الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

ضمن مبادرة حياة كريمة 7 آلاف مشروع جديد على أرض البحيرة

شهور قليلة مضت على احتفال محافظة البحيرة بالعيد القومى والذى واكب الاحتفال هذا العام افتتاح أكثر من مائة مشروع قومى، ويبدو أن هذه المحافظة التى تعتبر من أكبر محافظات غرب الدلتا بمساحة 9,826 كم2 كان لها الحظ الأوفر من المشروعات التنموية الكبيرة، حيث شهدت المحافظة رصف 33 طريقًا جديدًا بتكلفة تتجاوز 70 مليون جنيه، ودخولها للخدمة فى مختلف مراكز المحافظة، و24 مدرسة تجاوزت تكلفتها 200 مليون جنيه تدخل الخدمة العام الدراسى الجديد، و12 مشروعًا عملاقًا فى قطاع مياه الشرب والصرف الصحى تبلغ تكلفتها مليار و175 مليون جنيه تدخل الخدمة رسميًا.



كل هذه المشروعات رسمت الفرحة والبهجة على أهالى البحيرة الذين لم يكونوا يتوقعون أن تضاهى محافظتهم كبرى المدن فى العاصمة، لذلك يعتبر أهالى البحيرة «حياة كريمة» من أهم المبادرات التنموية التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى على مدار السنوات الماضية، خاصة أنها كان لها دور كبير فى تطوير قرى ونجوع محافظة البحيرة، كما أنها لم تغفل تنمية قدرات الشباب ورفع مستواهم بالقرى الأكثر احتياجًا والمناطق الصحراوية والنائية والتى تصل إليهم أيدى التطوير لأول مرة من خلال إنشاء مراكز شباب مطورة لاستيعاب طاقات الشباب وتنمية مهاراتهم الرياضية.

ولمحافظة البحيرة تاريخ خاص، ففى القرن السابع عشر، وبداية القرن الثامن عشر، كانت رشيد هى الميناء التجارى الرئيسى لمصر على البحر المتوسط، ولموقعها المهم عند التقاء النيل بالبحر، شهدت المدينة نهضة عمرانية وعلمية كبيرة، لتكون ثانى أكبر مدينة تحتوى على آثار إسلامية بعد القاهرة، وكانت المدينة زاخرة بالعلماء وكبار التجار، وكانت مساحتها شاسعة، تضم إلى جانب موقعها الحالى مركزى المحمودية وإدكو، لذلك كانت مطمعًا لكل من حاول احتلال مصر، وكان لأهالى المدينة دور كبير فى إنهاء الاحتلال الفرنسى، وخلد التاريخ اسمها باكتشاف حجر رشيد، الذى ساهم فى فك طلاسم الحضارة الفرعونية.

وعقب جلاء الاحتلال الفرنسى عن مصر عام 1801، تنبهت إنجلترا إلى الموقع الحيوى الذى تشغله مصر، وخططت لاحتلالها لتأمين الطريق إلى مستعمراتها فى الهند، وكذلك لتأديب السلطان العثمانى فى تركيا، والذى كان يساند فرنسا العدو الرئيسى للإنجليز، وعزم الإنجليز على تنفيذ مخططهم عام 1807، حيث نزلت سفنهم التى تقل 7 آلاف جندى على شاطئ العجمى بالإسكندرية فى شهر مارس، واحتلوا المدينة بسهولة بسبب خيانة حاكمها التركى، وأرسل الجنرال فريزر، قائد الحملة مساعده الجنرال ويكوب، على رأس حامية من 2000 جندى لاحتلال رشيد، فى الوقت الذى كان حاكم مصر محمد على باشا مشغولاً بمطاردة المماليك فى صعيد مصر، ولا يستطيع إمداد رشيد بالجنود، أو العتاد للدفاع عن المدينة.

على بك السلانكلى، حاكم رشيد آنذاك، وضع خطة محكمة للدفاع عن المدينة بمشاركة الأهالى وجنود الحامية، وقرر إبعاد جميع المراكب إلى البر الشرقى للنيل، حتى لا يفكر الجنود فى الهرب، ووضع جنديًا داخل كل منزل، وتسلح الأهالى بكل ما يصلح للقتال، وهو ما أجبر الإنجليز على الانسحاب، وتأخير احتلالهم لمصر حتى عام 1882.

