الأربعاء 9 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
أحلف بسماها: نافورة النيل الراقصة

أحلف بسماها: نافورة النيل الراقصة

لم تكن نافورة النيل مجرد أحد معالم ثورة 52 الإنشائية مثل برج الجزيرة أو مجمع التحرير وخلافه؛ لكنها كانت تمثل تاريخًا من الذكريات لأجيال الثورة مثلى فى طفولتى وشبابى، الأولى عندما كنّا نتنزه فى حديقة الأندلس مع أسرتى ولا بُدّ أن نتوقف لمشاهدة النافورة بمياهها الغزيرة والمراكب أثناء وقوفنا على كوبرى قصر النيل والثانية عندما التحقتُ بكلية الإعلام جامعة القاهرة وكنت بصحبة صديقات العمر «جيهان المغربى وكريمة سويدان وهيام حنا» نستقل مترو مصر الجديدة الذى كان يصل إلى ميدان عبدالمنعم رياض، ثم نركب الأوتوبيس النهرى فى رحلة يومية بديعة حتى كوبرى الجامعة نتمتع خلالها بالإبحار بالقرب من نافورة النيل التى أحيانًا ما كانت تعمل ويصل رذاذها الممطر إلى وجوهنا وشَعْرنا ليزداد الإحساس بالبهجة والتفاؤل.. وتتوقف الذكريات الجميلة مع توقف كل شىء جميل فتحوّلت النافورة إلى بناء ليس به روح أو حياة.



إحساسى بروعة النافورات ومدَى أهميتها فى تاريخ الشعوب عندما شاهدت النافورات الراقصة فى موسكو أهمها نافورة الصداقة الروسية ونافورات باريس وأمريكا وغيرها وكلها تبعث على التفاؤل والراحة النفسية، والأهم أنها تحولت إلى معالم شهيرة فى عواصم ومدن العالم وساعدت التكنولوچيا على استخدام الإضاءات المتلألئة مع تصاعد وتراقص المياه فى أشكال بديعة بمصاحبة أعذب وأشهَر الأنغام الموسيقية.. لكن ما اكتشفته مؤخرًا أن معظم النافورات المشهورة إن لم يكن كلها أنشئت على بحيرات صناعية حتى نافورة الملك فهد بجدة أقيمت على شاطئ البحر الأحمر، وبذلك تكون نافورة النيل بالقاهرة «بعد البحث» الوحيدة التى أنشئت وسط النهر وفى أجمل بقعة فى نيل القاهرة.

عودة الحياة لنافورة النيل التى أنشأتها شركة ألمانية عام 56 بمواصفات عالمية فائقة الدقة كانت بمثابة عودة الروح للأيام والذكريات العطرة وتأتى مع قرار الدولة بإحياء معالم القاهرة والمدن الكبرى فى الجمهورية، وكان التحدى بقيام شركات وطنية بإصلاح الأعطال رُغم غياب تصميمات وخرائط النافورة من الشركة الألمانية؛ بل نجحت الشركات المصرية فى تطوير مكونات النافورة واستغلال الوسائل التكنولوچية فى تشغيل المضخات مع الإضاءات البديعة ليستكمل بعد نجاح تجارب التشغيل استخدام المقطوعات الموسيقية.. والأجمل هو  مدى فرحة المصريين بنافورة النيل وكيف أنهم متشوقون لعودة مَظاهر الجمال إلى مدنهم لذلك نأمل من المسئولين فى جهاز التنسيق الحضارى إقامة نافورة وسط النيل فى كل محافظة نهرية من الدلتا حتى أسوان.