الأربعاء 9 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
أحلف بسماها..  مواجهة الكورونا الجديدة

أحلف بسماها.. مواجهة الكورونا الجديدة

الفرق بين الدول المتحضرة والأقل تحضرًا أن الأولى تواجه التحديات بكل ما لديها من قوة وتحمل، وخير مثال على أن بلدين مثل ألمانيا واليابان استطاعا فى أقل من ثلاثة عقود أن يتحولا من دولتين مهزومتين، وقد أصابهما الدمار فى كل مناحى الحياة إلى أكثر الدول تقدمًا، اقتصاديًا وصناعيًا وعلميًا، أقول هذا لأن المحن الكبرى لا تعنى فقط الهزيمة فى الحرب رغم أن الحروب والنزاعات هى أكثر ما يؤثر فى تقدم أى دولة.. فقد ابتلى العالم أجمع بفيروس لم يفرق بين دولة غنية ومتقدمة أو فقيرة ونامية، ووقعت الدول فى حيص بيص، حيث تداعت النظم الصحية فى معظم البلاد، لكن ما يميز المجتمعات الأكثر تقدمًا أنها سريعًا ما تعالج أخطاءها.



الحمد لله ومنذ بداية أزمة الكورونا لم تختلف الأنظمة الصحية فى مصر عن أنظمة البلاد المتحضرة الصحية والمعروفة باكتمال جميع أركانها من أطقم طبية ومستشفيات وعلاجات، بل كنّا سباقين عن دول كثيرة، والتزم الجميع بالإجراءات الاحترازية من استخدام الكمامات والكحول وعدم الخروج إلا للأسباب القهرية مع فرض نظام الإغلاق، فأصبحت معدلات الإصابة والوفيات أقل من دول كثيرة،  لكن خلال شهور الصيف وارتفاع درجات الحرارة التى صاحبها قلة الإصابات وعودة الحياة الطبيعية فى جميع المجالات التجارية والصناعية والسفر تناسى الجميع أمر الكورونا خاصة مع اقتراب استخدام الفاكسينات المنتجة من عدة دول، وفوجئ العالم بعودة فيروس كورونا المستجد أكثر شراسة، وأكثر انتشارًا بعد تحوره وظهور سلالة جديدة له فى بريطانيا.

المشكلة الكبرى أن عودة الإغلاق مرة أخرى قد تؤثر فى أى دولة اقتصاديًا ومنها مصر، وقد يلقى ذلك بتبعات لا حمل لنا بها رغم أن الدولة تحرص على تقديم جميع أشكال الدعم المادى، سواء بتأجيل فوائد القروض أو دعم أصحاب الدخول البسيطة، وما نراه أن كثيرًا من المصريين أصابهم الملل ويتعاملون وكأن الكورونا قد ولت.. فالمسئولية الآن ملقاة على عاتق الشعب المصرى الذى لا بد أن يساعد نفسه أولاً ثم الحكومة، لكى لا ينفرط العقد وتتضاعف معدلات الإصابة أو لا قدر الله زيادة الوفيات ويصعب وقتها إيجاد سرير أو عزل فى مستشفى عام أو خاص، نحن لسنا أقل من دول كثيرة واجهت شعوبها الحروب والأوبئة بالتفانى وتحمل السنوات الصعبة بمزيد من العمل الجاد، وأن كل مواطن عليه واجب الحفاظ على مجتمعه ووطنه.