انتصار أهالى رشيد على الاحتلال الإنجليزى رفع معنويات الشعب المصرى، وثبّت أركان حكم الحاكم الجديد محمد على، ولكن من ناحية أخرى، خاف محمد على من نفوذ كبار العلماء والتجار فى رشيد، فعمل على تقليص نفوذهم، وسحب حركة التجارة من المدينة إلى الإسكندرية، وغابت الخدمات عن المدينة، ولم تتطور طوال قرنين من الزمان حتى انتبهت لها الدولة عام 2007، وبدأت عملية تطوير المدينة، ولكنها توقفت مع ثورة 25 يناير، ثم أمر الرئيس عبدالفتاح السيسى مؤخرًا بالانتهاء من تطوير المدينة خلال 3 سنوات.

الحكاية فى محافظة البحيرة مختلفة تمامًا عن بقية المحافظات.. المرحلة الأولى من حياة كريمة فى البحيرة شهدت نجاحًا كبيرًا لأنها بدأت بـ8 قرى فى نطاق المحافظة فى مراكز أبو المطامير ووادى النطرون وبدر تم خلالها تنفيذ 94 مشروعًا بتكلفة إجمالية بلغت قيمتها 350 مليونًا، وفى شهر نوفمبر الماضى تم إدراج 17 قرية جديدة فى 6 مراكز بالمحافظة لتنفيذ  208 مشروعات فى العديد من القطاعات من بينها: الصرف الصحى، ومياه الشرب، والطرق والكبارى، والرى، والصحة، والطب البيطرى، والكهرباء، وتدعيم الوحدات المحلية، والتعليم، ومراكز شباب، وغيرها من القطاعات، بتكلفة تقدر بحوالى مليار و250 مليون جنيه وتلك القرى بقسم غرب النوبارية وتشمل 7 قرى: «بلال، والدكتور محمد عبدالوهاب، والدواجن 1، و2 و3، وك3، والسلام، والشهيد أسعد، والتاسعة بذور، والغيتة» .. وفى مركز وادى النطرون 5 قرى «الصفا والمروة، وعزيرعليه السلام، وإلياس، والهدى والتقوى وأم المؤمنين» .. وفى مركز حوش عيسى قرية كفر الوراق.. إضافة إلى قرية عبدالسلام عارف بمركز بدر.. وقرية مؤسسة البستان بمركز الدلنجات وقرية أبو النوم وتوابعها.. ونجع عون بمركز كفر الدوار.

بدأت جولتنا فى قرية زاوية صقر التابعة لمركز أبوالمطامير بمحافظة البحيرة، حيث التقينا بعدد من الأهالى لمعرفة رأيهم على أرض الواقع فيما يحدث فى قريتهم، فقالت لنا أم سيدة بعفوية شديدة: «بلدنا نورت وشكلها بقى نضيف ودخلنا الكهرباء والمياه والشوارع بقت نضيفة وجهزوا لى بيتى بكل الأجهزة المنزلية ودخلنا الصرف الصحى»، واستطردت قائلة: كان البيت مسقوفًا بالخوص، سقفوه خشب، وعملوا لنا سيراميك ودهنوه، ودلوقتى عندنا المياه والكهرباء، والصرف الصحى».

وفى أثناء جولتنا التقينا «حسن زكريا ، نجار مسلح من أهالى قرية زاوية صقر، والذى قال لنا أن مبادرة «حياة كريمة» أعادت الحياة للقرية بعد أن تم تجاهلها لسنوات عديدة مشيرًا إلى تم إحلال وتجديد شبكة الكهرباء وأعمدة الإنارة المتهالكة وإحلال مركز الشباب وإنشاء ملعب كرة قدم خماسى ومكتبة وصالة للألعاب الرياضية بجانب عمل شبكة ومحطة صرف صحى وكبارى وتطوير وتبطين الترعة الرئيسية وتغطية المصارف.

وكان بصحبته أحد أصدقائه والذى يعمل فلاحًا ملتقطًا خيط الحديث بأنه تم إحلال وتجديد الوحدة الصحية والمدرسة وجارى العمل على توصيل الصرف الصحى للمنازل وأشاد بالجهود المبذولة لدعم القرى والفلاحين، مشيدًا بجهود الرئيس عبدالفتاح السيسى فى توفير حياة كريمة للقرى المحرومة من الخدمات وطالب بسرعة الانتهاء من شبكة الصرف الصحى ورصف مدخل وشوارع القرية.

بينما طالب يوسف مرزوق، كهربائى بإنشاء مدرسة جديدة تخدم أهالى القرية قائلاً: إن القرية لا يوجد بها سوى مدرسة واحدة وتم إحلالها وتطويرها ضمن أعمال المبادرة، لكنها لا تستوعب أعداد التلاميذ، لافتًا إلى مبادرة حياة كريمة أعادت لنا كرامتنا ولأول مرة تدخل الخدمات قريتنا بعد حرمان لسنوات طويلة.

