكن الجميل فى تلك الوثائقيات أن دورها لم يقتصر فقط على تفنيد أكاذيب الجماعات الإرهابية.



 

 وكشف الستار عن جرائمها كما فى سلسلة (أمراء الدم) التى أنتج منها حتى الآن ثلاثة أفلام، لكنها ساهمت أيضا فى إنعاش الذاكرة الوطنية المصرية سواء بتحطيم الثوابت والدعوة إلى التفكير كما فى فيلم (حريق القاهرة) أو بتسليط الضوء على الإنجازات التى تجرى حاليًا على الأرض مثل فيلم (ومن أحياها) الذى تناول كل ما حققته الدولة فى إطار تنمية حياة المواطنين، عبر التخلص من المساكن العشوائية الخطرة بأنحاء الجمهورية، أو بالتذكير بعظمة الماضى وقوته مثل فيلم (حكاية فرقة) الذى تم إنتاجه احتفالًا بمئوية المسرح القومى، وفى السطور التالية نحاول أن نسلط الضوء على آلية العمل داخل هذا الصرح الوليد، وأن نتعرف على الأفلام التى يجرى العمل عليها حاليا والتى من المتوقع أن ترى النور قريبا.

 ابنة الضرورة

فى البداية يقول الكاتب الصحفى والإعلامى «أحمد الدرينى» مدير وحدة الأفلام الوثائقية بـ dmc أن الوحدة يفوق إنتاجها الأربعة عشر فيلما المعروفة، لأن لها أدوارا أخرى داخل القناة، مثل إنتاج التقارير الوثائقية المطولة، وغيرها من الإنتاجات التى تندرج تحت مظلة الوثائقيات حتى وإن لم ينطبق عليها شروط الفيلم الوثائقى بشكل كامل، مشيرا إلى أن فكرة وجود وحدة لإنتاج الأفلام الوثائقية ولدت مع نشأة قنوات DMC حيث لفت نظر القائمين عليها غياب المنتج الوثائقى فى حين أن وجوده على الخريطة البرامجية له ضرورة سياسية، وتجارية، وفنية، للتصدى للوثائقيات التى تنتج خارج مصر، وتوجه ضدها، ولوجود منصة رائدة فى إنتاج الوثائقيات مثل منصة نتفلكس، وبالتالى يمكن القول بأن الوحدة هى بنت الضرورة، أفرزتها ظروف طبيعية، وعن آلية العمل داخل الوحدة يقول: «نعمل وفقًا لبعدين، الأول هو فتح ملفات تاريخية لم تعالج بشكل جيد، ولدى الناس غموض تجاهها، مثل سلسلة (أمراء الدم) التى بدأناها بإنتاج فيلم عن (عبدالرحمن السندى) مؤسس الجهاز الخاص بالإخوان، ثم (سيد قطب) بجزئيه الذى عرضنا من خلاله حوالى 24 ألف ورقة من التحقيقات معه تظهر فى الإعلام لأول مرة، وقد تطلب ذلك تحقيقا دقيقا، ومطولا، ومترامى الأطراف، وننوى استكمال السلسلة فى الأفلام القادمة، أما البعد الآخر فيخص الهوية المصرية». وبخصوص الصعوبات التى تواجه فريق العمل فيقول إنها تتعلق مبدئيا بثقافة إتاحة الوثائق التى لا تتوافر لدينا، وهو أمر ضرورى وحيوى، خاصة أن معظم الموضوعات التاريخية التى نتصدى لها تعتمد على ملفات قضايا، وتحقيقات، بالإضافة إلى أهمية المراجع والأرشيف الصحفى، وما يستغرقه الوصول إليه من وقت ومجهود كبيرين، أما الصعوبة الأكبر فتتعلق بالضيوف أنفسهم، فنظرا لحساسية الموضوعات التى تتم مناقشتها يخشى بعض شهود العيان الحديث عنها، بالإضافة إلى أن بعض هؤلاء الضيوف يكون قد تخطى الثمانين، أو التسعين من عمره ما يجعل لياقته الصحية والذهنية أحد هذه الصعوبات التى يتم التغلب عليها، بطرق مختلفة تصل أحيانا إلى إخراجهم من المستشفى من أجل تصوير شهاداتهم ثم إعادتهم من جديد، وهو ما حدث على سبيل المثال فى فيلم (طابا) الذى سيعرض قريبا جدا، والذى سيتاح من خلاله للمواطن المصرى لأول مرة أن يفهم كيف أُديرت مسألة التحكيم، حيث يتناول مفاوضات استعادة طابا والتى بدأت منذ توقيع اتفاقية السلام عام 1979 وحتى استعادة طابا فى 19 مارس 1988 فى ملحمة مصرية قادتها وزارة الخارجية مع جميع مؤسسات الدولة من وزارة الدفاع، للمخابرات العامة والحربية والجمعية الجغرافية والجامعات الحكومية المصرية بالإضافة لدور الشعب المصرى الذى انتفض لتقديم كل ما يملك من وثائق أو مستندات تدعم الموقف المصرى لإعادة آخر قطعة أرض محتلة عبر مجموعة من الخبراء المتنوعين ضمن اللجنة القومية لاستعادة طابا، وقد استعان الفيلم للمرة الأولى، بأعضاء اللجنة أنفسهم ممن تولوا الدفاع عن قضية مصر فى المحكمة الدولية التى عقدت فى جنيف، سويسرا على مدار عامين، ويقدم الفيلم للمرة الأولى وثائق وخرائط وشهادات لم يسبق عرضها، كما نجح صناع الفيلم فى الوصول لأحد أعضاء الوفد المصرى البروفيسور «جورج أبى صعب» والتصوير معه فى مقر إقامته بجنيف، سويسرا، كما وصل الفريق إلى أحد المفاوضين الأمريكيين البارزين فى تلك القضية، وهو البروفيسور «إبراهام صفير» ممثل الخارجية الأمريكية آنذاك، والتصوير معه فى كاليفورنيا، الولايات المتحدة الأمريكية، وقدم الفيلم أيضًا شهادات الدكتور «نبيل العربى» مقرر اللجنة القومية لاستعادة طابا، وممثل الحكومة المصرية فى المفاوضات ووزير خارجيتها ورئيس جامعة الدول العربية الأسبق، بالإضافة للدكتور «مفيد شهاب» أستاذ القانون الدولى، واللواء بحرى «محسن حمدى» رئيس اللجنة المشتركة التى أشرفت على الانسحاب الإسرائيلى من سيناء، مع عدد من أعضاء الوفد ممن كان لهم دور محورى ومهم فى فوز مصر بالقضية، ويقدم الفيلم للمرة الأولى عرضا حىيا لجلسة النطق بالحكم والتى شهدت فوز مصر بمعركة طابا بالدبلوماسية، بالإضافة لمشاهد للمفاوضات وجلسات التحكيم تعرض للمرة الأولى على الشاشة.

