الجمعة 28 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
الحقيقة مبدأ .. حتى لا يكون الكيل بمكيالين

الحقيقة مبدأ .. حتى لا يكون الكيل بمكيالين

هناك عدة زوايا يُنظَر منها إلى ما يَصدر من إدارة بايدن من مواقف وإشارات بشأن القضايا التى تتعلق بالشرق الأوسط والكيان الصهيونى، من الجائز أن نقول إن هناك إشارات قد توحى بأنها إيجابية ومنها ما هو ملتبس وغامض وفى خطوة أولى يمكن إطلاق عليها وصف إيجابى تجاه القضية الفلسطينية؛ حيث لم تعد خرائط صفقة القرن الكارثية قائمة، ولم تعد القطيعة الأمريكية للفلسطينيين معمولًا بها، ولا سياسة العصا معتمدة، كذلك العودة إلى مبدأ حل الدولتين مضمون وصيغة مختلفة عن صيغة ترامب التى أعطت الكيان الصهيونى الحق فى أخذ كل ما يريد مقابل دولة وهمية ليس للفلسطينيين فيها أى قدر مما يطلبون ويستحقون. لكن يبقى الكثير على الإرادة الأمريكية إيجاد محفزات قوية للانتقال من الموقف إلى الفعل، هذه المحفزات غير موجودة إلا فى الشرق الأوسط ذاته؛ حيث العرب والفسطينيون، بادر البعض من الدول العربية بالتطبيع دون أى مقابل ومن المفترض أنهم يعرفون ما يتعين عليهم فعله الآن لنقل الحل من ذيل قائمة الاهتمام الأمريكية إلى مكان أفضل إن لم نقل على رأسها. أمّا الأمر الآخر فهو ما نطلق عليه الموقف الأمريكى الملتبس والغامض فيما يخص تجاهل الولايات المتحدة مسألة تملك الصهاينة للأسلحة النووية؛ حيث دأبت جميع الإدارات الأمريكية السابق على تجاهلها وعدم الضغط عليهم بذكر هذه المسألة عند مناقشة قضية انتشار هذه الأسلحة فى المنطقة أو الضغط لأجل تقليل ترسانتها النووية الهائلة والاستمرار فى هذا الجهل الوهمى فى الوقت الذى يعلم فيه كل شخص على وجه الأرض لديه اهتمام بالحقيقة.. المخاطر الآن قد باتت أكبر بكثير فى وقت أصبح فيه الانتشار النووى فى المنطقة قلقًا عالميّا وخطرًا متزايدًا ويجب على الإدارة الأمريكية الجديدة الاعتراف بأن إسرائيل تمتلك أسلحة نووية حتى تستطيع مناقشة مسألة الانتشار النووى فى أماكن بالشرق الأوسط بمصداقية.. مصداقية الولايات المتحدة أمر أصبح بالغ الأهمية الآن؛ حيث لايزال مستقبل إيران النووى موضع شك، كما أن فكرة عقد مؤتمر حول شرق أوسط خالٍ من الأسلحة النووية لن تختفى أيضا، فقد صرح وزير الخارجية المصرى سامح شكرى بأن القاهرة ستطرح هذه القضية مرة أخرى فى مؤتمر مراجعة معاهدة حظر الانتشار النووى المقرر عقده فى أغسطس المقبل، فى هذا الصدد فإنه يبدو أن سلوك المسئولين الأمريكيين لايزال يتبع سياسة الغموض الصهيونية الشهيرة فيما يتعلق بالأسلحة النووية. يحدث هذا فى الوقت الذى تقوم فيه الولايات المتحدة الآن بمحاولة منع تطوير الموارد اللازمة للحصول على أسلحة نووية. حان الوقت الآن للعمل على تحديث فكر واشنطن لتحقيق مصداقيتها بأن تسعى لمنع المزيد من الانتشار الإقليمى الذى يعد أكثر أهمية من الانغماس فى تمثيلية قد تؤدى لتقويض المصالح الأمريكية. وتحيا مصر