أحلف بسماها: هل تختفى القمامة يومًا من حياتنا؟ (2)

تنبهت الوزارات المعنية بإدارة منظومة المخلفات الجديدة وبالتحديد وزارة البيئة أن التخطيط السليم والاعتماد على المنهج العلمى والتكنولوچى المتقدم هو الضمان لنجاح المنظومة على أرض الواقع، وبالفعل قام جهاز تنظيم إدارة المخلفات التابع لوزارة البيئة بالإعلان لتقدم الجهات العلمية البحثية من أجل إرساء المرحلة الأولى التى تشكل البنية التحتية الأساسية لتنفيذ منظومة إدارة المخلفات، وهى إقامة مدافن صحية آمنة ذات مواصفات عالمية تختلف تمامًا عن المدافن الحالية، والتى تسببت فى مخاطر بيئية جسيمة أخطرها تسرب ترشيحات سوائل المخلفات المدفونة أدت إلى تلوث التربة وآبار المياه الجوفية نتيجة عدم التبطين السليم للمدافن، وأيضًا إلقاء كميات كبيرة من المخلفات دون الاستفادة من تدوير معظمها وعدم تناسبها مع حجم المدافن التى أغلق معظمها بسبب العيوب الفنية أو امتلائها.

كانت أفضل العروض الفنية التى تقدمت لوزارة البيئة لوضع مواصفات المدافن الجديدة وتقديم المهام الاستشارية والإشرافية «الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوچيا والنقل البحرى»، لوجود اهتمام شديد فى الأكاديمية بالهندسة البيئية وتعدد الدراسات والمشروعات البحثية التى تقوم على الاستفادة بكل ما هو محلى، وبالفعل حازت الأكاديمية بجدارة على مهمة تولى إدارة مشروعات المدافن الصحية فى مصر وتقديم الدعم الفنى واعتماد التصميمات الهندسية والإنشائية والإشراف على التنفيذ واستلام المواقع لصالح وزارة البيئة، وحرصت الأكاديمية العربية على الاستعانة بأفضل الخبرات العلمية فى مجال المخلفات ليمثل الاستشارى البيئى للمشروع.

البداية هى إقامة 30 مدفنًا فى 16 محافظة مع وجود مخطط تفصيلى لحجم المخلفات فى كل محافظة والتباحث مع المسئولين لتحديد المواقع الملائمة بعيدًا عن الكثافة السكانية وقريبة، بعد إنشاء مصانع التدوير سواء بإنتاج الأسمدة أو توليد الطاقة من المخلفات وكلها حلقات متصلة ببعضها، وبالفعل اختير عدد من المواقع وبدأ العمل ببعضها وقارب عدد منها على الانتهاء، لكن للأسف ماطلت بعض المحافظات فى تحديد المواقع أو قامت بتغييرها مما أخر الجدول الزمنى للمرحلة الاولى، وكلّف الجهة الاستشارية إعادة الكشف على المواقع للتأكد من ملاءمتها، أيضاً رغم تبنى الأكاديمية العربية برنامج بناء القدرات الوطنية للعاملين فى مجال المخلفات لإدارة وتشغيل المدافن بشكل علمى آمن إلا أن ذلك استغرق جهداً كبيرًا لتجميع العاملين فى المحليات وفى فروع جهاز شئون البيئة بالمحافظات.

إن تقاعس جهة ما أو مسئول ما عن تنفيذ منظومة إدارة المخلفات والتى نعانى من غيابها سنوات يؤدى إلى حدوث خلل كبير وأن هذا التقاعس قد يتسبب فى وأد حماس بقية الجهات الملتزمة بإنجاح أهم مشروع قومى فى مصر.. وللحديث بقية.