 فترة الحصاد

ومن جانبه يرى المخرج «شريف سعيد» والذى يشغل منصب المدير التنفيذى للوحدة أن السبب فى إنشائها هو أن صناعة الفيلم الوثائقى قد توارت كثيرا فى السنوات السبع التى تلت 2011، مشيرا إلى أنه ابن من أبناء ماسبيرو منذ أكثر من عشرين عاما، وتحديدا قناة النيل الأخبار التى كانت أشبه بماكينة إنتاج أفلام وثائقية فى فترة من الفترات، عمل فيها مع أساتذة كبار، قبل أن تتراجع عن دورها، فى حين أن آخرين على ضفة الخليج يطوعون الفيلم الوثائقى كآلية فاعلة فى خطاب الخارج، وأحد آليات القوة الناعمة، وقد كان هذا هو المناخ الذى تم تكليفهم فيه بتأسيس الوحدة، وقد سار العمل فى خطين متوازيين، أولهما تفكيك ادعاءات ما يطلق عليه تيارات الإسلام السياسى، والآخر إنتاج كل ما يؤكد على الهوية المصرية، فمصر هى صاحبة الرواية، ولا يجوز أن تترك مصر بتاريخها حكرا فى الرواية على آخرين، وعن عدد الأفلام المقرر إنتاجها هذا العام يقول، خلال أسبوع أو عشرة أيام على الأكثر سيخرج فيلم (طابا) إلى النور، ومن المقرر أن يتم عرض أربعة أفلام أخرى بعد شهر رمضان، مشيرا إلى أن غزارة الإنتاج فى هذه الفترة القصيرة لا يعنى سهولة الإنجاز، فالخطة السنوية تبدأ كل عام من شهر أغسطس، والعمل يستمر طوال العام، ونحن الآن فى فترة الحصاد.

وعن فريق العمل المعاون فى الوحدة يقول: «لكل فيلم طبيعته، وظروفه، لكن الثابت هو أنه فى شق المحتوى يعمل باحثين، ومعدين، ومتخصصين فى الأرشيف، ومخرجين ومنفذين إنتاج لكن فى النهاية هو عمل جماعى لا يجيد فيه الشخص أمرًا واحدًا فقط، فعلى سبيل المثال لا بد للمخرج أن يجيد الصورة وتقنياتها، ومهارات البحث، والتدقيق أيضا». وعن متوسط مدة العمل فى الفيلم الواحد يقول: «أنها تختلف من فيلم إلى آخر، فبعض الأفلام استغرقت أربعة أشهر من العمل الجاد، وبعضها استمر العمل به لأكثر من سنة».