الأحد 4 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
الحقيقة مبدأ : حتى لا يتحول الحلم إلى كابوس

الحقيقة مبدأ : حتى لا يتحول الحلم إلى كابوس

هل تأتى دعوة محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية إلى إجراء انتخابات فلسطينية من أجل تلبية لمطلب فلسطينى قديم ومستمر لمصالحة فلسطينية - فلسطينية، أم محاولة لإعادة تأهيل القيادة الفلسطينية الحالية وبإضفاء شرعية انتخابية جديدة عليها لتؤهلها للعب دور مرسوم لها ومطلوب منها للتنسيق مع الإدارة الأمريكية الجديدة؟! الدعوة للانتخابات جاءت وكأنها تتويج لمصالحة لم تتم حتى الآن، ولم تأت لتلبية المطلب الفلسطينى القديم والمستمر، وإنما جاءت بهذا التوقيت كمحاولة لإعادة التأهيل لمحمود عباس وتغيير واقع لسلطة مهلهلة انتهت ولايتها، ذلك بإضفاء شرعية انتخابية جديدة عليها. وهذا يفترض بالضرورة أن نتائج تلك الانتخابات قد تكون محسومة فى ذهن السلطة الفلسطينية حتى قبل إجرائها ومعرفة نتائجها، خصوصا إذا كان الهدف تجديد الشرعية وليس تغيير القيادة أو تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية. من هنا فإن الحديث قد يكون أقرب إلى الصحة، مما يعنى عمليًا مزيدًا من الفرقة والانقسام الفلسطينى، ذلك كون الهدف هو إعادة تأهيل القديم بثوب جديد دون تغيير المحتوى، ومن المؤكد أن إدارة بايدن لن تقوم بتغيير سياسة دعمها المفتوح المتواصل للكيان الصهيونى أو إلغاء أية مكاسب حصل عليها الصهاينة من إدارة ترامب. إنما المتوقع من بايدن أن يتجاوز عملية تخفيف العداء الملحوظ الذى مارسته إدارة ترامب تجاه الفلسطينيين من خلال إجراءات شكلية مثل عودة الدعم المالى للسلطة الفلسطينية ولوكالة الغوث وفتح مقر السلطة الفلسطينية بواشنطن والقنصلية الأمريكية فى القدس الشرقية، أى نفس السياسات التقليدية الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية، ولكن هناك تغييرًا إيجابيًا إلى حد ما هو أن خرائط صفقة القرن الكارثية لم تعد قائمة ولم تعد القطيعة الأمريكية للفلسطينيين، هنا على الفلسطينيين العمل على نقل ما حدث من الموقف إلى الفعل والعمل إلى إنجاز تلك المحفزات لنقل الحل من ذيل قائمة الاهتمام الأمريكى إلى مكان أفضل وعليه يجب وبشكل عاجل العمل على وقف هرولة التطبيع مع الصهاينة وإعادة إنتاج العلاقات العربية - الفلسطينية وهى مسئولية فلسطينية وجماهيرية عربية والعمل على إعادة تأكيد دور الحاضنة العربية للقضية الفلسطينية والعمل على تفعيل هذا الدور مع البلدان العربية بوقف التطبيع ومنع امتداده إذا كان من غير الممكن إلغاء ما تم من توقيع البعض. هذا مع إحياء المبادرة العربية للسلام والتى طرحت عام 2002 بموافقة الدول العربية عليها بتلك السنة فى مؤتمر قمة بيروت وطرحها كموقف عربى والتزام أمريكى يحدد ماهية وطبيعة الدولة الفلسطينية المنشودة، هذا مع عدم الاكتفاء بترديد العنوان فقط، الحلم العربى الفلسطينى لن يأتى ويتحقق إلا من الداخل الفلسطينى أولاً، وبالدعم العربى القوى ثانيًا، وغير هذا هراء.



وتحيا مصر.