وطالب على الدسوقى (فنى) المسئولين سرعة الانتهاء من مشروع الصرف الصحى ورصف شوارع القرية وتعليتها، حيث إن هناك عددًا من الشوارع منخفضة عن سطح الأرض، مما يحولها لبرك من المياه وخاصة خلال فصل الشتاء.

وقالت لنا فاطمة عباس والتى قامت بفتح بقالة صغيرة أمام منزلها: إن هذه المبادرة أنقذت حياتهم وأعطتهم الأمل لما تم ويتم من مشروعات وخدمات تنموية داخل القرية، وقالت: نفسنا فى حضانة لرياض الأطفال داخل مركز الشباب أو الوحدة القروية نظرًا لوجود عدد من كبير من أطفال القرية لا يتعلمون وربما مثل هذه الحضانات تحميهم من اللعب فى شوارع القرية دون تأهيل قبل الدخول إلى المدرسة.

أثناء جولتنا بالمحافظة التقينا د. إبراهيم خضر، وكيل وزارة الشباب والرياضة بمحافظة البحيرة، والذى أكد لنا تكثيف الجهود للانتهاء من المشروعات الشبابية الجديدة والتى يتم تنفيذها خلال مبادرة «حياة كريمة، موضحًا أنه تم تنفيذ 4 مراكز شباب مطورة بالظهير الصحراوى لمحافظة البحيرة خلال المرحلة الأولى لمبادرة حياة كريمة بتكلفة أكثر من 10 ملايين جنيه بقرى عبدالحليم محمود وزاوية صقر وعلى مبارك والخرطوم، مشيرًا إلى أنه جارٍ العمل على قدم وساق للانتهاء من تنفيذ 7 مراكز شباب أخرى بقيمة 40 مليون جنيه للانتهاء منها فى شهر مايو المقبل بقرى بلال بن رباح وعزرا وعبدالوهاب وإلياس والصفا والمروة والدواجن.

وأضاف أن هناك خطة متكاملة لتطوير جميع مراكز الشباب فى جميع قرى المحافظة خاصة مع دخول مشروع تطوير 1000 قرية مصرية الذى وجه به الرئيس عبدالفتاح السيسى، مؤخرًا حيز التنفيذ وتم فيه إدراج مراكز أبوالمطامير وحوش عيسى وكفر الدوار وأبوحمص ومركز دمنهور، وذلك بالتنسيق مع مجلس الوزراء ووزارتى الشباب والتتنمية المحلية.

وكشف اللواء هشام آمنة، محافظ البحيرة، عن تفاصيل المشروعات: القومية والتنموية العملاقة التى تشهدها أرض محافظة البحيرة قائلاً: إن المحافظة تمثل ربع سلة الغذاء فى جميع محافظات الجمهورية فضلاً عن أنها تضم مزارات سياحية وتاريخية بجانب الصيد والزراعة فى كل المجالات.

وقال إن مبادرة حياة كريمة الجارى تنفيذها فى محافظة البحيرة تتم على 3 مراحل، تضمنت الأول 8 قرى وصلت تكلفتها لـ 350 مليون جنيه، تضمنت الصرف والمدارس والملاعب الرياضية والوحدات الصحية، مشيرًا إلى أن هناك مرحلة ثانية تتضمن 6 مراكز، مضيفًا إننا: «هنعمل تنمية فى 42 وحدة قروية فى المحافظة، وسننفذ أكتر من 7 آلاف مشروع ضمن هذه المبادرة».

وأشار إلى أن البحيرة تسير بخطى ثابتة لتنفيذ المبادرة الرئاسية للارتقاء بالمستوى الاقتصادى والاجتماعى والبيئى للقرى الأكثر احتياجًا وتمكينها من الحصول على جميع الخدمات الأساسية مؤكدًا أن المرحلة الثالثة من المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» لتطوير الريف المصرى المزمع إنشاؤها بعدد 6 مراكز سوف تضم ( دمنهور- كفر الدوار - أبو حمص - حوش عيسى - أبوالمطامير- وادى النطرون) بعدد 42 وحدة قروية و3845 تابعًا فى مختلف القطاعات، وأشار إلى أن جميع هذه المشروعات التى سيتم تنفيذها واختيار أماكنها سيكون من خلال التوافق مع الاحتياجات والمتطلبات لأهالى تلك القرى.

وكشف أن المرحلة الثالثة تكلفتها سوف تتجاوز الـ 44 مليار جنيه فى 6 مراكز، مما يؤكد أن الدولة تسير للأمام وأن جميع مواطنيها فى قلب ووجدان الرئيس السيسى الذى يسير بمصر فى طريق التقدم وبناء الإنسان والهوية ومحاربة الفقر والإرهاب والفكر المتطرف بالتنمية والعمل المستمر من أجل مصر والمصريين.