الأحد 4 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
الحقيقة مبدأ .. خيبات فلسطينية

الحقيقة مبدأ .. خيبات فلسطينية

لأننى من الذين كتبوا وعاشوا لسنوات كثيرة وحتى اليوم داخل دائرة القضية الفلسطينية، صارت القضية المحورية فى حياتى المهنية، كما هى القضية المحورية لمصر أولا، ويجب أن تكون للعالم العربى أجمع ولدول العالم المؤمن بالعدالة والحرية لشعب يعانى من احتلال صهيونى ظالم يذيقه جميع وسائل الانتهاكات من قتل وسجن وتشريد وتخريب، ولا يستثنى أى فلسطينى طفلا ولا شيخا ولا شابا، تلك الحيثيات جعلتنى أصاب بارتفاع الضغط ومستوى السكر فى الدم عندما قرأت عن الحديث الذى أدلت به سها عرفات أرملة الزعيم ياسر عرفات «أبوعمار» لصحيفة صهيونية من أهم صحفهم العبرية «يديعوت أحرونوت»، صرحت لهم بأن الذي قام بتسميم «أبوعمار» هم الفلسطينيون وليس الصهاينة، هذا الاتهام الذى جاء بعد وفاة عرفات مسموما طبقا للتقارير التى صدرت آنذاك وأشارت إلى أن من قاموا بتسميمه الصهاينة الذين كانوا يحاصرونه ويشرفون على طعامه وشرابه ودوائه، إلا أنها أعلنت اليوم وبعد 16 عاما على وفاته بأن من قام بذلك هم الفلسطينيون، على الرغم من أن سها عرفات كانت مرافقة له وقتها هى والصهاينة فقط، حيث زاد مرضه وجاء موته المفاجئ بهذا الشكل ليثير الشك حولها، من الإخوة الفلسطينيين الذين عايشوه ولم يفارقوه لسنين طوال، حيث إنهم عارضوا فكرة زواجه منها لأنها دخلت حياته بشكل فاجأ الجميع، واعتبروها دسيسة عليه من قبل الصهاينة أو ممن يدعمونهم وتم الزواج 1990 بعد ثلاث سنوات من بدء الانتفاضة الأولى للأقصى والتى لقبت بانتفاضة أطفال الحجارة سنة 1987 والتى استمرت قائمة حتى سنة 1993 عندما أوقفها عرفات بعد توقيعه على اتفاقية أوسلو المشئومة. زادت سها من تصريحاتها الصادمة والتى عززت من الاتهام والاشتباه حولها من أنها كانت دسيسة عليهم من قبل الصهاينة ومن يدعمونهم، قالت إنها تربطها علاقات جيدة مع شخصيات صهيونية مهمة، وإنها تدعم عمليات السلام واتفاقيات التطبيع «المجانية» الصادمة لنا والتى جرت فى الفترة الأخيرة بين الصهاينة وعدد من الدول العربية وبلغة بها الحماس والإثارة لتقول إنها لامت أبوعمار على تأييده للانتفاضة الفلسطينية الثانية التى قامت سنة 2000 واستمرت حتى عام 2005، أشادت سها عرفات بالعدو الصهيونى الذى قتل وسجن وشرد وهجر مئات الآلاف من الفلسطينيين من أراضيهم، بل نقول والملايين الذين طردوا خارج وطنهم.



هذه السيدة وبعد ستة عشر عاما من وفاة عرفات جاءت لتذكرنا بأنها كانت كارثة ليس على عرفات وفلسطين فقط، ولكن على الأمة العربية وتزيد خيبات فلسطين وخيبة الأمل مما يحدث ومما حدث من خيانات جرت فى الماضى، أدت إلى هذا الاحتلال البغيض للأراضى العربية المحتلة فى جولان سوريا ولبنان وفلسطين. واقع حزين لضياع الأرض والعرض والشرف والحق لشعب أراد ويريد ومازال يدافع عن حقه المشروع فى وطنه، وأقرته جميع القرارات الدولية التى لم تنفذ ليومنا هذا، ويبقى الشعب الفلسطينى يتجرع المرارة ويقدم الشهداء كل يوم حتى تتم استعادة حقه وسيكون بإذن الله. 

وتحيا مصر.